إجازة من شيء

إجازة من شيء

سافرتُ وعائلتي خلال إجازة العيد من المدينة الساحلية التي نعيش بها إلى منطقة جبيلة جنوبي وطني الحبيب؛ رغم انقطاع التيار الكهربائي في الأخيرة إلا أن الجو كان مقبولًا جدًا، ولم نعاني ما نعانيه عندما ينقطع في المدينة التي أعيش بها. بعد العودة للمنزل تفاجأنا بأن جميع أجهزة التكييف لم تعُد تعمل كما في السابق.

أسبوع ليس فترة كافية لتسوء حالة جميع أجهزة التكييف بالمنزل، وليست- كذلك- فترة كفيلة بتغيير جذري في مناخ المدينة! فماذا حصل بالضبط؟!

المنطق يقول: إننا كنّا متقبلين حرارة الجو، ولا نلحظ ارتفاعها بسبب التأقلم، وبسبب غياب ما نقوم بمقارنته بها. وبعد أن أصبحنا في منطقة أكثر برودة- ولو لأسبوع فقط- فإننا بدأنا بالمقارنة. الموضوع ليس له علاقة بالقناعة والرضا، ولا التذمر والنظرة السوداوية، كل ما في الموضوع؛ أن التباين أصبح واضحًا، والمقارنة أصبحت منطقية.

الكثير من عاداتنا وأشيائنا تشبه تلك الأجهزة، ونحتاج بعض الإجازات منها لمعرفة حاجتها للصيانة، أو فهم كيف تبدو لغيرنا إذا ما قورِنَت بغيرها.

الأعجب من كون جميع أجهزة التكييف بالمنزل ساءت جميعها في أسبوع واحد؛ أن يومًا واحدًا كان كافيًا للإحساس بتحسنها دون أي أعمال صيانة!

عليك تأمل كل ما ترتاح له؛ لأنك تعودتَ عليه فقط. ولتتذكر دائما أن منطقة الراحة هي أخطر المناطق، ففيها لا نتعلم شيئًا، ولا ندخر شيئًا، ولا ننجز شيئًا.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa