الحقيقة والخيال حول فوائد «التنويم المغناطيسي»

في ظل حالة الجدل التي تحيط به..
الحقيقة والخيال حول فوائد «التنويم المغناطيسي»

هناك العديد من الأساطير حول التنويم المغناطيسي، معظمها يأتي من الأفلام والروايات الخيالية؛ ولكن حسب الخبراء، فإن التنويم المغناطيسي هو شكل شرعي مدروس من العلاج المساعد لحالات تتراوح من السمنة وألم ما بعد الجراحة وصولًا إلى القلق والإجهاد.

وقد وجدت بعض الأبحاث أنه مقارنة بالأشخاص الذين يخضعون للعلاج السلوكي المعرفي (وهو واحد من أكثر العلاجات غير الدوائية المدعومة بالأدلة لفقدان الوزن والاكتئاب والعديد من الحالات الأخرى) فقط، فإن أولئك الذين خضعوا لهذا العلاج إلى جانب التنويم المغناطيسي يميلون إلى فقدان المزيد من الوزن بشكل ملحوظ، فبعد أربعة إلى ستة أشهر، انخفض وزن الذين يخضعون للتنويم المغناطيسي أكثر من 20 رطلًا، فيما حافظوا على هذا المعدل خلال فترة المتابعة لمدة 18 شهرًا، في ظل وجود أدلة على أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يقلل بشكل فعَّال من الألم الجسدي.

فيما وجدت إحدى المراجعات أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يساعد في الحد من ألم الأطفال بعد العمليات الجراحية، وكذلك بآلام المخاض والولادة، كما يمكن أن يضيف إلى حد كبير فوائد للرعاية الطبية القياسية، كما أنه مفيد للإقلاع عن التدخين، وقد وجدت تجربة عشوائية أجريت عام 2007 على 286 مدخنًا أن 20 % من الأشخاص الذين تلقوا التنويم المغناطيسي تمكنوا من الإقلاع عن التدخين، مقارنة بـ 14 % من أولئك الذين يتلقون المشورة السلوكية القياسية، وكانت فوائد الإقلاع عن التدخين أكثر وضوحًا بين المدخنين الذين لديهم تاريخ من الاكتئاب؛ ما يشير إلى فائدة إضافية محتملة من التنويم المغناطيسي، وحسب الخبراء فقد يكون التنويم مفيدًا في علاج التوتر والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة، كما توصلت الأبحاث إلى أنه يمكن أن يغير وظيفة المناعة لدى الشخص بطرق تعوض الإجهاد وتقلل من التعرض للإصابة بالعدوى الفيروسية.

ولكن ما الذي ينطوي عليه التنويم المغناطيسي بالضبط، وكيف يوفر هذه الفوائد؟

هنا تصبح الأمور غامضة بعض الشيء، وإذا سألت 10 خبراء كيف يعمل التنويم المغناطيسي، فمن المحتمل أن تحصل على 10 تفسيرات مختلفة، فيما يتفق الجميع تقريبًا على أن ممارسة التنويم المغناطيسي تتضمن مرحلتين، يُشار إليهما عادة باسم: الحث والاقتراح.

وخلال المرحلة الأولى يطلب من الشخص عادة الاسترخاء وتركيز انتباهه أو اهتمامها بالتنويم المغناطيسي، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة من بضع ثوانٍ إلى 10 دقائق أو أكثر، وهدف الحث أو الاستقراء هو تهدئة العقل وتركيز انتباهه على صوت المعالج.

فيما تتضمن مرحلة الاقتراح التحدث مع الشخص المنوم من خلال أحداث وسيناريوهات افتراضية تهدف إلى مساعدته على مواجهة السلوكيات والعواطف غير المفيدة، والمرضى مدعوون هنا لتجربة أحداث وهمية كما لو كانت حقيقية، فيما يعتمد نوع الاقتراحات المستخدمة على المريض وتحدياته الفريدة، وفي بعض النواحي يمكن مقارنة التنويم المغناطيسي بالتأمل الموجه، وتتمثل الفكرة في وضع الأحكام العادية وردود الفعل الحسية جانبًا، والدخول في حالة أعمق من التركيز والاستقبال، مثل تلك الأوقات التي يتلاشى فيها العالم الخارجي لاستيعاب عقل الشخص ما يقرأه أو يشاهده، وقد أشار البحث أيضًا إلى التنويم المغناطيسي باعتباره الإلغاء المؤقت للأنا.

وحسب الخبراء، فبينما يخشى معظم الناس فقدان السيطرة في التنويم المغناطيسي، إلا أنه في الواقع وسيلة لتعزيز السيطرة على العقل والجسم، بدلًا من السماح بالألم أو القلق أو الحالات الأخرى غير المفيدة؛ حيث يساعد الأشخاص على ممارسة مزيد من التحكم في أفكارهم وتصوراتهم، مع ضرورة اختيار الطبيب النفسي الموثوق.

ومع ذلك هناك الكثير من الجدل حول كيفية عمل التنويم المغناطيسي، وحسب الخبراء فإن البعض يعزو قوة التنويم المغناطيسي إلى تأثير الدواء الوهمي، إلا أن هناك نظرية أخرى مفادها أن التنويم المغناطيسي يتسبب في دخول الناس إلى حالة متغيرة من الوعي وليس فقدان الوعي، مما يجعلهم مستجيبين للغاية للاقتراحات المنومة، وكما يؤكد هؤلاء فإن نحو 20 % من الناس يظهرون استجابة كبيرة، في حين أن نفس النسبة من الناس لا يستجيبون على الإطلاق.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa