«متلازمة الدجال».. تقوّض أداء الفرد.. وترتبط بالقلق والاكتئاب

تحدث في الفصل الدراسي أو في مكان العمل
«متلازمة الدجال».. تقوّض أداء الفرد.. وترتبط بالقلق والاكتئاب

يشعر البعض أحيانًا بالاحتيال على من حولهم فيما يخص قدراتهم الحقيقة، حتى إذا كانوا يمتلكون بالفعل المهارات اللازمة للنجاح، أو حققوا بالفعل إنجازات رئيسية يشهد لها الجميع، ويعرف هذا التصور الذي يرتبط بالقصور والشعور كما لو كان الآخرون ببساطة غير مدركين للمستوى الحقيقي للكفاءة باسم «متلازمة الدجال» أو «التزوير».

وحسب العلماء قد يحدث ذلك في الفصل الدراسي أو في مكان العمل، ويمكن أن يقوض أداء الفرد أو يؤدي إلى الخروج الوظيفي في وقت مبكر، كما يرتبط أيضًا بالقلق والاكتئاب.

- تقييم الفرد لنفسه:

وتشير دراسة حديثة نشرت في مجلة السلوك المهني، إلى أن اللجوء إلى أشخاص خارج الدائرة الأكاديمية أو المهنية للحصول على الدعم قد يكون نهجًا مفيدًا، ربما لأن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يساعدوا في إعادة تقييم الفرد لنفسه وقيمته والتأمل في الأولويات، ومن ثم مواجهة الاحتيال الذي يشعرون به.

وقال الباحثون في كلية لي للأعمال بجامعة نيفادا في لاس فيجاس الأمريكية، فهؤلاء الأشخاص كانوا قادرين على المساعدة في إعادة ضبط منظور الشخص، ويمكنهم أن يقولوا إنك في حالة جيدة بالفعل، فأنت قد ترى الخير في زملائك، لكن الجميع قد يرى ذلك أيضًا فيك.

وقد درس الباحثون مجموعة من المهنيين الشباب في برنامج جامعي صارم للمحاسبة والإدارة المالية، كما أجروا في البداية 20 مقابلة متعمقة، واستكشفوا حقيقة ما إذا كان المستجيبون هم أنفسهم يشعرون بهذا النوع من الاحتيال، وكيف تعاملوا مع هذا الشعور أو نجوا منه.

وأفاد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك المحتملة والضارة، وممارسة أنشطة غير ذات صلة، مثل ممارسة الألعاب الرياضية أو ألعاب الفيديو لتشتيت انتباههم؛ حيث أخفوا مشاعرهم بالتزوير أو الدجال بتعويضها بثقة زائفة بكافة الطرق، كما سعوا للحصول على الدعم الاجتماعي والعاطفي.

كما حقق الباحثون أيضًا في دور الدعم الاجتماعي، من خلال مسح 213 من المهنيين الشباب في نفس البرنامج، وأكمل المشاركون ثلاثة استطلاعات على مدار العام بوصف تفاصيل مشاعرهم حول الدجال وأنواع الدعم التي تلقوها، وكلما زاد عدد المشاركين الذين يتلقون الدعم من أقرانهم، زاد ميلهم إلى الاتفاق مع عبارات مثل: «في بعض الأحيان أخشى أن يكتشف آخرون مقدار المعرفة أو القدرة التي أفتقدها حقًّا».

- تغذية المشاعر:

واقترحت المقابلات التي أجريت في الدراسة السابقة، أن تفاعلات الأقران قد تغذي مشاعر عدم الكفاءة، الرفض، الشك الذاتي وتديم المقارنة بينهم وبين أقرانهم، وعلى النقيض من ذلك فإن إدراك الدعم العام من الأسرة أو الأصدقاء أو شخص مميز قد يحقق نتائج جيدة جزئيًّا؛ حيث قد يؤكد هؤلاء شعور الفرد بالقيمة، ويساعدونه على وضع الشكوك في سياقها وإعادة تقييم القصور.

واستنادًا إلى حسابات الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، بدت مشاعر الإحباط منخفضة عندما كان هناك شعور بالمساواة في العلاقة بين المجيب والشخص الذي كانوا يذهبون إليه للحصول على المساعدة، لا سيما داخل مجموعة الأقران، وحسب الخبراء فإن وجود نظام دعم اجتماعي يعد أمرًا رائعًا، كوجود أحد الوالدين يخبرك بأنك رائع مثلًا، ولكن ربما لا يزال يتعين أن تتسلح بحقائق عملية وأمثلة عن إنجازاتك لتبديد مشاعر الاحتيال، وهنا يبرز السؤال: هل سيقوم هؤلاء الأشخاص بتزويدك بالبيانات الفعلية لإزالة التشوه المعرفي لديك؟.

وحسب الخبراء يحتاج الأشخاص أيضًا في البيئات التنافسية إلى تعلم كيفية قبول المديح واستيعاب ردود الفعل الإيجابية، كما أن زيادة الوعي بمتلازمة الدجال تعد مفتاحًا جيدًا لأبواب الحقيقة، ومعرفة حقيقة نفسك وإمكاناتك، لتغذية مشاعرك الحقيقية تجاه نفسك ومن حولك.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa