بـ367 مليار ريال.. 35 مدينة صناعية و3500 مصنع تعزز القوة الصناعية السعودية

"مدن" تمد الجسور بين القطاعين العام والخاص وتنتصر للمحتوى المحلي..
بـ367 مليار ريال.. 35 مدينة صناعية و3500 مصنع تعزز القوة الصناعية السعودية

حققت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، في فترة وجيزة، إنجازات نوعية، برزت معالمها من خلال الحرص على الاستفادة من علاقات التكامل والتعاون مع القطاعين العام والخاص لتعزيز استراتيجيتها نحو تمكين الصناعة، والإسهام في زيادة المحتوى المحلي، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية ذات القيمة المضافة إلى المدن الصناعية.

وتتولى "مدن" التي تأسست في عام 2001م، الإشراف على (35) مدينة صناعية تضم (3500) مصنع منتج، ويعمل بها قرابة (500) ألف عامل، فيما تصل مساحة الأراضي المطوّرة داخلها أكثر من (198,8) مليون متر مربع، موّزعة جغرافيًّا على 3 قطاعات حسب الهيكلة لـ"مدن"، بحيث تشمل القطاعين الأوسط والشرقي، إضافة إلى القطاع الغربي لتغطية جميع أنحاء المملكة، بحجم استثمارات يفوق (367) مليار ريال، وتوفر العديد من المنتجات والخدمات الصناعية بجودة عالية تواكب متطلبات جذب الاستثمارات من الأسواق المحلية والخليجية والعربية وكذلك العالمية.

وأقرت المملكة، ضمن رؤيتها الطامحة 2030 برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجســتية "ندلب" بهدف التحوّل إلى قوة صناعية رائدة ومنصـة لوجستية عالمية في مجالات النمو الواعـدة، والتركيــز على الثورة الصناعية الرابعة، بما يولد فرص عمل للسعوديين، ويعزز الميزان التجاري، ويعظم المحتوى المحلي.

4 قطاعات رئيسية تدعم برنامج تطوير الصناعة

ويركـز البرنامج على 4 قطاعات رئيسية؛ هي: الصناعة، والتعديـن، والطاقة، والخدمات اللوجستية، والعديد من الممكنات بما في ذلك تطوير الأنظمة والتشريعات، والتمكين المالي، والبنية التحتية، والأراضي الصناعية، والمناطق الاقتصادية الخاصة، والبحث والتطوير والابتكار.

وفي هذا الإطار، أوضح المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" المهندس خالد بن محمد السالم، أن المملكة اعتمدت في رؤيتها 2030 الصناعة خيارًا استراتيجيًّا لجعل الاقتصاد السعودي أكثر تنوعًا وصولًا إلى التنمية المستدامة، مفيدًا بأن "مدن" باتت من ركائز الرؤية؛ لكونها مُمكنًا صناعيًّا يشرف حتى الآن على (35) مدينة صناعية في جميع أنحاء المملكة، وكذلك من خلال المبادرات المسندة إليها ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"؛ إذ أطلقت "مدن" استراتيجيتها لتمكين الصناعة والإسهام في زيادة المحتوى المحلي، وتعزيز الشراكات المحلية والعالمية لجذب الاستثمارات ذات القيمة المضافة ونقل وتوطين المعرفة الصناعية إلى المدن الصناعية.

فلسفة "مدن" تقوم على التكامل والتعاون والبناء

وبيَّن المهندس السالم أن فلسفة "مدن" تقوم على التكامل والتعاون والبناء على ما تحقق، وتطويره والارتقاء به باستمرار، سواء على مستوى بيئة العمل الداخلية أو على مستوى العلاقات مع الشركاء المستثمرين المحليين والعالميين، والجهات الحكومية والرسمية والقطاعين العام والخاص؛ فالعمل في "مدن" تراكمي ومتكامل، بحسب "واس".

وقال المدير العام لـ"مدن": "لقد ركَّزنا خلال الفترة الماضية على توسيع نطاق اهتمامنا من توفير البنى التحتية الأساسية، إلى القيام بدور فاعل كمُمكن للصناعة برفع تنافسية المصانع، وتعزيز سهولة ممارسة الأعمال من خلال خفض أعداد التصاريح وزيادة مددها، وتقليل الوقت والمتطلبات اللازمة للحصول عليها، والسعي مع الجهات المختصة إلى تسهيل الحصول على الائتمان، وتوفير بنى تحتية مميزة وخدمات الإنترنت بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وإطلاق منتجات جديدة؛ حيث تضاعف عدد المنتجات من 4 فقط خلال عام 2015م إلى 14 منتجًا بنهاية عام 2019، وسيشهد القطاع الصناعي آثارها وستعود بالنفع على المنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وستسهم إيجابًا بتعزيز سلاسل الإمداد بالمملكة".

"مدن" نجحت في تعزيز نمو التخصيص الصناعي

وبيَّن المهندس السالم أن "مدن" نجحت في عام 2019م في تعزيز نمو التخصيص الصناعي كمًّا ونوعًا بالمدن الصناعية، مدعومًا بالمحفزات المقدَّمة، كما يأتي نمو التخصيص مدعومًا بمجموعة المنتجات المستحدثة خلال عام 2019م كـ"أسـس" و"أرض وقرض" وغيرهما؛ حيث وصل الإقبال على تلك المنتجات إلى أرقام جيدة رغم أن بعضها كان تحت التشغيل التجريبي، مبينًا أن أرقام التخصيص تفوق التوقعات وسط مواصلة منتج المصانع الجاهزة جذب المزيد من المستثمرين.

ولفت السالم إلى أن المملكة العربية السعودية حققت نموًّا في الصناعات النوعية ذات القيمة المضافة العالية؛ حيث بلغت العقود الصناعية للصناعات الغذائية عام 2019م على سبيل المثال، قرابة 5 عقود، وارتفع عدد العقود الصناعية للصناعات الدوائية بنسبة 70% عن عام 2018م؛ حيث تشكِّل تلك الصناعات أهمية استراتيجية للمملكة وأمنها الدوائي، فضلًا عن انعكاسها الإيجابي على زيادة الصادرات، كما تم افتتاح عدة مصانع دوائية وغذائية خلال عام 2019م وبدأت التشغيل التجاري.

"مدن" جذبت استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة

وجذبت "مدن" استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة لشركات عالمية رائدة، منها على سبيل المثال شركة جنرال إلكتريك لتصنيع رؤوس آبار النفط، وشركة إيسوزو لصنع سيارات النقل الخفيفة، وشركة إيبارا لإنتاج مضخات المياه، إضافة إلى شركة شلمبرجير لإنتاج رؤوس حفر الآبار، وشركة هنكل لإنتاج المواد الكيميائية.

وتحتضن المدينة الصناعية الثانية بالدمام استثمارات لشركة سيمنس الألمانية؛ وذلك من خلال مصنعين: الأول لتصنيع التوربينات الغازية على مساحة 70 ألف متر مربع، والثاني لتصنيع لوحات التحكم الآلي على مساحة 1500 متر مربع، فيما تم مؤخرًا جذب استثمارات لإنشاء مُجمع متكامل للصناعات الدوائية يشمل مراكز أبحاث وتطوير لصالح شركة أدوية فاركو إنترناشيونال العالمية على مساحة تتجاوز 62 ألف متر مربع في المدينة الصناعية بالمدينة المنورة، وكذلك شركة "سكاي جروب" الصينية المتخصصة بمعالجة الصخور والمعادن النوعية، لإنشاء مصنع في المدينة الصناعية الثالثة بالدمام على مساحة 100 ألف متر مربع. وخصصت "مدن" مصنعًا جاهزًا في المدينة الصناعية الثانية بالدمام لشركة CEG الإيطالية المتخصصة بصناعة مصادر الطاقة غير المتقطعة UPC.

وأطلقت "مدن"، فيما يخص التحوُّل الرقمي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، برنامج الإنتاجية الوطني بالشراكة مع صندوق التنمية الصناعية السعودي، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية KACST، لمساعدة المصانع على تحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وقد تم بدء العمل بالمرحلة الأولى من البرنامج خلال شهر أبريل 2019م للعمل مع 20 مصنعًا، بالتعاون مع شركة جنرال إلكتريك، على أن يتم إطلاق المرحلة الثانية بعدد 40 مصنعًا خلال عام 2020م، لتكون منارًا للمصانع الأخرى للتحول إلى الثورة الصناعية الرابعة ومواكبتها.

ودشنت "مدن" هذا الإطار، برنامج "صفر نفايات" لترسيخ الاستدامة البيئية، وخفض نسبة النفايات في المصانع إلى الصفر، ودعمت مبادرة "ما نتساهل.. بيئتنا تستاهل"، بحملة توعوية في عدد من المدن الصناعية لنشر الوعي بأهمية استخدام المنتجات البلاستيكية القابلة للتحلُّل.

ووقّعت "مدن" اتفاقية تعاون مع جمعية أصدقاء البيئة بالدمام، لتعزيز التوعية البيئية داخل مدنها الصناعية بفرع المنطقة الشرقية، أحدثت نقلة نوعية بتوطين تقنية هامة ذات أثر فعال في مجال حماية البيئة، وهي تقنية إعادة تدوير المُخلفات؛ حيث أبرمت اتفاقية شراكة ثلاثية مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان"، وشركة تدوير البيئة الأهلية "تدوير"، ضمن مبادرة "بصمتنا" تحت شعار "اكفل يتيم بجهازك القديم"، حيث تتولى "مدن" إعادة تدوير مخلفاتها الإلكترونية والكهربائية، والانتفاع من مخرجاتها بتحويلها إلى مواد أولية تدخل في صناعات أخرى ثم توجيه كامل قيمتها لدعم أنشطة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان".

كما تعمل "مدن" على دعم دور المرأة السعودية في الاقتصاد الوطني، من خلال مبادراتها لتمكين رواد الأعمال، ومنها اتفاقية شراكة مع "صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة"، لإنشاء مركز اجتماعي تقني في المدينة الصناعية الأولى بالدمام، يتضمن حاضنات ومُسرّعات أعمال ومعامل تقنية مجهزة بكامل الخدمات، ووقعت مذكرة تفاهم مع "مؤسسة إبداع المرأة السعودية"، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جازان وتشجيع النساء على البدء باستثماراتهن داخل المدن الصناعية بالمنطقة، وفي المجال الرياضي.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa