«الأقربون المظلومون في قطر».. قصة غدر تنظيم الحمدين بذوي أرحامه

حرمهم وأولادهم العلاج وزج بهم في غياهب السجون
«الأقربون المظلومون في قطر».. قصة غدر تنظيم الحمدين بذوي أرحامه

«وظلم ذوي القربى أشد مرارة».. هكذا روت «أسماء أريان»، زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد آل ثاني، أحد أفرع الأسرة الحاكمة في قطر، معاناتها جراء الاضطهاد الذي مارسه تنظيم الحمدين بحق زوجها، مشيرة إلى أن تميم فتح الدوحة مرتعًا للمطلوبين بتهم الإرهاب، بينما حرم الذين طالتهم نيران غضبه من أبسط حقوقهم في الحياة.

وقالت أسماء: «منذ زواجي من الشيخ طلال كان يؤكد أنه لا يثق في حمد بن خليفة، فالخلاف كان بسبب الجد، وهو الشيخ أحمد بن علي، الذي توفي في لندن منذ كان الشيخ طلال، عمره 11 سنة، مشيرة إلى أن النظام القطري رفض أن يشهد ابن والدة الشيخ عبدالعزيز دفن جثمانها.

موت في المنفى

وتابعت: كان الشيخ طلال يتساءل: «لماذا نتوفى دائمًا في المنفى؟ فيما كنت أحاول تهدئته بأن يأمل خيرًا..».

وبشأن وقائع الغدر التي تعرض لها الشيخ طلال من قبل النظام القطري، قالت أسماء: «التقى زوجي بعض كبار عائلة آل ثاني ببريطانيا وطمأنوه بأنه في حال عودته إلى قطر سيسترد بعض حقوقه، لكنه لم يخطر بباله أن يتعرض لغدر من ذوي رحمه أو من أهله الأقربين».

اضطهاد المحبوبين

واستعرضت «أسماء» تفاصيل مؤامرة الغدر التي تعرض لها زوجها من قبل تنظيم الحمدين بقولها: «كل ما فعله زوجي أن طالب بحقوقه التي منها ما يخص والده وأرضه، وعلمنا بأن أمرًا يتم تدبيره بشأنه؛ حيث طلب من النظام القطري أرضه التي سحبت ملكيتها للوفاء بالتزاماته نحو أسرته وإخوانه وأهله، والذي قوبل بالرفض، فاضطر للاقتراض من بنك الدوحة على أن يسدد عند استعادة أملاكه لاحقًا.

توريط متعمد بقصة الشيك

وبشأن توريط تنظيم الحمدين للشيخ طلال، قالت زوجته: «كانت هناك صفقة بناء برج تضمنت دفع شيك ضمان قدره 40 مليون مقابل شراء أرض، لكن قدم الشيك للمحكمة وكذا شيكات أخرى قدمت بعد سرقتها من سيارة زوجي، وصدرت بحقها أحكام ضده، وهنا أدخله النظام القطري في دوامة على أنه ليس له حقوق وتعرض لضغط نفسي، عقب عرض مناقصات من الدولة اتضح أنها لا وجود لها».

مؤامرة دنيئة

وأردفت: «ما تعرض له زوجي مؤامرة، فالمناقصة شهدها قاضٍ من الدولة وموقع عليها بوجود قانونين كبار، وكون العقد ليس بصحيح رغم معرفة الدولة بالشهود دليل التآمر؛ فزوجي كأي شخص من آل ثاني معرض للاحتيال لذا اتصل بأمن الدولة واستفسر عنهم، وتلقى الرد بالنفي بعد إتمام العقد والصفقة، وأثبتنا لاحقًا سرقة الشيكات من زوجي وعدم سجن سارقها، لتقدم لاحقا للمحكمة التي قضت بإلافراج عنه، لكن بعد أن دخل الشيخ طلال السجن، الذي لم يفكر لحظة في دخوله، وإلا لما عاد من لندن».

وعن أهداف تنظيم الحمدين من المؤامرة، قالت «أسماء»: «إنه بعد أن أيقن زوجي مصيره قرر دفع ما تم توريطه فيه من مبالغ سواء من ميراثه أو من أرضه التي يسيطر عليها النظام القطري، الذي رفض طلبه ففهم طلال المؤامرة، فالأمر كان ممكنًا حله بعرض ما يثبت السداد وأخذ مهلة».

أسباب سياسية

واستكملت الزوجة، حينما ذهب الشيخ طلال لحمد بشأن مشاكلة المادية ورغبته في حلها بتحمل مسؤولية المناقصة «الخطأ»، علمنا أن المطلوب إعلان الولاء لحمد، ثم عرضت السلطات علينا أن يعلن زوجي أنه مجنون لإطلاق سراحه فرفضت الفكرة تمامًا؛ لأنه بذلك يمضى على ورقة إعدامه، لأسباب سياسية.

وحول موقف زوجها من الحكم القطري قالت: «كان طلال يقول دائمًا ما لنا دور سياسي فلا قرار لنا، نحن ممنوعون من ذلك ومن أي حقوق وهذا ما طبق فعليًّا حتى على أولادي فمنعوا من المخصصات ومن العلاج والتعليم بالمدارس العليا، وكانوا ينتظرون فاعل خير لدفع مصروفاتهم بالمدارس».

وتابعت: «عانينا تمييزًا عنصريًّا، بأوامر من حمد بن خليفة الذي سجن الشيخ طلال، كما منعنا من الأقسام الخاصة بالمستشفيات رغم حصول المقيمين على ذلك الحق»، مشيرة إلى أن نجلها الأصغر مرض ما تطلب دخوله المستشفى إلا أنها لم تتمكن من ذلك.

واختتمت: «اضطررت آخذ من شخص كان يعمل لدى الشيخ طلال سيارة غير مناسبة لذهاب أولادي للمدرسة وعشت عامين كانت بمثابة تعذيب لي ولأولادي بمسؤولية حمد بن خليفة والديوان الأميري.. فكنت حاملًا بابني الصغير وأطلب يوميًّا تسلم بيت»، وصدر أمر بإخلائنا، بالمخالفة للقانون حتى إن الضابط القائم على التنفيذ كان مستحي من ذلك (..)، طردونا في اليوم الوطني القطري وأعطونا بيتًا في مكان مهجور بالدوحة ما عرضنا لأخطار.

شاهد من السجن

من جانبه، قال بير مارونجو مؤلف كتاب «فرنسي احتجز في قطر» والذي سجنته السلطات القطرية من قبل: «قابلت بالسجن الشيخ طلال عبد العزيز آل ثاني، وهو عضو في شجرة عائلة آل ثاني، وهو نسب بنفس مستوى الشيخ تميم، لكنه فرع آخر، غير الذي استولى على السلطة بالانقلاب، والتي كان ينبغي تقاسهما بين فرعي العائلة».

وتابع مارونجو: «لقد تم سجن الشيخ طلال بمزاعم مالية، والحقيقة أن الأسباب سياسية (...)، فهناك رأيت الشيخ عبدالله والشيخ ناصر والشيخ علي والشيخ عبدالرحمن، وكانوا سجناء بالسجن المركزي وسجنوا للمساومة بهم كرهائن بوجه عائلاتهم وحتى يتمكن الفرع الحاكم من آل ثاني من مراقبتهم وضمان عدم وجود أوات معارضة لحكمه».

واختتم: «قضيت أربع سنوات وعشرة أشهر في السجن، قابلت خلالها 20 شخصًا من آل ثاني، وآخرين من آل السليطي وآل الكواري وآل الدوسري، سجنوا جميعًا لأسباب سياسية لمدد أكثر من 20 سنة، حرموا خلالها من رؤية أو التواصل مع عائلاتهم».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa