دراسة حديثة تهدم أسطورة «اللامبالاة المتفشية»

المارة يحدّدون حجم فرصتك في طلب المساعدة
دراسة حديثة تهدم أسطورة «اللامبالاة المتفشية»

في عام 1964، قتلت امرأة في مدينة نيويورك أمام أكثر من 30 من الشهود، الذين قيل إنهم لم يفعلوا أي شيء للمساعدة، وقد أدى هذا الحادث إلى عشرات من الدراسات، التي أظهرت أنه كلما زاد عدد المارة قل سلوك المساعدة، وقد أطلق على هذا التأثير اسم اللامبالاة المتفشية أو التأثير الجانبي، وتحول هذا المفهوم إلى ما يُشبه الأسطورة التي لا ينبغي تجاوزها.

وقد خرج عام 1981 تحليل لأكثر من 50 دراسة ذات صلة، ليؤكد أن هذا التأثير الأسطوري صمد أمام اختبارات الزمن والتكرار، ولكن في عام 2008 اكتشف وجود خطأ في هذا التحليل، إلى أن جاءت دراسة حديثة باستخدام لقطات تليفزيونية مغلقة الدوائر من مدن في بلدان متعددة، لتقول إن المارة بأعداد كبيرة قد يكونون أكثر فائدة في حالات الطوارئ مما توقعنا.

الدراسة التي أجريت تحت عنوان هل أساعد؟، جمع خلالها الباحثون عددًا كبيرًا من مقاطع الدوائر التليفزيونية المغلقة (1225 مقطعًا)، من مواقع حضرية في بلدان متعددة (أمستردام - كيب تاون - لانكستر) ، وأظهروا أنه في 9 من أصل 10 حوادث حقيقية، قام أحد المارة- على الأقل- بفعل شيء للمساعدة، وعلاوة على ذلك وجدوا أنه كلما زاد عدد المتفرجين، كان من المرجح أن يساعد أحد المارة على الأقل، ما يثير شكوكًا جدية حول فكرة أن اللامبالاة من المارة هي القاعدة.

واضطر المارة إلى التصرف تجاه الجاني أو الضحية بطريقة قد تهدئ النزاع، وشملت أعمال المساعدة تهدئة الإيماءات، اللمسات المهدئة، منع الاتصال بين أطراف النزاع، أو دفع المعتدي أو سحبه بعيدًا عن النزاع، والمواساة أو تقديم مساعدة عملية للضحية، وكانت النتائج الحاسمة هي أن أحد المارة على الأقل ساعد في 90.9 في المائة من الحالات، وأنه كلما زاد عدد المارة، زاد احتمال حدوث ذلك، وفي حين أن الضحية كانت أكثر عرضة لتلقي المساعدة (من شخص واحد على الأقل) مع عدد أكبر من المارة، فقد يكون صحيحًا في نفس الوقت وجود متفرجين.

ورغم ذلك، يقدّم الخبراء هذه النصيحة: إذا وجدت نفسك في حشد كبير من الناس وكنت في حاجة ماسة إلى المساعدة الفورية، فلا يزال من الجيد الإشارة مباشرة إلى أحد المارة لطلب المساعدة إذا كنت تستطيع ذلك؛ حيث يمكن أن يشعر المارة بتثبيط أكبر للمساعدة من تلقاء أنفسهم، ووفقًا للبحث الجديد فستجد هذه المساعدة كلما زاد عدد المارة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa