يمر "فريسنيس" أحد أشهر السجون في فرنسا بأزمة لم يسبق لها مثيل، نتيجة العنف والتهديدات وفساد المشرفين الذين جاؤوا في صدارة أسباب تدهور هذه المنشأة التي تضم 2600 نزيل.
وقالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية: إن هذا السجن الذي يقع في فال دو مارن، يمثل كارثة، فالآثار السوداء الموجودة على جدران المباني توضح حجم الحرائق الأخيرة التي ضربته في الفترة الأخيرة.
واندلعت الحرائق في سجن فرينسيس الذي يعدّ ثاني أكبر سجن في فرنسا، خمس مرات خلال خمسة أشهر، آخرها كان في 17 سبتمبر، وهو مسلسل لم يكن مصادفة، حيث أثبتت التحقيقات أنه عمل إجرامي.
وأوضحت الصحيفة أنه في الأشهر الأخيرة، ازدادت حدة التوتر في السجن الذي يقبع فيه 2600 نزيل في 1300 مكان، هجمات يتعرض لها المشرفون خارج ساعات العمل، وحالات فساد تؤثر على جميع المستويات: فهذه المؤسسة التي أنشئت عام 1898 تشهد حاليًا واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخها.
ويقول فريديريك جوديه، ممثل syndical Ufap-Unsa، المسؤول عن إدارة السجون: حتى وقت قريب، تم ثقب الجدران في كل مكان، حتى مع أبراج المراقبة، أقارب السجناء القادمين للتحدث معهم يعطونهم المخدرات أو الهواتف المحمولة وهم يعلمون أننا لا نستطيع تحديهم.
وخلال الفترة الماضية، تم استهداف المشرفين مباشرة من قبل المتسللين، ففي صباح 15 أكتوبر أمام السجن، تعرض أحد كبار المشرفين للتهديد بالقتل من قبل فرد، قام بعد ذلك بضرب ممرضة تمر من هناك، كما أنه في 25 سبتمبر، قام معتقل سابق بترهيب حارس بالقرب من منزله.
وتشير الصحيفة إلى أنه ومن خلال المال يمكنك الحصول على أي شيء في هذا السجن، فعلى سبيل المثال، ألقي القبض على مساعد تمريض يعمل في مستشفى السجن من قبل الشرطة في فال دو مارن، وذلك لتوفيره عقاقير مخدرة لسجين.
وفي 1898، فتح سجن فريسنيس أبوابه، وسط الحقول، حيث كان نموذجًا، لكن منذ ذلك الحين لم يتم تجديده. ووفقًا للصحيفة تصل نسبة الاكتظاظ في السجن 204٪، وهو واحد من أعلى المعدلات في فرنسا، أكثر من 2600 سجين في 1300 زنزانة.
وقد أعلنت السلطات عن مبلغ 270 مليون يورو، في يونيو الماضي لتمويل تجديد كامل للسجن، وقد أدّى انتشار الفئران إلى إدانة الدولة، ويتم الآن إجراء تقصٍّ على الماء والكهرباء والتدفئة والسقوف.
