منجاة الصدق

منجاة الصدق

يروي لي أحد الزملاء قصة قديمة له؛ حيث كان في قسم التشغيل في أحد المصانع و لم يمضِ على تعيينه إلا فترة قصيرة.

 يقول زميلي: إن المصنع الثاني (بنفس الشركة ولكل مصنع مجموعة التشغيل الخاصة به) طلب الاستعانة من فريقنا لنقص في المشغلين وكنت أنا من ضمن المجموعة التي ذهبت للمساعدة لفترة محددة.

وفي أحد الأيام وخلال عملية تشغيل عادية لأحد محطات الكهرباء التي تزود المصنع لاحظت اتساخ لوحة مفاتيح كهربائية وأخذني الحماس لأنظفها، وخلال تنظيفي لها لمست أحد المفاتيح و إذ بصوت إنذار يوحي بأن أحد قطاعات المصنع تعطل ومن ثم عطل المصنع بأكمله أرجعت المفتاح لوضعه، وبخوف وقلق كبير خرجت ولم يلاحظ أحد شيئاً.

 وكنت مرتبكاً جداً، رجع المصنع لحالته الطبيعية بعد تعطل فترة ليست بقليلة لأن إجراءات تشغيل تكون على خطوات متسلسلة وكان الجميع يسأل عن سبب هذا العطل المفاجئ.

ذهبت للبيت ومن كثرة التفكير لم أستطع النوم وقررت أن أذهب للمدير لأخبره بما حصل وإن أدى ذلك لفصلي؛ لكن ليرتاح ضميري رغم حاجتي للوظيفة وقلت الرزق على الله.

وفعلاً دخلت عليه وأخبرته وصمت ثم أخذني لمكتب المدير العام بسرعة وأحسست أن ذلك قرار فصلي وقال مديري قل ما عندك للمدير العام فذكرت له ما حصل فقام من مكتبه وتوجه إليّ وصافحني ثم قال أنا فخور أن يكون لدينا موظفون بشجاعتك وصدقك. وقال: يا ابني إن فريق التحري من المهندسين والاختصاصين والفنيين منذ العطل يبحثون ويفحصون لم يجدوا السبب وذلك كما تعرف لعدم تكراره إن ما حصل حصل، ولكن مسؤليتنا أن لا يتكرر  فالحمدلله ثم شكراً لك.

قال الله تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

قال -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا".

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa