التخسيس هل يبدأ بالحمية الغذائية «منخفضة الكربوهيدرات»؟

»بي أم جيه» تحدثت عن 234 حالة من البالغين
التخسيس هل يبدأ بالحمية الغذائية «منخفضة الكربوهيدرات»؟

تشير دراسة إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تساعد الناس على الحفاظ على الوزن أو حتى إنقاص الوزن الزائد، مما يزيد من الالتباس حول الفوائد الصحية للكربوهيدرات أو أضرارها.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة بي أم جيه، وضع الباحثون 234 من البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن على نظام غذائي لفقدان الوزن لمدة 10 أسابيع، وخلال هذه الفترة فَقَدَ أكثر من نصفهم بنجاح حوالي 10في المئة من وزن الجسم، ثم تم تكليفهم باتباع إما نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات (20 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية من الكربوهيدرات و60 في المئة من الدهون)، أو نظام غذائي متوسط ​​الكربوهيدرات (40 في المئة من الكربوهيدرات والدهون) أو اتباع نظام غذائي عالي الكربوهيدرات (60 في المئة من الكربوهيدرات و20 في المئة من الدهون) لمدة 20 أسبوعًا، في حين تم الاحتفاظ بالبروتين والسكر والدهون المشبعة والصوديوم ثابتة إلى حد ما عبر الوجبات الغذائية.

وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات منخفضة الكربوهيدرات يحرقون أكثر من 200 سعرة حرارية إضافية يوميًّا مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون وجبات عالية الكربوهيدرات، ويتجنبون تقليل حرق السعرات الحرارية الذي يمكن أن يتبع فقدان الوزن بشكل كبير، ومع مرور الوقت كتب الباحثون أن حرق السعرات الحرارية المحسّن لا يمكن أن يحافظ على فقدان الوزن الحالي فحسب، بل يساعد أيضًا على تخفيف الوزن أكثر من الأشخاص الذين يتناولون على أساس خطط الأكل الأخرى، وقدروا أن الشخص الذي يتناول خطة منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن يفقد حوالي 10 في المئة من وزن جسمه على مدى ثلاث سنوات، وذلك ببساطة عن طريق تقليل استهلاكه من الكربوهيدرات حتى لو لم يتغير مجموع السعرات الحرارية التي يتناولها.

وحسب الخبراء فإن النتائج تبدو مقنعة، ولكن مثل جميع أبحاث النظام الغذائي ليست خالية من الجدل، وعمومًا فإن هناك أدلة تدعم النتائج الحالية، فهل تحتاج إلى تقليل الخبز؟، إليك ما يقوله العلم.

قد تساعدك على فقدان الوزن:

تجد الكثير من الدراسات والتجارب الشخصية للأطباء، أنه يمكنهم العمل من أجل إنقاص الوزن بهذه البرامج، وفي بعض الحالات تحقق نتائج أفضل من الوجبات الغذائية قليلة الدسم، حيث يحطم الجسم الكربوهيدرات إلى الجلوكوز، مما يؤدي إلى إطلاق الأنسولين ويزيد من احتمال إصابة الشخص بمرض السُّكّري من النوع الثاني والسمنة؛ لذا يعتقد بعض الباحثين أن تقليص الكربوهيدرات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن.

لكن تقييد الكربوهيدرات قد لا يكون الخيار الأفضل للجميع حسب بعض الخبراء، فالوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة، ولكن معظم ما فقدناه هو وزن الماء، حيث إن الجسم مجبر على السحب من احتياطيات الكربوهيدرات التي يتم تخزينها بالماء، وهذا الوزن يعود غالبًا عندما يبدأ الشخص في تناول النشويات مرة أخرى، ومعظم الناس لا يستطيعون الحفاظ على النظام الغذائي على المدى الطويل.

وقد كشفت دراسة كبيرة أجريت خلال العام الماضي، أن الذين شاركوا في خطط الأكل منخفض الكربوهيدرات والدهون قد فقدوا نفس الوزن تقريبًا بعد عام، كما نجح آخرون في تحقيق نفس النتائج باتباع أنظمة غذائية مختلفة، مما يشير إلى أنه لا يوجد نظام غذائي أفضل عالميًّا.

وقد وجدت العديد من الدراسات أن التأثير الصحي لنظام غذائي مقيّد يعتمد إلى حدٍّ كبير على ما يحل محل الأطعمة التي تم تجنبها أو التخلص منها، حيث يميل الأشخاص الذين يفضلون تناول وجبات غذائية منخفضة الكربوهيدرات أو قليلة الدسم إلى أن يعوضوا عن طريق تناول الكثير من الفواكه والخضروات والبروتينات النباتية، في حين أن الأشخاص الذين يعوضون عن السعرات الحرارية المفقودة مع تناول الوجبات الخفيفة والمنتجات الحيوانية هم أقل عرضة للفوائد الصحية، ولهذا يعتقد الخبراء أنه يجب التركيز على جودة النظام الغذائي أكثر من السعرات الحرارية أو وزن الدهون، وهو نفس الشيء مع الكربوهيدرات.

وعلى سبيل المثال فقد وجدت دراسة أجريت في أغسطس الماضي، أن الأشخاص الذين يتناولون الكربوهيدرات باعتدال (الذين يستخلصون حوالي 50 في المئة من السعرات الحرارية اليومية من هذه الأطعمة) لديهم خطر أقل للوفاة المبكرة مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون وجبات غذائية عالية الكربوهيدرات أو منخفضة الكربوهيدرات، وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غذائية عالية الكربوهيدرات يميلون إلى تناول الكثير من الكربوهيدرات المكررة منخفضة التغذية، مثل الخبز الأبيض والأطعمة الخفيفة، بينما الأشخاص الذين يتناولون وجبات منخفضة الكربوهيدرات غالبًا ما يعوضونها باللحوم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

ورغم ذلك يظل هناك فوائد صحية للكربوهيدرات، فهي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، ولعل هذا هو السبب في أن الرياضيين يُقبلون عليها قبل المنافسات الصعبة، وعمومًا عندما تقيد استهلاك الكربوهيدرات فإن جسمك مجبر على إيجاد مصادر أخرى للطاقة مثل الدهون، والتي تنتج مركبات تسمى الكيتونات عندما يتم حرقها لتوليد الطاقة، وحسب الخبراء فإنهم ليسوا متأكدين من تأثير هذه التحولات على الصحة على المدى الطويل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa