«نووي إيران».. ضغوط أمريكية ومكاسب أوروبية مؤجلة.. وطهران في مأزق

مفاوضات فيينا تزداد تعقيدًا..
«نووي إيران».. ضغوط أمريكية ومكاسب أوروبية مؤجلة.. وطهران في مأزق

تثبت المحادثات مع طهران بشأن الاتفاق النووي مدى صعوبتها يومًا بعد آخر، والتعقيدات المرتبطة بها، وخاصة أن كل طرف في المفاوضات يحسب المكاسب والخسائر بميزان حساس، حسب تحقيق مشترك من موقع «يورو أرشيف»، الإليكتروني الإخباري الألماني وصحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية.

 «الوقت ينفذ»، بتلك العبارة يحاول وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الضغط على الغرب على أمل التوصل إلى حل سريع في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، ويؤيد الاتفاق مع الغرب، لكنه يحتاج إلى مكاسب سريعة؛ لأن المتشددين في طهران يطالبون بقطع المفاوضات، وقريبا هناك انتخابات رئاسة جديدة.

لكن الخلافات السياسية الداخلية، في الجانب الإيراني ليست سوى واحدة من المشاكل المحيطة بالمحادثات، والتي بعد المشاورات الأولية الآن يجب أن تستمر على مستوى الخبراء؛ حيث تتعارض العديد من المصالح المختلفة والمتضاربة في كثير من الأحيان.

وكشف التقرير أنه، بالنسبة لمن هم في السلطة في طهران، فإنهم يستهدفون من مباحثات فيينا في المقام الأول إلغاء الولايات المتحدة للعقوبات بعد ثلاث سنوات من الانسحاب من الاتفاق النووي؛ إذ تخنق الإجراءات العقابية اقتصاد البلاد، ويتزايد الاستياء السكاني، وفي مقابل تخفيض العقوبات، تعد إيران بالامتثال لقواعد الاتفاقية التي من المفترض أن تمنع صنع قنبلة ذرية.

وبعد أن هاجمت إسرائيل المنشأة النووية في نطنز بقنبلة يتم التحكم فيها عن بعد نهاية الأسبوع الماضي، زادت طهران تخصيب اليورانيوم إلى 60%،  قبل ذلك، كان المستوى 20٪ ، فيما تسمح المعاهدة النووية بأقل من 4٪،  ويخشى منتقدو إيران من أن تكون الأخيرة قد وصلت  إلى نسبة 90% من تخصيب اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.

 كما يواجه المفاوضون الإيرانيون مشكلة أن القوى المتشددة في بلادهم ترفض المفاوضات، ودعت وكالة أنباء تسنيم المقربة من الحرس الثوري إلى وقف المحادثات في فيينا، أما في العراق، هاجم مسلحون موالون لإيران قاعدة تستخدمها القوات الأمريكية.

 في النهاية، العامل الحاسم للموقف الإيراني في مفاوضات فيينا هو علي خامنئي، (81 عامًا)، أقوى رجل في إيران وكبير المتشددين، في الوقت الحالي، يسمح لوفده في فيينا بالقيام بعمله ومع ذلك هو وحده يعرف ما إذا كان الأمر سيبقى على هذا النحو أم لا.

من جانبه، يعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الخروج من المعاهدة النووية في عهد سلفه دونالد ترامب خطأ فادحًا جعل القنبلة النووية الإيرانية أكثر ترجيحًا بدلاً من منعها.

وتتقدم حكومة بايدن بحذر في محادثات فيينا لأن هناك ارتيابًا كبيرًا تجاه طهران؛ حيث انتقد وزير الخارجية أنطوني بلينكن حقيقة أن الزيادة المتجددة في تخصيب اليورانيوم تثير التساؤل عما إذا كان الإيرانيون جادون في المفاوضات على الإطلاق، ويريد بايدن أيضًا تجنب تقديم تنازلات لطهران تجنبًا لأي انتقادات داخلية في واشنطن بمحاباة الملالي.

وتسعى واشنطن في المقام الأول إلى أهداف بعيدة المدى تتجاوز إحياء المعاهدة النووية، كما تريد حكومة بايدن إشراك إيران في عملية تفاوض ينبغي أن تتيح أيضًا إجراء محادثات حول مواضيع أخرى مثل برنامج إيران الصاروخي في المستقبل.

وتريد أوروبا الاستفادة من المرحلة التى تلي رفع العقوبات وأنها قد تفتح أسواقًا جديدة لذلك، يعمل الأوروبيون في فيينا كوسطاء بين طهران والولايات المتحدة، يأتي هذا بينما تنظر إسرائيل للمفاوضات برمتها بارتياب، ولا يهمها إلا سحق القدرات النووية الإيرانية.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa