من الرياض إلى مكة.. السعودية تؤكد مكانتها بدبلوماسية «القمم المتلاحقة»

المملكة تواصل نجاحها بقيادة خادم الحرمين
من الرياض إلى مكة.. السعودية تؤكد مكانتها بدبلوماسية «القمم المتلاحقة»

لن تكون استضافة ثلاث قمم في غضون يومين اثنين حدثًا جديدًا في تاريخ السعودية، إذ إن المملكة نجحت في مايو 2017، في استضافة قمتين بذات الثقل، عندما وجدت في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض فرصة لوضع أسس جديدة للعلاقات العربية الإسلامية بواشنطن.

وتمثل استضافة المملكة ثلاث قمم: خليجية وعربية وإسلامية في غضون ثلاثة أيام مؤشرًا واضحًا على مكانة المملكة الإقليمية والعالمية، ودورها في قيادة حركة الأحداث باتجاه تحقيق مصالح أمتها. كما أنها تمثل دليلًا على إصرار المملكة على صياغة سياسة موحدة بين الأشقاء للتعامل مع الأزمات والأحداث الجارية، بما يضمن للجميع الأمن والاستقرار.

وتعيد تجربة استضافة ثلاثة قمم في غضون ثلاثة أيام للأذهان تجربة السعودية الناجحة في احتضان القمتين الشهيرتين بين الرئيس الأمريكي من جهة وقادة الدول الخليجية، ثم الدول الإسلامية من جهة ثانية يومي 20 و21 مايو 2017، بالتزامن مع أول رحلة خارجية للرئيس الأمريكي بعد توليه منصبه.

وبدأت أحداث هذين اليومين باجتماع ثنائي بين الرئيس الأمريكي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبل أن يتم عقد اجتماعين آخرين، أحدهما مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والآخر مع الدول العربية والإسلامية.

وخلال القمة السعودية الأمريكية، تم توقيع اتفاق تجاري بين البلدين وصفقة أسلحة بـ400 مليار دولار تشمل طائرات ودبابات وسفنًا قتالية وأنظمة دفاع صاروخي ورادارات وتكنولوجيا الاتصالات والأمن السيبراني. ووُصفت الصفقة من قبل وكالات الأنباء بأنها تطور «مهم» و«تاريخي» في علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية.

أما القمة الخليجية - الأمريكية، فعقدت يوم 21 مايو بين قادة ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئيس الولايات المتحدة في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وفي نهايتها وقعت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة مذكرة تفاهم؛ لتأسيس مركز لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، كما اتفق المجتمعون على عقد قمة سنوية، لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال هذه القمة.

بالمثل، أسفرت القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي عقدت أيضًا في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمشاركة قادة وممثلين عن 55 دولة إسلامية فضلًا عن الرئيس الأمريكي، عن تأسيس مركز عالمي مقره الرياض؛ لمواجهة الفكر المتطرف تحت اسم اعتدال، وظيفته تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية.

وأكد بيان القمة الختامي التزام الدول المشاركة الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، وتم الاتفاق بين الدول المشاركة على التصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله. كما أوضح البيان ارتياح الدول المشاركة للعمل مع الحكومة الشرعية والتحالف للتصدي للجماعات الإرهابية في اليمن، ورحبوا بتوفير 34 ألف جندي كقوة احتياط لدعم العمليات ضد الإرهاب في العراق وسوريا.

 وخلصت القمة إلى أهمية بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليميًّا ودوليًّا، واتفق القادة على سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتخاذها لتوطيد العلاقات والعمل المشترك وتعهدوا بمواصلة التنسيق الوثيق بين الدول العربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ لتعزيز الشراكة بينهم وتبادل الخبرات في المجالات التنموية، كما رحبت الولايات المتحدة الأمريكية برغبة الدول العربية والإسلامية في تعزيز سبل التعاون لتوحيد الرؤى والمواقف حيال المسائل المختلفة، وعلى رأسها مضاعفة الجهود المشتركة لمكافحة التطرف والإرهاب.

وعكس نجاح في استضافة القمتين الحيوية التي تتمتع بها الدبلوماسية السعودية والثقل الذي باتت المملكة تمثله دوليًّا وإقليميًّا، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لا سيما على صعيد قيادة التحركات الجماعية العربية والإسلامية؛ للتصدي للأزمات التي تحيط بالمنطقة، وهو ما ظهر بوضوح من خلال استضافة المملكة للقمة العربية بالظهران في أبريل 2018، التي أطلق عليها «قمة القدس».

وعقدت القمة القمة العربية، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة الظهران، ومثلت فيها الدول الاثنان والعشرون الأعضاء في الجامعة العربية، بعد اعتذار دولة الإمارات العربية عن عدم استضافتها.

وجددت القمة، في بيانها الختامي، تمسك الدول العربية بثوابت العمل المشترك وتمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدة أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي الأمن القومي من الأخطار المحدقة بها وتصون الأمن والاستقرار وتؤمن مستقبلًا مشرقًا واعدًا يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة وتسهم في إعادة الأمل لشعوبنا العربية التي عانت من ويلات الربيع العربي وما تبعه من أحداث وتحولات كان لها الأثر البالغ في إنهاك جسد الأمة الضعيف، ونأت بها عن التطلع إلى مستقبل مشرق.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa