خبراء: إدخال مصادر الطاقة المتجددة يجعل المملكة أكبر مزود للطاقة النظيفة عالميًا

اللجوء إليها أصبح ضرورة ملحة
خبراء: إدخال مصادر الطاقة المتجددة يجعل المملكة أكبر مزود للطاقة النظيفة عالميًا

توقع عدد من المتخصصين بمجال الطاقة، مستقبلًا باهرًا للمملكة في هذا المجال؛ لما تمتاز به مصادر الطاقة المتجددة، مؤكدين أن تلك المصادر سوف تشكل فارقًا لمواطني السعودية الذين سيحصلون على الكهرباء بأسعار تنافسية، ولعدد من مناطق العالم؛ نظرًا إلى موقع المملكة الجغرافي على ما يسمى «حزام الشمس».

يأتي ذلك بعد صدور نتائج مسح الطاقة المنزلي لعام 2019 الصادر عن هيئة الإحصاء التي أشارت إلى أن الأسر في المملكة تستخدم منتجات الكتل الحيوية في المسكن، كالفحم والحطب، سواء كانت للتدفئة أو للطبخ.

من جانبه، قال المهندس خلف الذيابي المتخصص بهندسة الطاقة المتجددة؛ إن التقرير الصادر عن هيئة الإحصاء، يشير إلى أنه لا يزال هناك 8.64% من الأسر السعودية تستخدم الكتل الحيوية (الفحم، والحطب، والمخلفات الزراعية) لأغراض التدفئة والطهي و1.60% أخرى تستخدم الطاقة الشمسية في مختلف الأغراض؛ بسبب الصعوبات في إيصال الشبكة الكهربائية.

وأرجع المتخصص بهندسة الطاقة المتجددة، سبب عدم وصول الشبكات الكهربائية إلى بعض المناطق، وخصوصًا المناطق الجنوبية؛ إلى وعورتها، وإلى ارتفاع تكاليف فاتورة الكهرباء في الوقت الحالي؛ ما يؤدي إلى العزوف عن استخدامها واستخدام الفحم والحطب كبديل.

وحول استخدام الطاقة الشمسية، قال الذيابي إن اللجوء إليها بالمملكة أصبح ضرورة ملحة، وخاصةً أنها ستسهم في الحفاظ على البيئة والصحة، وتقليل كلفة الكهرباء وتلبية الحاجة المتزايدة لمصادر الطاقة، كما أن التوليد التقليدي للكهرباء من الأسباب الرئيسية للتلوث البيئي ويؤثر سلبًا في صحة الإنسان من خلال انبعاثات الغازات الدفيئة.

وحول تأهل المملكة للتحول في إنتاج الطاقة إلى المصادر المتجددة؛ قال المهندس خلف الذيابي إن المملكة تقع جغرافيًّا على ما يسمى «حزام الشمس» الذي يجعلها واحدة من أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم إذا أُخذ بعين الاعتبار توطين صناعتها وإنتاجها وإنشاء المراكز البحثية المتخصصة لتطوير تقنياتها وإيجاد الحلول المناسبة لعوامل الطقس القاسية في المملكة العربية السعودية التي تحد كفاءة إنتاج الطاقة الشمسية.

وأشار إلى ما توقعته بعض التقارير من أن متوسط تكلفة مصادر الطاقة المتجددة سيصبح أقل من الفحم والغاز في 2030؛ ما سيجعل الطاقة الشمسية منافسًا قويًّا للإنتاج التقليدي عندما يتم تضمين التكاليف غير المباشرة للوقود الأحفوري.

فيما قال الدكتور فهد الصخيري الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية والطاقة المتجددة بجامعة الملك عبدالعزيز؛ إن استخدام الفحم أو الحطب مصدرًا للطاقة الكهربائية، وفي عمليات التدفئة؛ ليس بجديد في دول العالم عامةً؛ حيث يعتبر هذا المصدر منخفض التكلفة، لكن يترتب عليه انبعاثات غازات ضارة تتسبب في تلوث البيئة وغيرها من المخاطر صحية.

وأوضح أن استخدام أنواع متعددة من مصادر الطاقة أمر إيجابي؛ فمع التطور التقني الذي نشهده، والوعي الكافي، يستطيع الفرد اختيار الخيار الأمثل له من ناحية اقتصادية، ومن حيث وفرته في محيطه.

فيما أكد المهندس محمد عدنان العبدلي الحاصل على ماجستير الطاقة المتجددة بمدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية؛ أن المملكة تعتبر ثرية في الطاقة المتجددة لوقوعها في ضوء الشمس طول العالم (عاليًا جدًّا)، وخصوصًا المناطق الشمالية بالمملكة؛ لكونها لا تتأثر بعوامل الرطوبة.

وطالب بضرورة أن تبدأ المملكة في التفكير جديًّا في إنشاء مصنع ألواح الطاقة الشمسية؛ لتناسب بيئة السعودية مع هذا المشروع من عدة نواحٍ؛ فالشمس متوافرة على مدار العام تقريبًا، وأرضها غنية بالمواد الخام المستخدمة في تصنيع الألواح الشمسية.

كما طالب بضرورة تصنيع الألواح الشمسية محليًّا.. صحيح أنه سيتم استيرادها في السنوات الأولى، إلا أن نقلها يزيد تكلفة المشروع على المدى الطويل.

وأكد أن المملكة لا تعتمد على النفط في الدخل الوطني فقط، بل وفي إنتاج الكهرباء، وفي تحلية المياه، إلا أنه عند تنفيذ هذا المشروع ستتمكَّن المملكة من الاستغناء عن النفط في توفير المياه والكهرباء.

وأشار إلى أن هذا المشروع يعد الأهم في تاريخ المملكة؛ فبه سيضمن المواطن السعودي توافر الماء والكهرباء بغض النظر عن أسعار النفط وعن توافره؛ ما يجعله هامًّا للغاية للمواطن، كما أن المشروع سيكتسب أهمية كبيرة بعد أن تصبح المملكة أكبر مزود للطاقة النظيفة على مستوى العالم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa