«دير شبيجل» تفضح سر «المغامرة الخطيرة» لأردوغان في شمال سوريا

يجهز حاليًا لغزو شمال سوريا ومحاولة إبادة الشعب الكردي
«دير شبيجل» تفضح سر «المغامرة الخطيرة» لأردوغان في شمال سوريا

قالت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، إن «الرئيس التركي رجب أردوغان يُقدم على مغامرة خطيرة لتدارك خسائره الداخلية؛ حيث لا يريد طرد الميليشيات التابعة لقوات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا بقوة السلاح وحسب، بل يستهدف أيضًا تغيير التركيبة السكانية هناك».

وتستعد أنقرة لهجوم هو الثالث من نوعه على الشمال السوري، فيما تتخذ حكومة أردوغان شعارًا زائفًا لتبرير الاعتداء الجديد، وهو مطاردة فلول تنظيم داعش، وكان مسؤول بمكتب أردوغان أعلن، اليوم الأربعاء، أن «القوات التركية ستعبر الحدود السورية مع مقاتلي الجيش السوري الحر قريبًا.. المسلحون الأكراد لن يمنعونا من تعطيل جهودنا للتصدي لداعش»!.

ويرى مراقبون، أن الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا، حسبما أعلن الرئيس دونالد ترامب الأحد الماضي، قد مهد الطريق أمام الغزو التركي الوشيك، وقالت وزارة الدفاع التركية، أمس الثلاثاء، إن الاستعدادات مكتملة، وقد تم نقل القوات والدبابات إلى الحدود مع سوريا، كما تمركزت القوات الخاصة هناك.

خلال الأشهر القليلة الماضية، هدَّدت حكومة أردوغان مرارًا وتكرارًا بغزو سوريا للمرة الثالثة، من أجل قتال الميليشيات الكردية- وحدات الشعب- التي يعتبرها الذراع السورية لحزب العمل الكردستاني المسلح المحظور في تركيا، لكن معظم حلفاء تركيا الغربيين يعتبرون هذا الهجوم «خطأ فادحًا، وأن عواقبه ستكون قاسية».

ويخشون زعزعة الاستقرار في واحدة من آخر المناطق شبه السلمية في بلد الحرب الأهلية سوريا؛ حيث من المرجح أن يخلف القتال الآلاف من الضحايا وعمليات لا نهائية من الإخلاء الجماعي، ورغم أن الولايات المتحدة تتعامل مع وحدات حماية الشعب الكردستاني كشريك في الحرب ضد تنظيم داعش، فإن أردوغان ونظامه يخططان منذ فترة لإقامة «منطقة عازلة آمنة»، بعمق 35 كيلومترًا في الشمال السوري خالية من سيطرة الأكراد، مقابل حكم مطلق من جانب ميليشيات ما يُسمى بـ«الجيش الحر».

وحسب «دير شبيجل»، فإن الأمر بالنسبة لأردوغان لا يتعلق فقط بطرد وحدات حماية الشعب من منطقة الحدود التركية- السورية. فقد اعترف الناطق باسمه إبراهيم كالين، علانية، بأن الحكومة التركية تريد تغيير التركيبة السكانية في المنطقة، وفي الوقت الحالي يعيش الأكراد في المنطقة، وكذلك أفراد ينتمون لبعض الأقليات مثل المسيحيين واليزيديين والآراميين.

 ويريد أردوغان عمل مانع بشري على الحدود مع سوريا، من خلال نقل نحو مليون لاجئ سوري من تركيا كدفعة أولى إلى تلك المنطقة العازلة، لكنها خطة تنطوي على مخاطر هائلة، ليس فقط بالنسبة لتركيا، وبخاصة أن جيش الأخيرة سيواجه حربًا طويلة محتملة الخسارة ضد وحدات حماية الشعب. فقد أعلنت الميليشيا بالفعل أنها ستدافع عن أراضيها بكل الوسائل.

حتى لو نجحت تركيا في ساحة المعركة، فلن تخلق السلام أو الاستقرار في المنطقة، بل على العكس هو الصحيح، وفق دير شبيجل، إذ أظهرت الحروب في يوغوسلافيا السابقة مؤخرًا التأثير المدمر لمقايضات السكان على الدول والمجتمعات، حتى بعد عقود.

وحتى الآن، هناك توترات عرقية في غرب البلقان، مثل صربيا وكوسوفو تدور حول المناطق والأشخاص، الذين يعيشون هناك، ومن غير الواضح أيضًا ما الذي سيحدث في حالة حدوث ضربة عسكرية تركية مع مقاتلي داعش وأسرهم المحتجزين حاليًا؛ بواسطة وحدات حماية الشعب.

على الرغم من كل هذه المخاطر، فإن أردوغان مصمم على المضي قدمًا في الهجوم. فقد تعرض الرئيس التركي لضغوط هائلة على مستوى السياسة الداخلية في أوائل الصيف؛ بسبب الأزمة الاقتصادية في بلاده وخسارة الانتخابات المحلية في إسطنبول وعدد من المدن الرئيسية، إنه بحاجة ماسة إلى النجاح لتهدئة ناخبيه القوميين.

ولا يزال العالم ينتظر رد فعل واشنطن، فقد هدد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي؛ في حالة قيام أنقرة بمهاجمة وحدات حماية الشعب، كما هدد زعماء أمريكيون آخرون، مثل السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، أنقرة، بالعقوبات في حال دخولها سوريا. لكن من المشكوك فيه ما إذا كان أردوغان سيتأثر بذلك، حسب رأي دير شبيجل.

أخبار ذات صلة:

أردوغان يمد يد العون لـ12 ألف داعشي بخطة غزو مرتقبة لشمال سوريا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa