أبو الغيط يطالب بالاستعداد لحرب باردة ويحذر من أطماع تركيا وإيران في المنطقة

أكد دخول العالم في شكل جديد من العلاقات بين القوى الكبرى
أبو الغيط يطالب بالاستعداد لحرب باردة ويحذر من أطماع تركيا وإيران في المنطقة

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، أن العالم مقبل على شكل جديد من العلاقات بين القوى الكبرى، وأن على الدول العربية الاستعداد لحرب باردة جديدة.

وحذَّر أبو الغيط من الأطماع الإمبراطورية لكل من تركيا وإيران في المنطقة، ومساعيهما إلى تأسيس مناطق نفوذ وهيمنة على الدول العربية والإسلامية.

وأضاف أبو الغيط، خلال كلمة افتتاحية، في إطار ندوة علمية عقدها «معهد البحوث والدراسات العربية» بالقاهرة، أن «الصعود المتسارع في قوة الصين، قد يدخل العالم في حرب باردة لن تكون بالضرورة على النمط الذي شهده العالم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي؛ وذلك بسبب التبادل التجاري الكبير بين القوتين العظميين وحجم التجارة المشتركة، والمصالح الكبيرة لدى كل طرف، التي قد تتهدد إذا ما انخرطتا في صراعٍ مباشر».

وأكد أبو الغيط أن «الدول العربية قد تجد لديها هامشًا أكبر للمناورة في ظل وجود قوتين متنافستين على قمة الهرم الدولي، غير أن أوضاع هذا التنافس ستضع أيضًا قيودًا على الحركة؛ حيث تسعى كل قوة عُظمى إلى استقطاب الحلفاء».

وذكر أبو الغيط أن «العرب عليهم الاستعداد لمواجهة أوضاع دولية سوف تشهد سيولة وسرعة في إيقاع التغيير»، مؤكدًا أن «أجواء التنافس بين الصين وأمريكا قد يجري إدارتها وضبط إيقاعها حتى لا يحدث تصعيد، ولكن احتمالات الخطأ في الحساب، كما يخبرنا التاريخ، واردة في مثل هذه الأوضاع القابلة للاشتعال».

ورصد أبو الغيط في كلمته عددًا من ملامح التغيرات الجارية في العالم، وعلى رأسها تراجع العولمة، وبروز النزعة القومية الشعبوية ممثلةً في البريكست وفي انتخاب ترامب، مشيرًا إلى أن انتخاب 74 مليونًا لترامب يعني أن الاتجاه الذي يمثله لن ينزوي بخسارته الانتخابات.

وذكر أبو الغيط أن العالم العربي يواجه أوضاعًا صعبة مع الجيران في الإقليم، مشيرًا إلى أن لدى كل من إيران وتركيا أطماعًا إمبراطورية في المنطقة العربية تعود إلى عصور سابقة، وأن كلتيهما تقتحم الفضاء العربي، وتؤسس لمناطق نفوذ وتسعى إلى الهيمنة.

وأكد أبو الغيط،  أن «هذا التنمر الإقليمي سوف يستمر للأسف في الفترة القادمة، بسبب المنطلقات الأيديولوجية التي تتأسس عليها سياسة البلدين، واعتناق النظم الحاكمة فيهما للإسلام السياسي كذريعة للتدخل في الدول العربية»، مشددًا على أن «التمسك بالدولة الوطنية هو طوق النجاة للمنطقة ودولها، وأننا نحتاج إلى إقناع جيراننا بالتوقف عن استخدام الدين لتحقيق مصالحهم القومية».

وأوضح أبو الغيط أن «المنطقة العربية عانت كثيرًا خلال السنوات العشر الماضية، وأنها تحتاج إلى استعادة مكانتها وقدراتها»، مؤكدًا أن «المنطقة في حاجة إلى إحياء اقتصادي شامل، وأن هناك تفاوتًا في أداء الدول العربية، والمطلوب هو تحقيق قدر من التكامل الاقتصادي يبدأ بإلغاء التعريفات الجمركية، وهو أمرٌ يُمكن التوصل إليه قريبًا».

اقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa