كورونا يواصل حصد ضحاياه.. وعلماء يحذرون من أوبئة مستقبلية

توجيه أصابع الاتهام إلى التغير المناخي..
كورونا يواصل حصد ضحاياه.. وعلماء يحذرون من أوبئة مستقبلية

أعلنت مفوضية الصحة الوطنية في الصين، اليوم الجمعة، تسجيل 121 حالة وفاة جديدة علاوة على 5 آلاف و90 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المتحور؛ ما يصل بالعدد الإجمالي للوفيات في الصين إلى 1380 شخصًا، وبإجمال عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 63 ألفًا و851 حالة، بينما خرج 6 آلاف و723 مريضًا من المستشفيات منذ تفشي المرض.

وسيطرت الفيروسات على عناوين الصحف خلال الأسابيع الأخيرة، وأثارت القلق من انتشارها السريع وطبيعتها الخبيثة، لكن هذا ليس مفاجئًا حقًّا للعلماء الذين يدرسون الأمراض المعدية وقدرتها على الوصول إلى حالة كارثية.

وبحسب الخبراء، فليس لدينا دليل على أن التغير المناخي تسبب في انتقال هذا الفيروس بعينه من الحيوانات إلى البشر في هذا الوقت بالذات، أو أن الكوكب الأكثر دفئًا ساعده على الانتشار، ومع ذلك فمن الواضح أن تغير المناخ على نطاق واسع من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة في الأوبئة المستقبلية التي تسببها الفيروسات ومسببات الأمراض الأخرى.

وأدرك العلماء وحذروا لعقود من أن تغيُّر المناخ قد يُغيِّر الطريقة التي تنتشر بها الأمراض. ولعل هناك العديد من الروابط بين التغير المناخي والأمراض المعدية وبين درجات الحرارة المرتفعة التي تجعل أجهزة المناعة الطبيعية لدينا أقل فاعليةً؛ فأجسامنا آلات مذهلة لمكافحة الأمراض؛ حيث يمكن لدرجة حرارة الجسم الدافئة أن تصد جميع أنواع الغزوات غير المرغوب فيها؛ لذلك عندما يدخل أحد مسببات الأمراض إلى أجسامنا فإننا غالبًا ما نشعر بالحمى، وتزيد درجة حرارتنا حتى نحارب المرض؛ حيث تحفز الحمى الجهاز المناعي، وبشكل مثالي تخلق الحرارة بيئة يصعب فيها على مسببات الأمراض البقاء على قيد الحياة.

لكن بما أن مسببات الأمراض تتعرض لدرجات حرارة أكثر دفئًا في العالم الطبيعي، فإنها تصبح أفضل استعدادًا للبقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة العالية داخل جسم الإنسان.

وخلال العام الماضي، وثق باحثون في مجلة إم بيو كيفية ظهور أحد أنواع الفطريات التي تدخل مجرى الدم؛ ما أدى إلى مجموعة من الأمراض في وقت واحد في ثلاثة أماكن مختلفة (جنوب آسيا وفنزويلا وجنوب إفريقيا) في عام 2012.

وبحسب الخبراء في عالمنا، تنتقل الأمراض الآن غالبًا بواسطة ناقلات بشرية على متن طائرات، لكن في هذه الحالة خلص العلماء إلى أن الظروف المناخية المتغيرة المماثلة في كل من هذه الأماكن من المحتمل أن تقود إلى التطوُّر المتزامن.

ورغم اختلاف سلالة الفيروس التاجي الذي ينتشر الآن عما سبق، فإن ناقلاتها الحيوانية المحتملة توفر مثالًا مثيرًا للاهتمام على كيفية ارتباط درجات الحرارة بانتشار الأمراض المعدية؛ فالخفافيش ثدييات تحافظ على درجة حرارة الجسم الدافئة التي تحميها من الأمراض، لكن في حين أن درجة حرارة جسم الإنسان تصل إلى نحو 98.6 درجة فهرنهايت، وتقفز بضع درجات عندما نكون مرضى، يمكن أن تقفز درجات حرارة جسم الخفافيش بانتظام إلى 105 درجات فهرنهايت، وهذا يعني أنهم يستطيعون حمل عدد كبير من مسببات الأمراض دون المعاناة منها، وفي المستقبل القريب مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية ستظل الخفافيش محمية بحرارة جسمها، في حين أن مسببات الأمراض التي تحملها ستكون أكثر قدرةً على إلحاق الأذى بنا.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa