أعلنت رابطة العالم الإسلامي، اليوم الجمعة، عن ألمها الشديد وإدانتها للعملية الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى في بعض المساجد بنيوزيلندا، التي عكست بوضوح صورة من أبشع صور توغل الكراهية والحقد في عالم أحوج ما يكون إلى الالتفاف حول قيم المحبة والوئام والسلام.
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، في بيان له: «إن هذا العمل البربري يضاف إلى النماذج الموازية لما يقوم به إرهاب داعش والقاعدة بدمويته البشعة؛ حيث تؤكد الرابطة دومًا أهمية معالجة التطرف والتطرف المضاد، وخاصة سن التشريعات التي تمنع كافة أشكال التحريض والكراهية، ومن ذلك أساليب الازدراء الديني والإثني».
وحذر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي من أن مثل هذه الأعمال الإرهابية بأسلوبها الغادر والجبان، سوف تحفز غيرها من الأعمال، في ظل التخاذل عن سن تلك التشريعات والتساهل في تربية الأجيال على قيمها الإنسانية والأخلاقية، مشددًا على أنه لا بد من تنظيم الحريات بسقف تشريعي وأخلاقي يمنع من انزلاقها في أفكار تتولد عنها مثل هذه الفظائع التي أقدمت بجرأتها وتحديها على الاستخفاف بكافة المعاني والقيم والأرواح البريئة، وبلغت قناعة تطرًّفها الفكري تحمُّل تبعات هذه الجريمة في سبيل تفريغ شحنة الحقد والكراهية.
وأكدت رابطة العالم الإسلامي ثقتها بالحكومة النيوزيلندية بتقديم المتورطين في هذه الجريمة للعدالة كإرهابيين، وملاحقة أي كيان إرهابي يتبعونه، ووضع كافة الضمانات لعدم تكراره، سائلًا المولى -جل وعلا- للضحايا المغفرة والرحمة وللمصابين الشفاء العاجل.
وقُتل 49 شخصًا وأصيب 20 آخرون وفقًا لآخر إحصائية، في هجوم نفذه أسترالي على مسجدين بنيوزيلندا، وأعلنت الشرطة توجيه تهمة القتل إلى منفذ الهجوم الإرهابي.
ومرتكب الجريمة الإرهابية هو الأسترالي «برينتون تارانت»، ويبلغ من العمر 28 عامًا، واعتاد نشر خطابات معادية للإسلام والمسلمين عبر حسابه بتويتر.
وأصيب مبتعث سعودي في الحادث. وقالت الملحقية الثقافية السعودية في نيوزيلندا، في بيانٍ لها: «تود سفارة المملكة في ولينجتون أن توضح أنه في إطار متابعتها حادثي إطلاق النار اللذين حدثا في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش في الجزيرة الجنوبية، أثناء صلاة الجمعة لهذا اليوم 8/7/1440هـ الموافق 15/3/2019، وما نتج عنه من قتلى وإصابات؛ تبين إصابة مواطن سعودي بجروح طفيفة، وتم الاطمئنان على صحته».
