طهران تغازل بايدن بعدم الرد «العنيف» على اغتيال عالمها النووي

رغم اتهامها بوقوف واشنطن خلف الحادث
طهران تغازل بايدن بعدم الرد «العنيف» على اغتيال عالمها النووي

كشفت صحيفة زاربروكر الألمانية، أنَّ طهران لن تتخذ أيَّ ردّ فعل عنيف على اغتيال العالم النووي الإيراني، رغم مسارعتها باتهام تل أبيب وواشنطن بالوقوف خلف الحادث.

وتعيش طهران أوقاتًا عصيبة جراء الاختراقات الأمنية المتكررة على أراضيها. غير أنَّ الصحيفة الألمانية تجزم بأن ردَّ الفعل الإيراني على عملية الاغتيال سيكون مستأنسًا على غرار ما جرى من جانبها بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني يناير الماضي.

بعد فوز بايدن، كانت هناك آمال في إيران بالتقارب مع العدو اللدود الولايات المتحدة. الهجوم على العالم النووي يمكن أن يقضي على تلك الاحتمالية. كما يضغط المتشددون على الرئيس الإيراني حسن روحاني، ويطالبون بالانتقام.

ودفن عالم الفيزياء النووية وخبير الصواريخ الإيراني محسن فكري زاده، الذي قُتل في هجوم، في العاصمة طهران أمس الاثنين. وبثت المراسم على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي. بسبب أزمة كورونا، سُمح لأفراد عائلة الفيزيائي وكبار الجنرالات فقط بحضور الجنازة.

 وقتل فكري زاده البالغ من العمر 63 عامًا بالرصاص يوم الجمعة في إحدى ضواحي طهران. لم يتم التعرف على الجناة بعد، لكن القيادة الإيرانية تحمل «مرتزقة محليين» مدعومين من الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الهجوم.

 وقال وزير الدفاع أمير حاتمي في خطاب الجنازة، «أعداؤنا يعلمون أنَّ أيَّ جريمة في إيران لن تمر دون جواب ولا عقاب». يجب أن يعرف «الإرهابيون» أيضًا أنَّ الشهادة في إيران شرف. لن يوقف الهجوم المميت تقدم البرنامج النووي الإيراني، لأن مسار فكري زاده سيستمر «بشكل أكثر ثباتًا» من قبل العلماء الإيرانيين.

يطالب المتشددون في البلاد بالانتقام لمقتل الفيزيائي النووي، بل إنَّ الناطقة بلسانكم، صحيفة «كيجان» اليومية، تطالب بهجوم عسكري على مدينة حيفا الإسرائيلية الساحلية. لكن الرئيس حسن روحاني يحذر من رد فعل عنيف، لأن هذا بالضبط ما أراده القتلة. وهو إثارة صراع جديد مع إيران.

 كما أعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مقابلة بالفيديو. أنَّ بلاده تستهدف تخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة تحت رئاسة جو بايدن. وقال: «لا نريد أن نبدأ صداقة، نريد فقط تقليل التوتر والعداء غير الضروريين».

ويأمل ظريف والرئيس حسن روحاني أن يعيد بايدن الولايات المتحدة إلى اتفاق فيينا النووي لعام 2015 ويرفع العقوبات عن إيران. لم ينسحب ترامب من الاتفاق النووي في 2018 فحسب، بل فرض أيضًا عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية. وأدى ذلك إلى أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد الغنية بالنفط في العامين الماضيين. كذلك أدى وباء كورونا خلال الأشهر العشرة الماضية إلى تفاقم الأزمة. وقد فقدت العملة المحلية نصف قيمتها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa