بعد انفجار المرفأ.. هل من الممكن إنقاذ لبنان من ميليشيات حزب الله؟

معهد «كارنيجي» يكشف خلل نظام الحكم
بعد انفجار المرفأ.. هل من الممكن إنقاذ لبنان من ميليشيات حزب الله؟

ألقى معهد «كارنيجي» للشرق الأوسط لوم الأزمة التي يمر بها لبنان حاليًا على النخبة السياسية الحاكمة للبلاد، والتي نهبت البلاد ومؤسساتها وتركت مؤسسات ضعيفة ودولة مفلسة.

وقال المعهد، في مقال بقلم مها يحيى، مدير مركز الشرق الأوسط، إن الانفجار الأخير الذي رج مرفأ بيروت إنما كشف عن الخلل العميق في قلب نظام الحكم في لبنان، فوجود ما يقرب من ثلاثة آلاف طن من مواد شديدة الانفجار في المرفأ لسنوات طويلة أثار كثيرًا من التساؤلات لماذا لم يعر أحدهم أي انتباه لهذه الشحنة القاتلة؟

كما أن الحكومات المتعاقبة تغاضت عن عمد عن أي تقارير لمسؤولي الميناء تسلط الضوء على خطورة وجود هذه المواد في مناطق سكنية؛ ما أثار تكهنات بأن المجموعات السياسية ذات المصالح المتداخلة منعت التخلص من هذه الشحنة.

وتحت ستار تقاسم السلطة المجتمعية، اتهمت الكاتبة القيادة السياسة والمقربين لها من رجال الأعمال بـ«نهب البلاد ومؤسساتها، تاركين مؤسسات حكم ضعيفة ودولة مفلسة»، كما أن زعماء الطوائف المختلفة تحالفوا مع قوى أجنبية لتحقيق مصالحهم الخاصة.

تقسيم لبنان

وعملت هذه الطوائف على إنشاء مجموعات مسلحة، أبرزها «حزب الله»، ودأبت القيادة السياسية على تقسيم البلاد بين أنفسهم والحفاظ على الوضع القائم، مع إثراء أنفسهم ونهب ثروات الشعب.

وتحدثت الكاتبة عن مساعي النخبة السياسية إلى تحويل لبنان إلى «مجموعة من المجتمعات الدينية المنفصلة، كل واحدة تحت سيطرة زعيم أو حزب معين، مستغلين الخلافات والمخاوف الطائفية بهدف تعزيز سلطتهم والتخلص من الثقافة التعددية في لبنان ومعاقبة المعارضين لحكمهم».

وأكدت أن قضية «حزب الله» من أكثر القضايا أهمية بالنسبة لمستقبل لبنان؛ حيث دأبت الجماعة على حماية نظام الفساد والتقسيم القائم وتقويض علاقة لبنان مع دول المنطقة والحلفاء في الغرب، لهدف واحد فقط هو الحفاظ على مصالحها الخاصة ودور لبنان باعتباره ساحته الخلفية الرئيسية.

لكن التساؤل الأهم هو: هل ستتم محاسبة أي من المسؤولين عن هذه الكارثة؟ ترى الكاتبة أن أي من الأطراف في لبنان لن يتحمل مسؤولية هذا الانفجار، وبالأخص «حزب الله» الذي سيجد صعوبة كبيرة في تفسير سبب تخزين «قنبلة موقوتة» في قلب العاصمة، وبالنسبة للسياسيين، فإن إهمالهم الإجرامي واضح للجميع.

مستقبل لبنان

أما مستقبل لبنان فترى الكاتبة أن هناك عدة سيناريوهات محتملة؛ حيث يمكن للمجتمع الدولي المساهمة في توجيه البلاد إلى الاتجاه الصحيح، فلبنان بحاجة إلى حكومة انتقالية ممثلة للشعب، تحظى بثقة اللبنانيين، يمكنها أن تخرج بالبلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية، على أن يكون ذلك مصحوبًا باستقالة الرئيس، وهو قرار تستبعد الكاتبة حدوثه.

كما أكدت أن إرساء الاستقرار في لبنان من أهم الأولويات في الوقت الراهن، موضحة أنه يمكن للمجتمع الدولي إنشاء صندوق دولي طارئ يضم المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية بهدف التعامل مع الأزمة الإنسانية في لبنان.

ومن شأن هذا الصندوق توفير الدعم الطارئ المطلوب للمواد الغذائية والخدمات الطبية والتعليم، مع توفير قروض صغيرة وغيرها من أشكال الائتمان إلى اللبنانيين والأعمال المتعثرة؛ ما سيدعم العملية الاقتصادية من جديد ومنع البلاد من أن تصبح رهينة المساعدات الخارجية في المستقبل القريب.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa