«فورين بوليسي» تحذر من «حزب الله»: يهدد لبنان باندلاع حرب أهلية جديدة

في ظل التوترات الطائفية التي تتفاقم بشدة حاليًا
«فورين بوليسي» تحذر من «حزب الله»: يهدد لبنان باندلاع حرب أهلية جديدة

حذرت مجلة «فورين بوليسي»، الأمريكية من تفاقم حدة التوترات الطائفية في لبنان لتقترب من «نقطة الغليان»، مشيرة إلى أن ما يحدث تاليًا سيكون بيد «حزب الله»، مستبعدة في الوقت نفسه رغبة الحزب في أن يكون شريكًا في سلام حقيقي.

وقالت «فورين بوليسي»، في تقرير ترجمته «عاجل»، إن الخطوط الطائفية زادت وباتت واضحة للغاية، خلال الثلاثين عامًا الماضية التي أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية، خصوصًا ضواحي العاصمة (بيروت)، في انعكاس لنظام الحكم الدستوري السائد في البلاد.

وأوضحت «فورين بوليسي»، أن الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، الشهر الماضي، وتسبب في مقتل وإصابة المئات، كشف الغطاء عن خطوط الصدع الطائفية التي تعتمر تحت السطح في لبنان، بالتزامن مع مرحلة شديدة الحساسية من التوترات السياسية، دفعت الآلاف للخروج إلى الشوارع في تظاهرات حاشدة احتجاجًا على «فساد النخبة السياسية».

وتحدثت «فورين بوليسي»، عن «حالة من الشك والريبة تتعامل بها المجتمعات اللبنانية مع بعضها البعض، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد الحديث.. ومن غير الواضح كيف سيتم حل هذه التوترات الطائفية اللاذعة».

مفاتيح الفوضى والسلام في لبنان

ورأت «فورين بوليسي»، أن «حزب الله»، هو من يحمل بيده مفاتيح السلام أو الفوضى في لبنان؛ لكنها استبعدت عزمه الارتكان إلى الخيار الأول، كما يأمل الجميع، وأشارت إلى أنه فيما اندلعت تظاهرات شعبية متفرقة في لبنان للتنديد بالأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية، تصادم أعضاء «حزب الله» مرارًا مع الحركة الاحتجاجية.

ويزعم حزب الله أن المتظاهرين «تخطوا الخطوط الحمراء للحزب، وبالتالي يجب أن تكون هناك عواقب»، حسبما ذكر أحد أعضاء «حزب الله»، تحدث إلى «فورين بوليسي»، من بيروت، شريطة عدم الكشف عن هويته.

وأكد عشرات من اللبنانيين، الذين شاركوا في التظاهرات لـ«فورين بوليسي»، أن تحركاتهم الساعية لإحداث تغييرات وإصلاحات هيكلية واقتصادية وسياسية تم اختراقها من قبل مجموعات عرقية، أبرزها «حزب الله» ما قوض تأثير التظاهرات.

وقالت «فورين بوليسي»، إنه في كل مرة يعارض فيها اللبنانيين نفوذ «حزب الله» وترسانته من الأسلحة، تعمد الميليشيات الشيعية، المدعومة من إيران، إلى العروض العسكرية الضخمة، وفرض سيطرتها على شوارع بيروت، كما حدث العام 2008.

وقال الباحث في الجامعة الأمريكية في بيروت، ناصر ياسين: «الجماعة لن تتراجع عن السيطرة على شوارع العاصمة كما حدث من قبل في حال تم الهجوم عليها، إذا أقدمت مجموعات عدة، سواء السنة أو المسيحيين أو الدروز، على حمل الأسلحة ضد حزب الله، ستتحرك الجماعة فورا للسيطرة على البلاد، كما حدث العام 2008.

»نزع سلاح «حزب الله»

وبينما يطالب الكثيرون داخل لبنان بنزع سلاح «حزب الله»، إلا أن شريحة عريضة من المواطنين يرون أن هذا التحرك يجب أن يكون بقيادة دولية وليست محلية، ونقلت «فورين بوليسي»، عن سيدة في ضاحية الجميزة في بيروت، طلبت عدم ذكر اسمها، قولها: «ماذا يمكننا نحن اللبنانيين أن نفعل أمام ترسانتهم من الأسلحة؟ الولايات المتحدة والغرب لديهم هذه القدرة، وليس نحن».

وقال الناشط اللبناني، غيلبرت ضومط: «منذ العام 1990، هناك زعماء للحرب يجبرون المواطنين على التنازل عن حقوقهم والتضحية. وبزعم تقديم الحماية هم يقومون بسرقتنا.. وفي أي وقت يتم تهديد مصالحهم، هم يهددون بإشعال حرب أهمية تحت شعار حماية الطائفة».

حرب أهلية جديدة

ومع زيادة حالة عدم الثقة بين الطوائف اللبنانية، يرى خبراء، نقلت عنهم «فورين بوليسي»، أنه لن يكون هناك تهديد بإشعال حرب أهلية جديدة إلا إذا أراد «حزب الله» واحدة، حيث نظم «حزب الله» و«حركة الأمل» عروضًا بالدراجات النارية، ملوحين بأعلام مؤسس الشيعة، فيما اعتبره كثيرون تحرك لتأكيد نفوذ «حزب الله»، ورسالة مفادها «أن بإمكان أبنائه، إن أرادوا، السيطرة على الشوارع مرة أخرى».

وقالت «فورين بوليسي»: «السلام الداخلي يأتي على حساب قبول هيمنة حزب الله وحلفائه. من شأن ذلك أن يوقع لبنان في فخ الوضع الراهن: اقتصاد فاشل وسياسات طائفية غير فعالة».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa