تبونا نسكت !

تبونا نسكت !

ملأ شوارعنا أحد الإعلانات لبرنامج تليفزيوني بكثرة، وسيقدم البرنامج مذيع قدير، يُستغرب منه الموافقة على اسم البرنامج، الذي لا يليق بتاريخه الرصين في عالم الإعلام، وتحديدًا البرامج التليفزيونية.

إنَّ الشعارات التي تحمل لغة حادة -بشكل عام- قد تجلب العامة والشعبويين، لكنها لا تجذب المثقفين والمعتدلين وطبقة المتعلمين بل تجذب، تحديدًا، المراهقين والشباب الصغار، والذين سيعتقدون أن مثل هذه البرامج في لغتها وحدتها هي الطريقة المثلى والحضارية في طرح الآراء بين مختلف الأطياف.

البرامج الحادة كما نشاهدها حول العالم لا تحفّز المتلقي على استخدام عقله ورأيه مثل برنامج (الاتجاه المعاكس) في برنامج سيئة الذكر (الجزيرة)، فالحدة في العناوين والطرح تجعل كل شخص يخرج من أسلوب التمدن الحضاري في مخاطبة الآخرين إلى التمرد في المطالبة بالحقوق، وبالتالي أصبحت نوعية مثل هذه البرامج تهدم أكثر من كونها تبني.

لك عزيزي القارئ أن تتساءل: كيف يمكن لجهة خدمية أن تقدم خدمة متميزة، وهي ترى سكاكين النقد الحاد قد انغرست في أوصالها؟ أم ماذا يفعل مربي الأجيال عندما يسمع تلميذًا في مكان الدرس يردد عبارة (تبينا نسكت.. ماحنا بساكتين)؟ هذه العبارة سيكون لها وقعها مع الوقت على المجتمع، وربما تخلق حالة من الحنق بين مقدم الخدمة والمستفيد.

إننا بحاجة ماسة إلى برنامج ناقد يطور لغة الحوار داخل أطياف المجتمع، ويرتقي بلغة المطالبة بين المسؤول والمستفيد وتسليط الضوء على مكامن الخلل، والنقد بشكل هادف وبنَّاء.

أخيرًا، إن البرامج التي تتلمس احتياج المواطن وتقدم حلولًا بل تتقاطع مع رغبات المشاهدين، وتسهم في حل مشكلاتهم وأزماتهم، وتحفّز المسؤول، لهي برامج نحن بحاجة لها أكثر من قبل.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa