تهريب آثار يمنية.. والمسروقات تماثيل ذهبية ونسختا قرآن وتوراة نادرتان

الحوثيون اعتبروه وسيلةً لتمويل الحرب وطمس التاريخ
تهريب آثار يمنية.. والمسروقات تماثيل ذهبية ونسختا قرآن وتوراة نادرتان

ضبطت أجهزة الأمن في مأرب، عناصر تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية (المدعومة من إيران) تهرب آثارًا تاريخية إلى خارج اليمن، تضمنت تماثيل ذهبية وأحجارًا كريمة مكتوبًا عليها بخط المسند.. والأهم: نسخة نادرة من القرآن الكريم.

واعترف أفراد العصابة الحوثية بتهريب الآثار من محافظة ذمار، وأنهم يبيعونها لحساب الجماعة، وأنهم كرروها كثيرًا في أوقات سابقة (وفقًا لوكالة سبأ)، وليست المرة الأول التي يتم الكشف فيها عن ملامح هذه الجريمة.

ويتاجر الحوثيون بتاريخ وآثار اليمن لتمويل الحرب التي يخوضونها ضد المؤسسات الرسمية، والقوات الشرعية، والمدنيين. وأوضحت تقارير سابقة أن ميليشيا الحوثي استولت على كثير من مقتنيات المتاحف والمخازن الأثرية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.

التمويل ليس هو الهدف الوحيد للحوثيين من تهريب وتدمير الآثار، بل هناك بعدًا آخر هو البعد الثقافي، عبر طمس هوية وتاريخ شعب اليمن العريق، تمهيدًا لتشويهه ووضع تاريخهم الخاص في الذاكرة، وهو ما قام به تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.

ويعول الحوثيون (كما القاعدة، وداعش) على محو الجذور الثقافية تمامًا تمهيدًا لزراعة أفكارهم ومعتقداتهم لدى الأجيال الجديدة، وهو ما حذرت منه وزارة الثقافة اليمنية في وقت سابق، مؤكدةً أن هناك حملات تدمير متعمدة يقوم بها الحوثيون ضد الآثار والمعالم التاريخية اليمينة.

وذكر الباحث والأكاديمي الدكتور علي طعيمان، أن جزءًا كبيرًا من الآثار تعرض للتدمير على يد الحوثيين، ومنها قصر السلاح في صنعاء الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي، وكذلك المدينة القديمة في صعدة، وآثار محافظة الضالع.

كما هدم الحوثيون دار الحسن الأثرية في قرية "دمت" التاريخية التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، قبل أن تبادر الجماعة إلى محاولة استمالة اليهود بتسهيل تهريب المخطوطات العبرية القديمة، لا سيما أقدم نسخة من التوراة، وهي نسخة توارثها حاخامات اليهود في اليمن على مر مئات السنين؛ حيث ظهرت تلك النسخة في إسرائيل عقب سماح الحوثيين في مارس 2016 لآخر دفعة من اليهود بالسفر إلى إسرائيل، ضمن صفقة سرية مع تل أبيب، ساهم في إتمامها وسطاء من  دول أوروبية والولايات المتحدة.

وذكرت مصادر يمنية (في أبريل الماضي) أن الميليشيات سرقت وتاجرت بالآثار اليمنية، وأنها جمعت من ذلك عشرات الملايين من الدولارات، عن طريق عمليات منظمة لتهريب الآثار تحت إشراف مباشر منهم.

وتقوم بالتهريب مافيا آثار دولية تضم شخصيات من إيران وحزب الله اللبناني بتنشيط السوق السوداء لتجارة الآثار في سوق الملح بباب اليمن (وفق تقارير إعلامية). وقام الحوثيون على مدى السنوات الأربع الماضية، بنهب الآثار في الأجزاء التي يسيطرون عليها.

وشملت عمليات نهب الآثار محافظات تعز والجوف وصنعاء وغيرها من المناطق، باستخدام سيارات تابعة للجيش اليمني استولوا عليها عقب انقلابهم على الشرعية، أو سيارات تابعة للقطاع الصحي، مثل سيارات الإسعاف.

ويتم نقل الآثار إلى صعدة والحديدة وحجة لتهريبها عبر قوارب الصيد إلى الساحل الإفريقي، ومنها إلى دول أخرى. وهناك طريقة أخرى للتهريب عن طريق الحصانة الدبلوماسية من مطار صنعاء. وذكرت معلومات أن الحوثيين هرَّبوا أقدم نسخة من القرآن الكريم باليمن.

والنسخة المذكورة مكتوبة على جلد غزال؛ حيث نهبوها من الجامع الكبير بصنعاء، وباعوها لإيران مقابل 3 ملايين دولار. ويعود تاريخ تلك النسخة إلى القرن السابع أو الثامن الميلادي، أي بعد وفاة الرسول بنحو مائة سنة.

ونهب الحوثيون متحف عدن عندما اجتاحوا المدينة في 2015، وكان يضم أكثر من 5 آلاف نسخة تمثل جميع العصور التي مرت على اليمن. وقال وزير الثقافة اليمني الدكتور مروان الدماج إن الحوثيين يتحملون مسؤولية ما تم تهريبه من آثار ومخطوطات إلى إسرائيل.

وخرجت كل تلك القطع بعلم قيادة الجماعة وتحت بصرهم، مشيًرا إلى قيامهم بعمليات اتجار كبيرة في الآثار، ونبش للمواقع الأثرية، خاصةً في "حجة"، كما استغلوا ميناء الحديدة ومطار صنعاء في عمليات التهريب، والكثير منها تم تهريبه باتجاه إيران.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa