كورونا والحقيقة المغيبة

كورونا والحقيقة المغيبة

حقوق الإنسان.. وما أدراك ما حقوق الإنسان؟ هذه النغمة التي ما فَتِئت دول العالم الغربي في ترديدها باستمرار على أسماعنا؛ حكومات ومنظمات وجمعيّات ومثقفين...

وأصبحت بالنسبة لهم هي الفزَّاعة التي يستخدمونها وقتما أرادوا، وبالطريقة التي يشاءون وتوجيه بَوْصلتهم للمكان، والدولة التي يرغبون، والغرب يمارس سياسة ازدواجية ويتبنَّى مواقف انتقائية تجاه مبادئ وقيم حقوق الإنسان، ومفهوم حقوق الإنسان، في الواقع الغربي اتخذ طابعًا فرديًا وأداة تجارية وسياسية، في حين الإنسان في الرؤية الإسلامية، والتي تُعتبر رائدة حقوق الإنسان، يعد كائنًا اجتماعيًّا وعلى صلة وثيقة وحميمية بمجتمعه.

ومع ظهور هذا الفيروس المتناهي في الصغر، والذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة المسمى «كورونا»، تظهر الحقيقة الغائبة أو المغيَّبة عن حقوق الإنسان ومن يطبّق هذا المفهوم قولًا وفعلًا، في حين تقف دول العالم المتقدمة عاجزةً لدرجة إعلان قادتها لمواطنيهم صراحةً الاستعداد لفقدان الأحباب من الأصدقاء أو العائلة، تبرز مملكة الإنسانية، وفي هذا الظَّرف الحساس لتؤكّد للعالم أجمع أن حقوق الإنسان هي أفعال، وليست مجرَّد شعارات، وهي ارتباط بين القيادة والمواطن والوطن، وها هو قائدها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يظهر، ويتحدَّث بشفافيةٍ ويُوجِّه رسائل تطمينية للمواطنين والمقيمين، ليبثّ فيهم الأمل والتفاؤل، ويترأس قمة دول العشرين في هذا الظرف الاقتصادي والسياسي الاستثنائي، لنوصِّل للعالم أجمع الرسالة الأهم «الإنسان أولًا».

ثم يشاهد العالم أجمع العمل الاحترافي العالي والتكاملي المتناغم بين جميع أجهزة ووزارات الدولة في ردّة الفعل السريعة، واتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية، لمواجهة جائحة كورونا، والجهود الجبارة في سبيل توفير كلّ ما من شأنه سلامة وأمن المواطن والمقيم، واتخاذ القرارات الحكومية الداعمة للنشاط الاقتصادي والقطاع الخاص في سبيل حفظ التوازن المالي والوظيفي، والتسابق المحمود من قبل سفارات المملكة في جميع دول العالم، لتلمس احتياجات المواطنين وتأمين سلامتهم ورعايتهم- بمن فيهم من خالفوا التعليمات وسافروا إلى دولة عدوة وممنوع السفر إليها- حتى عودتهم إلى أرض الوطن معزَّزين مكرمين، كل هذا تحقّق بفضل الله أولًا ثمّ قيادة سمو ولي العهد الذي يعمل بلا كللٍ أو مللٍ لهذا العمل التكاملي المتناغم، وبمتابعة وتوجيه مستمر من خادم الحرمين الشريفين حفظهما الله.

نؤكّد دائمًا وأبدًا أن حقوق الإنسان هي أن لا تتنصل من مسؤولياتك، وأن تسعى دائمًا في توفير الحياة الكريمة والتعليم والصحة، وإلا من للمواطنين تحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان، وهو ما تقوم به المملكة العربية السعودية دائمًا وأبدًا، وتنطلق فيه من خلال عناصر قوتها الوطنية، وهو ما تؤكد عليه الاستراتيجية الوطنية للمملكة العربية السعودية..

وختامًا فلنحمد الله على نعمة هذه القيادة الكريمة، وهذا الوطن المِعطاء.. وارفع رأسك أنت سعودي.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa