من حسن إلى أحسن

من حسن إلى أحسن

كثير من الناس يقول ويعتقد أنه محارب، وهناك من يترصد ويتحين الفرص لإيذئه إن كان لفظيًّا أو بنظرات أو أفعال (هماز - لماز)، وهكذا يترسخ هذا الاعتقاد، وفي الغالب تتسع الدائرة، ويصبح يتوجس من أي نظرة أو كلمة أو ضحكة أو حتى ابتسامة عابرة فيدخل بإرادته دائرة السلبية خصوصًا أننا في مجتمع عاطفي يحمل العلاقات أكثر مما تحتمل بل يعلق عليها كثيرًا من الأمور.

وعليه فذلك واقعيًّا صحيح ويحدث لنا جميعًا وبنسب تكون أعلى للناجحين والمبدعين «ولكم في رسول الله أسوة حسنة»، فهذا الأمر الأول الذي من الفروض أن يؤخذ بالحسبان، والأمر الثاني أن من يشعر بهذه المسألة يعطي ترقية كبيرة ورفعة مستوى للأشخاص السلبين من محددي التفكير والقدرات الذين من الأولى أن تكون معاركهم أو نقدهم مع أنفسهم لتحفيزها وتطويرها بدلًا أن تكون مع المبدعين والناجحين الذين من الأفضل اعتبارهم فرصة لهم للاقتداء وتطوير ذاتهم ففي المفهوم العام أن يكون التعاطي والانتباه والتأثر مع الند وهو ما يرقي السلبي ويسعده فبغير جهد وتعب بل بسلبيته منح هذا المستوى والترقية بأن يكون ندًا للناجحين ويؤثر بهم.

والأمر الثالث أن العبرة بالنتيجة فالإحساس أنك محارب، وأن هناك معارك تُدار وتُثار لا يضيف شيئًا سوى هدر طاقتك النفسية ووقتك الذي سوف ينعكس على صحتك البدنية وبدلًا من توجيهها لما يفيد ويرتقي بك، وذلك كما ذكرنا يحدث مع الجميع حتى السلبي والفاشل يأتيه هذا الاعتقاد ويتقمص دور الضحية بامتياز.

والأمر الأخير وهو الأهم هنا أن الإنسان الواعي يحول ذاك الاعتقاد إلى محفز وشاحن للطاقة نحو الإنجاز والتطوير والانتقال إلى أفق من جديد وتطور، وكما يُقال ينتقل من حسن إلى أحسن.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa