«الجارديان» تكاشف العالم: جرائم أردوغان تهدد وقف إطلاق النار في ليبيا

دبلوماسيون من 15 دولة يستعدون للمصادقة على خطط جديدة..
«الجارديان» تكاشف العالم: جرائم أردوغان تهدد وقف إطلاق النار في ليبيا

يستعد دبلوماسيون من 15 دولة للمصادقة على خطط جديدة لوقف إطلاق النار في ليبيا، لكن قيمة أي التزامات تعلنها الدول مهددة بالخطر بسبب إشارات على تورُّط أعمق للقوى الدولية المتنافسة داخل ليبيا، لاسيما جرائم حكومة الرئيس التركي، رجب أردوغان.

وحذرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير «ترجمته عاجل»، من أن تركيا تعد العثرة الأكبر أمام أي مساعٍ دولية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا؛ حيث إن الصراع الليبي لا يقتصر على كونه مجرد صراع طويل الأجل على السلطة، لكنه جزء من نزاع جيوسياسي أوسع تلعب السياسة الخارجية التركية فيه دورًا متزايدًا.

وقبيل اجتماع الدبلوماسيين، بدا أن الرئيس التركي، رجب أردوغان، يراهن من جديد على التزاماته العسكرية والسياسية تجاه ميليشيات الوفاق الوطني، ومقرها العاصمة طرابلس، ما يجعل انسحاب القوات التركية من ليبيا أقل احتمالية.

ووعد أردوغان، خلال اجتماع وزاري رفيع المستوى بين حكومة الوفاق والحكومة التركية، الأحد في اسطنبول، بزيادة الاستثمارات في ليبيا، وذلك بموجب الاتفاق الموقع بين الجانبين، نوفمبر الماضي، بشأن حقوق البحث والاستكشاف في البحر المتوسط، كما طلب من زعيم ميليشيات الوفاق فائز السراج إعادة النظر في خطته للاستقالة بحلول نهاية هذا الشهر، وهو قرار على ما يبدو أشعر معركة على السلطة في غرب ليبيا.

وبالنظر إلى ضعف القدرات العسكرية لحكومة طرابلس، يعد أردوغان شريكًا رئيسًا في حيوية في العلاقات بين أنقرة وطرابلس، ما يمكنه من استغلال الاتفاق مع حكومة الوفاق الوطني كورقة ضغط في المباحثات مع الاتحاد الأوروبي، بشأن الوضع في شرق المتوسط، حسب «ذا غارديان».

أردوغان ينتهك القرارات الأممية

 يأتي هذا في الوقت الذي كشف تحقيق أجرته «الجارديان» انتهاكات خطيرة ومنتظمة ارتكبتها تركيا لقرار حظر السلاح المفروض من قِبَلِ الأمم المتحدة على ليبيا، متسببة في إشعال حرب بالوكالة في البلاد قضت على الحلول السياسية كافة.

وقالت الصحيفة إن بيانات رحلات جوية وصورًا من القمر الصناعي أظهرت استخدام تركيا طائرات شحن عسكرية كبيرة الحجم لنقل البضائع والمقاتلين إلى القوات التابعة لها في ليبيا، في انتهاك صارخ قرارات مجلس الأمن، رغم الوعود المعلنة بالالتزام بالحل السياسي.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي، مُطّلع على التقرير السنوي الجديد للجنة الخبراء الأممية بشأن ليبيا، قوله: «حظر السلاح يظل غير فعّال بالكامل. في حالة الدول الأعضاء التي تدعم الصراع بشكل مباشر، الانتهاكات واسعة النطاق، صارخة مع تجاهل كامل للعقوبات المفروضة».

وكشفت الصحيفة عن استخدام أنقرة لطائرات «إيرباص إيه400» للشحن العسكري لإمداد القوات التابعة لها في غرب ليبيا، وأظهرت بيانات القمر الصناعي رحلات منتظمة بين المطارات في اسطنبول وغازي عنتاب وقيصري ومطار مصراتة الليبي، خلال يونيو ويوليو وأغسطس الماضي.

وذكر الدبلوماسي: «القوات الجوية التركية استخدمت مسارًا جديدًا لتفادي تسجيل معلومات الطيران في بعض المناطق. كافة الرحلات الجوية غير مجدولة، وتحاول إخفاء مسارها عن طريق إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها»، كما تعمل تركيا على توسيع مدرج الطائرات في قاعدة الوطية الجوية، ما يسهل هبوط طائرات الشحن كبيرة الحجم في المطار.

قمة برلين فرصة مهمة لوقف إطلاق النار في ليبيا

وكانت أنقرة من بين الدول التي حضرت قمة برلين الأخيرة، التي أقيمت يناير الماضي، بغرض وقف التدخل الأجنبي في ليبيا وتدفق الأسلحة والقوات والتمويل المالي، وسعى قادة 11 دولة، بوساطة أممية وألمانية، إلى وقف القتال بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات شرق ليبيا، بقيادة المشير خليفة حفتر. وأصبحت ألمانيا «الوسيط الأمين» في النزاع القائم، وتحاول تشكيل حكومة وحدة جديدة قبل موعد الانتخابات الوطنية المقترح، والبناء على المفاوضات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي جرت في مصر وسويسرا والمغرب.

وبموجب الخطة، سيتم تشكيل مجلس رئاسي جديد موقت يضم ثلاثة أعضاء من الأقاليم الرئيسية، برقة وفزان وطرابلس، على أن تقام المباحثات الخاصة بتحديد أعضاء المجلس والمؤسسات الرئيسية في المغرب.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa