روسيا لـ«أردوغان»: ماذا تفعل مع الأمريكان؟.. ننتظر تقريرك في موسكو الثلاثاء المقبل

يتعلق بملابسات اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال السوري
روسيا لـ«أردوغان»: ماذا تفعل مع الأمريكان؟.. ننتظر تقريرك في موسكو الثلاثاء المقبل

قالت مصادر دبلوماسية وسياسية، اليوم الجمعة، إن الرئاسة الروسية تتساءل حول ما يفعله الرئيس التركي، رجب إردوغان، مع الإدارة الأمريكية، بعد موافقة تركيا، أمس الخميس، على وقف هجومها الدموي في سوريا، عبر عملية «نبع السلام»، التى تستهدف غزو واحتلال شمال سوريا، وقال الكرملين إنه سيحصل على معلومات من تركيا في هذا الشأن.

وبينما سارعت الشرطة العسكرية الروسية، والجيش السوري بالسيطرة على أنحاء في شمال شرق سوريا كانت خاضعة لسيطرة الأكراد بعدما سحب ترامب القوات الأمريكية منها، فقد نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «سنحصل على معلومات من تركيا»، في إشارة إلى التقرير الذى يقدمه الرئيس التركي خلال محادثاتهن الثلاثاء القادم، مع الروسي فلاديمير بوتين، في جنوب روسيا.

ووثّقت وكالة رويترز، اليوم الجمعة، ما يمكن وصفه بـ«الخيانة الميدانية»، لاتفاق إطلاق النار الذى ترعاه الإدارة الأمريكي، وقال مراسل الوكالة إنه «تم سماع دوي قصف وإطلاق للأسلحة النارية في منطقة رأس العين بشمال شرق سوريا، اليوم»، وسمع المراسل من بلدة «سيلانبينار»، التركية المقابلة لرأس العين عبر الحدود دوي أصوات الأسلحة الرشاشة والقصف في المنطقة السورية.

وقتل، اليوم، خمسة مدنيين في غارة تركية على قرية في شمال شرقي سوريا، برغم اتفاق لوقف إطلاق النار في الهجوم الذي تشنه القوات التركية ضد المسلحين الأكراد، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن المدنيين قتلوا في غارة على قرية باب الخير التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق مدينة رأس العين الحدودية، حيث تدور اشتباكات متقطعة. وأشار إلى إصابة 20 مدنيًا آخرين بجروح.

وألزمت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الخميس، تركيا بوقف هجومها المستمر على سوريا منذ خمسة أيام، وأعلن عن الهدنة نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، عقب محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي رجب أردوغان، وسرعان ما أشاد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنها ستنقذ «ملايين الأرواح».

وتزعم حكومة أردوغان، أن «الهدنة ستحقق الهدفين الرئيسيين اللذين أعلنت عنهما تركيا عندما شنت الهجوم قبل ثمانية أيام، وهما: السيطرة على شريط من الأراضي السورية بعمق يتجاوز 30 كيلومترًا، وطرد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف السابق لواشنطن، من المنطقة»، فيما شدد عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي: لينزي جراهام، وكريس فان هولن، على أنهما «سيواصلان بكل قوة العمل على خططهما لفرض عقوبات صارمة على تركيا رغم إعلان وقف إطلاق النار».

وذكر «بيان مشترك»، أن «واشنطن ستتعاون بشأن التعامل مع مقاتلي تنظيم داعش وأفراد عائلاتهم المحتجزين في سجون ومخيمات بالمنطقة وهي قضية تثير قلقًا دوليًّا»، فيما قال نائب الرئيس الأمريكي، إن «واشنطن كانت على اتصال بقوات سوريا الديمقراطية»، فيما قال القيادي الكردي البارز، آلدار خليل، لـ«العربية»، إن «الأكراد سيصدرون قريبًا بيانًا بهذا الشأن، وإنهم رفضوا ما يسمى بالمنطقة الآمنة التركية...».

ونبه إلى أن «الأكراد سيلتزمون بوقف إطلاق النار، لكنهم سيدافعون عن أنفسهم إذا تعرضوا لهجوم»، فيما قال «بنس»، إنه «بمجرد أن تصبح الهدنة دائمة، فإن واشنطن ستمضي قدمًا في خططها الخاصة بسحب كامل قواتها العسكرية من شمال سوريا»، وتابع عقب محادثات في القصر الرئاسي بأنقرة استغرقت أكثر من أربع ساعات أنه «تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في سوريا.. الاتفاق المبرم مع أردوغان نص على عدم انخراط تركيا في عمليات عسكرية بمدينة كوباني السورية الحدودية...».

وأضاف «بنس»، أنه تحدث مع ترامب عقب المحادثات وأن الرئيس عبر عن امتنانه لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار، موضحًا أن هدف واشنطن الرئيسي كان وقف العنف وأنها نجحت في تحقيقه، وفجر الهجوم أزمة إنسانية جديدة في سوريا في ظل نزوح 200 ألف مدني، وأثار مخاوف أمنية تتعلق بآلاف من مقاتلي تنظيم داعش في سجون الأكراد، بالإضافة إلى ﷧أزمة سياسية يواجهها ترامب في الداخل.

إلى ذلك، أيد مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة، الأربعاء الماضي، مشروع قرار يندد بقرار ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا. وبدأ الهجوم التركي، بعدما سحب ترامب قوات أمريكية من المنطقة عقب اتصال هاتفي مع أردوغان. وأعلن الرئيس الأمريكي عقوبات على تركيا عقب انطلاق العملية لكن معارضيه قالوا إنها ضعيفة للغاية، وقال «بنس»، إن العقوبات ستُرفع عندما يصبح وقف إطلاق النار دائمًا.

ووصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، تشاك شومر اتفاقًا بين الولايات المتحدة وتركيا لوقف الهجوم التركي الدموي في شمال شرق سوريا، بأنه «عار»، وقالت بيلوسي وشومر في بيان، إن «الاتفاق يقوض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية ويبعث برسالة خطيرة لحلفائنا وأعدائنا على حد سواء بأنه لا يمكن الوثوق في كلامنا...»، فيما قال زعيم الديمقراطيين في الكونجرس، إن مجلس النواب سيصوت الأسبوع المقبل على حزمة عقوبات مدعومة من الحزبين ضد تركيا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa