بعد سوريا وليبيا وأذربيجان.. مغامرات أردوغان تتجه إلى شمال قبرص

يبحث عن ساحة جديدة لتحقيق طموحاته
بعد سوريا وليبيا وأذربيجان.. مغامرات أردوغان تتجه إلى شمال قبرص

يبدو أنَّ مغامرات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخارجية لا تنتهي؛ حيث يبحث أردوغان عن ساحة جديدة لأطماعه وتحقيق طموحاته الإقليمية وبسط نفوذه بالخارج، هربًا من الأزمات التي تعصف في بلاده بالداخل، ووجه أنظاره هذه المرة إلى شمال قبرص، التي تستعد لخوض انتخابات رئاسية حاسمة.

تخوض شمال قبرص، اليوم الأحد، جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، يتنافس فيها الزعيم المنتهية ولايته، مصطفى أكينجي، الأوفر حظًا للفوز بولاية جديدة في جمهورية شمال قبرص المعلنة من جانب واحد، وإرسين تتار، المدعوم من أنقرة.

ففي الجولة الأولى، حلَّ مصطفى أكينجي في المرتبة الثانية بنسبة 30% من الأصوات، بعد تتار الذي حصل على نسبة أكثر من 32% من الأصوات، وهو يميل صوب علاقات أكثر قربًا مع أنقرة ويدعو إلى حل الدولتين في قبرص.

منطقة ساخنة جديدة

وقالت مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية، إنَّ قبرص قد تصبح النقطة الساخنة التالية لسياسة الرئيس التركي للتصعيد في شرق البحر المتوسط، مع تدخل أردوغان لصالح مرشحه المفضل، وأضافت: «رغم أنَّ تركيا لديها نمط تاريخي بالميل صوب المرشحين المؤيدين لأنقرة، إلا أنَّ تدخل أردوغان سجل مستويات غير مسبوقة هذه المرة».

وتحدثت المؤسسة، في مقال (ترجمته عاجل) عن تحرك أردوغان لدعم مرشحه المفضل، مشيرة إلى أنَّ الحكومة التركية رتبت لقاءات بين مسؤولين أتراك وثلاث أحزاب قبرصية تركية، في محاولة لإقناعهم بدعم تتار كمرشح مشترك أمام أكينجي.

وفي التاسع والعشرين من أغسطس، توجه تتار إلى أنقرة للقاء نائب الرئيس، فؤاد اوقطاي، أعلن بعده الطرفان حزمة مساعدات مالية إلى شمال قبرص، والمعروف باسم (والجمهورية التركية لشمال قبرص)، وتحظى باعتراف أنقرة فقط.

بعدها، التقى تتار مع أردوغان، قبل انطلاق جولة الانتخابات الأولى بأربعة أيام، لتدشين خط أنابيب مياه بين قبرص وتركيا، منتهكًا الحظر المفروض من قبل لجنة الانتخابات بمنع أي احتفالات رسمية.

تهديد المرشح المنافس

وشمل التدخل التركي الصارخ تهديدات موجهة ضد أكينجي، حيث أعلن الأخير تلقيه تهديدات من مسؤولين أتراك لمنع ترشيحه. كما زعم أنَّ نوابًا من الائتلاف الإسلامي القومي، الحاكم في تركيا، شنوا حملة ضده في قبرص، وأنَّ السفارة التركية في نيقوسيا كانت تعمل «كمقر انتخابي» لخصومه.

لم تنكر أنقرة الاتهامات فحسب، بل ذهبت السفارة التركية إلى حد التهديد باتخاذ إجراءات قانونية ضد مزاعم التدخل في الانتخابات، مما دفع رئيس نقابة الصحفيين القبارصة للتحذير من أن بيان السفارة يمثل «تهديدًا لحرية الإعلام فى الشمال».

وقالت المؤسسة الأمريكية، إنَّ تدخل حكومة أردوغان في الانتخابات نجح في ثني الناخبين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، مما أدَّى إلى نسبة مشاركة هي الأقل في تاريخ المنطقة بلغت 55%.
وذكرت: «إذا نجح أردوغان في الضغط على القبارصة الأتراك للتصويت لمرشحه المفضل، فمن المحتمل أن تصبح قبرص النقطة الساخنة التالية لأعمال أردوغان العسكرية والدبلوماسية المثيرة في شرق البحر المتوسط».

انقسام ومفاوضات جامدة

وقبرص منقسمة منذ العام 1947، حينما حاصر الجيش التركي الجزء الشمالي من الجزيرة ردًا على محاولة انقلاب نظمها الجيش في اليونان بهدف إعادة توحيد قبرص مع أثينا. وتحافظ أنقرة على قوة قوامها 40 ألف جندي في شمال قبرص.

ورغم جمود المفاوضات بين جمهورية قبرص، المعترف بها دوليًا، والجمهورية التركية لشمال قبرص لعقود طويلة، إلا أن فوز مصطفى أكينجي في 2015 جدد الآمال في التوصل إلى تسوية تفاوضية.
ومع ذلك، تحت قيادة الرئيس أكينجي، فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي سعت إلى إعادة توحيد الجزيرة كاتحاد ثنائي المنطقتين في 2017.

اقرأ أيضًا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa