جوجل يوثِّق براعة رينارد في حصار الاندفاع القطري

دفاع محكم وهجوم مركَّز
جوجل يوثِّق براعة رينارد في حصار الاندفاع القطري

جاءت قمة الكرة الخليجية بين المنتخب السعودي ومضيفه القطري، أمس الخميس، في نصف نهائي كأس الخليج العربي «خليجي 24»، بمثابة صدام مثير على رقعة شطرنج بين اثنين من المحنكين، أجاد فيه الفرنسي هيرفي رينارد إرهاق نظيره الإسباني بحصار محكم وتحركات واعية وتكتيك متحفظ، قبل أن يسقط المنافس بلدغة مباغتة.

الأخضر قدم مباراة تكتيكية من طراز رفيع، نجح خلالها رينارد في التلاعب بأوراقه على رقعة ملعب الجنوب بإجادة، وترك لمنافسه حرية تحرك خادعة، حتى ظن نظيره فيليكس سانشيز أنه امتلك زمام الأمور بالسيطرة على منطقة المناورات، قبل أن يفاجئ بسقوط «الملك»، بتحرك مباغت من الرواق الأيمن خلخل دفاعات العنابي، فانقض عليه عبدالله الحمدان، محققًا المطلوب من المباراة.

كلمة السر

وبالنظر إلى معطيات البطولة، وضغط جدول المباريات، كانت نظرة الفرنسي محددة في مواجهة خصم مدعوم بالأرض وبحشد من الأنصار، بينما في خلفية المشهد إرهاق طال لاعبيه من توالي المباريات وقبلها قتال أعمدة المنتخب الأساسية على جبهة دوري أبطال آسيا، لذا وجب إغراء المنافس بالاندفاع من أجل إشباع حماس الجمهور، فيما اعتمد رينارد على سرعات الأطراف، وصلابة الدفاع، مع أسبقية التدخل من الوقت الحاسم لإحداث تغيرات تربك حسابات الخصم.

تكتيك رينارد الذي اعتمد طريقة 4-2-3-1، كان كلمة السر فيه تألق الدفاع، الذي تماسك مشكلًا جدارًا عصيًا أمام رفاق المعز علي، بينما كان على الجانب الآخر أكرم عفيف خارج الخدمة تمامًا، في ظل افتقاد المساحات، والضغط المركز على حامل الكرة، وهو ما حرم صانع ألعاب العنابي أريحية توصيل الكرة، ليجد نفسه معزولًا بفعل المنظومة السعودية، فأفقد سانشيز أهم أوراقه، ولم تجد خطوط قطر من يربط بها.

إحصائيات جوجل عقب المباراة، وثقت بالأرقام تكتيك رينارد المحكم، الذي ترك حرية الحركة في المناطق الخلفية للقطريين، فجاءت نسبة الاستحواذ لصالح العنابي بـ62% مقابل 38% لرفاق نواف العابد، إلا أن تلك الأفضلية النظرية على الورق لم تجد ما يترجمها على ملعب الجنوب، فتكفل الحمدان بتأكيد أفضلية الفاعلية لا السيطرة السلبية.

نجاعة الأخضر

ومن بين 21 تسديدة على المرمى للفريق القطري، حصرها «جوجل»، مقابل 4 فقط للضيوف، كانت ذات الإحصائيات تكشف، أنها جميعا طاشت بعيدا عن مرمى فواز القرني باستثناء كرتين فقط، بينما تسديدات الأخضر الـ4 جاءت 3 منها ما بين القائمين والعرضة، واستقرت واحدة منها في شباك سعد الشيب؛ ليدلل على نجاعة السعودية وفعالية الانطلاق المركَّز من الخلف للأمام.

فوارق التمريرات جاءت كبيرة بين طرفي اللقاء لصالح قطر، بواقع 540 مقابل 353، جاءت أغلبها بعيدة عن مناطق الخطورة السعودية، بعدما سير رينارد الموقعة على هواه، ويضبط الإيقاع عبر بوصلة توزيع مجهود لاعبيه، فتارة يرهق المنافس بسرعة مباغتة تكسر رتابة التمرير العرضي، وتارة يترقب المضيف بتكتل متوازن عبر وتيرة هادئة.

فوارق ضئيلة

باقي أرقام «جوجل» حافظ على التوازن بين الطرفين بفوارق ضئيلة؛ حيث ارتكب الأخضر 12 خطأ مقابل 9 للعنابي، كلفت السعوديين الحصول على بطاقتين من اللون الأصفر، وأشهر الحكم واحدة من اللون نفسه لصاحب الأرض، فيما جاءت الضربات الركنية بواقع 8 لقطر و3 للسعودية.

معطيات كشفت حاجة رينارد من المباراة، دون اللجوء إلى فرض العضلات أو الصدام العنيف، فحرر لاعبيه من الضغوط، وصدَّر التوتر إلى المنافس، فكسب كل المعارك دون عناء، وحجز بطاقة التأهل إلى النهائي من الباب الواسع، وضرب موعدًا مع البحرين، بأفضلية معنوية اكتسبها من الفوز بهدفين على الأحمر في دور المجموعات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa