زوار معرض «روائع الآثار» بأثينا: فرصة مميزة لفهم الثقافة السعودية

تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني
زوار معرض «روائع الآثار» بأثينا: فرصة مميزة لفهم الثقافة السعودية

شهد معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حاليًّا في متحف «بيناكي» بالعاصمة اليونانية أثينا؛ إقبالًا كبيرًا من سكان العاصمة وزوارها؛ ما يعكس اهتمامًا واضحًا بتعرُّف البعد الحضاري للمملكة، وما يحتله من مكانة بارزة بين الحضارات الإنسانية قديمًا وحديثًا.

وقالت إحدى زائرات المعرض وتدعى أليكساندرا، وهي من أصول أوكرانية: «لطالما انتابني الفضول بخصوص معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية؛ لأن الكثيرين يسألون عنه، وقد استمتعت به جدًّا؛ فالجو العام داخل المعرض، والمعروضات المتنوعة التي يحفل بها، تحلق بك عبر الزمن؛ خصوصًا أنه يضم قطعًا أثرية يعود بعضها إلى آلاف السنين».

أما أوديريس، وهو أحد زوار أثينا، فقال: «استمتعت بالمعرض كثيرًا بسبب تعدد الحقب الزمنية للجزيرة العربية التي تمتد من العصور السحيقة وصولًا إلى القرن العشرين؛ فقد رأيت فيه منحوتة عمرها أكثر من 10 آلاف سنة، كما أن بعض المنحوتات تشبه التماثيل السيكلادية. إن ما شهدته في هذا المعرض يجعلني متحمسًا لزيارة المتحف الوطني في الرياض».

وعبرت مصممة الديكور أثينا إيكونوميزو، عن إعجابها بالمعرض، قائلةً: «المعرض رائع، وهو يجمع تاريخ آلاف السنين لمنطقة لا نعلم عنها الكثير، ومن خلال جولتي فيه تعلمت الكثير، وأصبت بالدهشة للتطور الكبير الذي حققته المملكة. ومهما تحدثت فإنني أشعر كأن أحدًا فتح لي نافذة لأرى من خلالها تاريخ العالم العربي وشبه الجزيرة العربية".

وقال المهندس المعماري دونالد: «كل شيء جديد بالنسبة لي، وقد تعلمت الكثير عن تاريخ الجزيرة العربية، وأعجبت بترتيب المعرض؛ فهو لا يعرض التاريخ العربي فقط، بل يكشف التطور التاريخي للمملكة»، وتابع قائلًا: «لقد أعجبني تعدد اللغات التي قرأتها للمرة الأولى، كما أن المعرض ليس مكتظًا بالقطع؛ ما يسمح لك بتذكر ما رأيت، وهو أمر مهم جدًّا، وأعتقد أنه يجب على الجميع زيارة هذا المعرض؛ لأننا لا ندرس في المدارس الكثير عن السعودية؛ لذلك فهي فرصة مميزة لفهم الثقافة السعودية».

أما الإيطالي المتخصص بالإنشاءات أوراتسا بيلويزي، الذي يزور المعرض برفقة زوجته اليونانية، فيشرح ما رأى بقوله: «في الواقع تصميم المعرض رائع جدًّا يشعرك كأنك في المملكة العربية السعودية؛ فالإضاءة ممتازة، والمعروضات مشوقة وجميلة جدًّا، ولم أتوقع أن أرى كل هذه المعروضات، كما لم يخطر ببالي أن أرى هذه الحرف في الثقافة السعودية».

وتابع بيلويزي قائلًا: «لقد عملت في المملكة بمحافظة الخُبر في إنشاء مستشفى الملك عبدالعزيز، وكانت تجربة رائعة بالنسبة لي؛ فالصحراء جميلة جدًّا، وأنا أشعر كأنني في الصحراء الآن من خلال مشاهدتي بعض المعروضات، غير التحف والآثار التي لم أشاهدها عندما كنت في المملكة. إنه معرض ممتاز، ومن الجيد أنه يتنقل في جميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يزوره الجميع لتغيير الصورة المغلوطة عن الجزيرة العربية في أذهان الناس».

وعن تشجيعه الزوار على السياحة في المملكة، يقول بيلويزي: «بكل تأكيد أنصح الجميع بزيارة المملكة؛ لأنها ليست من الدول التي أفسدتها السياحة؛ فهي دولة بكر سياحيًّا، وستشاهد بها ما لم تشاهده في بقية دول المنطقة المكتظة بالسياح، كما أن أهلها مضيافون، والأكلات الشعبية لذيذة جدًّا، وهي ببساطة دولة مختلفة ومميزة».

من جانبه، قال كارلوس الذي يتحدث اللغة العربية بصعوبة: «أنا من إسبانيا، لكنني أدرس هنا في أثينا. أنا أحب اللغة العربية جدًّا، وقد تعلمتها في الأردن. ومن المهم جدًّا تعرُّف التاريخ العربي؛ لأنني لا أعرف عنه الكثير. وهذه أول زيارة لي هنا، وأنا أدرس هنا وأرغب في زيارة المكان مرة أخرى.. كل شيء يبدو جميلًا للغاية».

أما اختصاصية التغذية ليليانا كوزوني، فقالت: «إن معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية ممتاز؛ فهو يعرض للزوار كل شيء بالتفصيل، وكل ما يوجد في المعرض متقن وجيد. ومن الجميل –حقًّا- رؤية تقاطع الحضارات بعضها مع بعض. إنه أمر رائع؛ فجميع صخور الأضرحة والتماثيل جميلة جدًّا، كما أعجبتني المعروضات المتقنة المصنوعة من الزجاج والسيراميك وكيف تمت المحافظة عليها طوال هذه السنوات. وأعتقد أنه يجب على الجميع زيارة هذا المعرض؛ لأنه يستحق الزيارة».

ويقام المعرض ضمن معارض وأنشطة متبادلة بين المملكة واليونان، في مجال الآثار والتراث والثقافة، تأكيدًا للثراء الحضاري الذي يجمع بين البلدين، باعتبار أن الحضارات التي شهدتها المملكة تمثل استكمالًا للحضارة التي شهدتها اليونان.

وشاهد أكثر من خمسة ملايين زائر من مختلف دول العالم معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» خلال محطاته السابقة، في أشهر المتاحف العالمية بالمدن والعواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية.

وخلال السنوات التسع الماضية، وتحديدًا منذ 13 يوليو 2010، نظمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المعرض في 15 محطة دولية ومحلية، توقف خلالها في أشهر متاحف العالم، وقدمت عروضًا مميزة لعدد كبير من القطع الأثرية المتنوعة ذات القيمة الاستثنائية للمرة الأولى خارج أراضي المملكة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa