كشفت تسريبات لها علاقة بتحقيقات الاستخبارات الألمانية مع خلية حزب الله التي تم إلقاء القبض عليها في وقت سابق، عن تفاصيل مثيرة حول حصيلة المضبوطات خاصة فيما يتعلق بـ«نيترات الأمونيوم» المتفجرة.
وسلطت المادة المتفجرة التي عثر عليها في مخازن تصنيع أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني، الضوء على النشاط الإرهابي له؛ ما يؤكد صحة الخطوة التي اتخذتها برلين في حظر نشاطات الحزب بحسب النائب عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي الحاكم ماريان فاندت.
وقالت فاندت لـ«العربية» إن عثور المخابرات الألمانية على مخزن يضم المادة تابع لحزب الله، يؤكد نشاطات الحزب الإرهابية والإجرامية في ألمانيا.
وكانت صحيفة «دي تزايت» الألمانية نقلت عن تقرير للداخلية الألمانية أن العثور على المخزن كان سبب حظر وزير الداخلية هورست زيهوفر للحزب في البلاد نهاية الشهر الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن تقرير الداخلية يقول إن العثور على المخزن الذي يحوي مواد يمكن استخدامها لجمع قنابل، يشكل تهديدًا للأمن القومي الوطني في ألمانيا.
وبحسب النائب الناشط ضد حزب الله في البوندتساج (البرلمان الألماني)، فإن المخابرات لا تمتلك أدلة ملموسة على أن حزب الله كان يعد لعمل إرهابي داخل ألمانيا، لكنه أوضح أن «حزب الله يستخدم ألمانيا مكانًا آمنًا للعمل في جمع الأموال والتهريب وتجنيد أشخاص لإرسالهم إلى الحروب في سوريا مثلًا».
وأشار إلى أن مناصريه «يجمعون الأموال ويهربون المخدرات ويجمعون الأسلحة غير الشرعية»، مضيفًا: «هذا ما نراه هنا، ولهذا تقدمنا بطلب حظره والبحث عن تركيبته والبدء في تحقيقات لوقف تمويل حزب الله في لبنان».
فيما أوضح فاندت أن مواد القنابل التي عثر عليها قد يكون حزب الله بحاجة إليها لعملياته الإجرامية: «بالأسلحة التي جمعوها يمكنهم تنظيم جرائمهم وتهريب مخدرات، كما يمكنهم تنظيم أموالهم وجمعها من أصحاب الأعمال الذين يملكون محلات أو مطاعم، وهم يحتاجون في كل هذا إلى أسلحة غير شرعية».
حزب الله وتبييض الأموال
وينشط حزب الله في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية المجاورة عبر شبكات لتبييض الأموال وتهريب المخدرات.
وقال خبراء بتبييض الأموال لـ«العربية» إن ألمانيا بحاجة إلى تعاون أوروبي أكبر لكي تنجح فعليًّا في ملاحقة شبكات حزب الله.
وحتى الآن، فإن بريطانيا وألمانيا وحدهما في أوروبا صنفتا حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي، إرهابيًّا، رغم أن ألمانيا تقول إن هذا التصنيف لن يؤثر على العلاقة مع لبنان.
كما يرى النائب فاندت أن «حزب الله يمول نشاطاته عبر جرائم في أنحاء العالم»، قائلًا: «يجب أن نواجه الجرائم المنظمة هذه وإذا نجحنا بذلك يمكننا أن نجفف منابع حزب الله المالية»، مشيرًا إلى أن ألمانيا تحاول إقناع الأوروبيين الآن باتخاذ خطوة مشابهة؛ ما يسهل على ألمانيا تتبع شبكات حزب الله.
وأضاف: «نحن منخرطون مع شركائنا الأوروبيين لحثهم على حظر حزب الله بالكامل على المستوى الأوروبي. وهذا ليس سهلًا؛ لأن هناك بعض الدول مثل فرنسا لديها علاقات قوية مع حزب الله في لبنان، ولكن نعمل على الأمر.. معظم الدول الأوروبية حظرت الجناح العسكري لحزب الله، لكن الآن نعمل على أن يحظروا الحزب بالكامل».
وأعرب فاندت عن أمله أن يتوصل الاتحاد إلى قرار مشابه لقرار ألمانيا قريبًا، قائلًا: «قبل سنتين كان من الصعب حظر حزب الله بالكامل في ألمانيا، لكننا فعلناه اليوم. وربما خلال عام أو عامين تظهر أدلة أقوى تُمكِّن أوروبا من حظر حزب الله بالكامل، نتيجة نقاشاتنا».
يُذكَر أن ألمانيا حظرت في 30 من أبريل الماضي أي نشاط لحزب الله في البلاد، كما نفذت الشرطة في حينه مداهمات لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الميليشيات اللبنانية.
اقرأ أيضًا:
