بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.. لماذا اجتاحت حمى الشراء دول العالم؟

تتصدَّرها الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا
بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا.. لماذا اجتاحت حمى الشراء دول العالم؟

مع تصاعد أزمة تفشي فيروس كورونا في معظم دول العالم,انتاب بعض الناس ما تسمى حمى الشراء,وهي سلوك مدفوع بالخوف من نفاد المنتجات من الأسواق,يدفع المستهلكين إلى تخزين أكبر قدر منها من أجل تأمين احتياجاتهم الغذائية لأسابيع وربما لشهور.

وفي العادة,لا ينظر الذين يصابون بحمى الشراء إلى عواقب هذا الأمر المتمثلة في رفع الأسعار ونقص السلع التي قد يحتاجها آخرون بشدة,مثل الكمامات التي يحتاجها عمال الرعاية الصحية,والمعقمات والسلع الأساسية.

ومنذ الأسبوع الأول من مارس الجاري,يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع لأشخاص انتابتهم حمى الشراء وقرروا تخزين عدد كبير من السلع بأسلوب هستيري,خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بسبب تفشي فيروس كورونا.

بعد إعلان الطوارئ الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية,انتاب الأمريكيين حمى الشراء,فاصطفوا أمام المتاجر,خاصةً في مدينة سياتل التي تعد بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة.

أمريكية تبكي بسبب حمى الشراء التي أدت لنفاذ حفاضات الأطفال

في مقطع مصور منشور في 16 مارس الجاري يوضح آثار حمى الشراء التي انتابت الأمريكيين؛ قالت أم شابة تدعى لورين,وهي تبكي في أحد المتاجر: «أيها المجانين الذين اشتريتم كل حفاضات الأطفال,كيف سأتمكن من شراء حفاضات لطفلي إذا لم يكن لدي القدرة على شراء 20 علبة في آن واحد مثلكم؟».

ونشرت لورين الفيديو الذي حاز 5 ملايين مشاهدة على تطبيق «تيك توك»,وفي اليوم التالي وثقت محاولتها الثانية للحصول على حفاضات لطفلها قائلةً: «وجدت بالفعل آخر عبوتين في المتجر»,وتفاعل معها العديد من رواد التطبيق الشهير,وفقًا لبرنامج «جعفر توك» المذاع على التليفزيون الألماني.

وفي ألمانيا,حاول شخص انتابته حمى الشراء عقب انتشار فيروس كورونا,الحصول على 50 عبوة طحين من سوبر ماركت,لكن الموظفين أوضحوا له أن بإمكانه الحصول على 20 عبوة فقط,فيما يتحتم عليه إعادة الـ30 عبوة الباقية إلى مكانها,من أجل أن يستفيد منها باقي الزبائن,لكن الرجل رفض,غير أنه امتثل في النهاية,وفق ما أورده الموقع الإلكتروني للتلفزيون الألماني.

هولنديون تنتابهم حمى شراء الحشيش بسبب كورونا

وفي هولندا,كان الوضع طريفًا وغريبًا في آن واحد؛ إذ انتاب بعض الهولنديين حمى الشراء بالتزامن مع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وإغلاق المدارس والمطاعم؛ اصطف العشرات منهم أمام المقاهي لشراء الحشيش الهولندي لمدة تكفيهم لأيام قادمة.

وكذلك انتابت الفرنسيين حمى الشراء إذ حاولوا شراء دواء «الباراسيتامول» بكميات كبيرة بعدما نصح وزير الصحة الفرنسي «أوليفييه فيران» بتناول «الباراسيتامول» إذا ارتفعت درجة الحرارة التي تعد من الأعراض الرئيسية للإصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19».

هذا الأمر دعا السلطات في فرنسا إلى توجيه الصيدليات ببيع عبوة واحدة من دواء «الباراسيتامول» بدون وصفة طبية بحد أقصى لكل مريض لا تظهر عليه أعراض مثل الحمى والآلام,وعبوتان بحد أقصى لكل مريض تظهر عليه الأعراض.

وبسبب حمى الشراء التي انتابت البريطانيين بسبب تفشي فيروس كورونا؛ أعلنت سلسلتا صيدليات «بوتس» و«لويدز» البريطانيتان أنهما ستقننان مبيعات معقمات اليدين,ببيع زجاجتين فقط لكل مستهلك,وفق هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

ونتيجة لإصابة الأستراليين بحمى الشراء مع تفشي فيروس كورونا؛ فرضت أكبر سلسلة سوبر ماركت في أستراليا سقفًا لمبيعات ورق المرحاض,بعدما تم استدعاء الشرطة إلى أحد المتاجر في سيدني؛ حيث نشب خلاف على هذه السلعة التي أصبحت نادرة هناك.

متخصصون يفسِّرون الإصابة بحمى الشراء بالتزامن مع تفشي كورونا

وأرجع متخصصون بعلم النفس,أسباب رغبة الناس في شراء كميات ضخمة من احتياجاتها فيما تسمى حمى الشراء إلى التغطية الإعلامية الكبيرة المتعلقة بفيروس كورونا,والحاجة إلى الشعور بالسيطرة

فيما أجمع «أندي ياب» المتخصص بعلم النفس و«شارلين تشن» المتخصصة بالتسويق والأعمال في سنغافورا على كون الشراء الجنوني لسلع غير طبية,مثل ورق المرحاض «يعطي الناس شعورًا بالسيطرة,بمعنى أنهم سيحصلون على ما يحتاجون عندما يريدون»,وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية,تجاوز إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا في معظم دول العالم 284 ألف حالة مؤكدة,ووصلت حالات الوفيات إلى 11 ألفًا و893 حالة وفاة,فيما تعافى 93 ألفًا و566 شخصًا.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa