وفاة «الفتاة الزرقاء» يُفجِّر غضبًا في طهران.. ومطالب بتجميد الكرة الإيرانية

أحرقت جسدها بسبب منعها من دخول الاستاد
وفاة «الفتاة الزرقاء» يُفجِّر غضبًا في طهران.. ومطالب بتجميد الكرة الإيرانية

انتشرت موجة من السخط في إيران، بعد الإعلان عن وفاة سحر خداياري، التي عُرفت باسم «الفتاة الزرقاء»، من جرَّاء الحروق الشديدة التي تعرضت لها عقب إشعال النار في نفسها خارج مقر محكمة الثورة في طهران، بعدما علمت أنها قد تضطر إلى قضاء عقوبة بالسجن لمدة ستة أشهر لمحاولتها دخول ملعب لكرة القدم.

وقال «راديو فرنسا الدولي»، في تقريرٍ له: «بالنسبة إلى الإيرانيين، يبدو أن نقطة اللا عودة أتت؛ فقد أدى الإعلان عن وفاة الفتاة الزرقاء، في إشارةٍ إلى نادي الاستقلال الذي دعمته، إلى موجة من الدعم والغضب على الشبكات الاجتماعية».

وأضاف: «سحر خداياري ذات التاسعة والعشرين، تخفت في 12 مارس 2019 في زي رجل، محاوِلةً دخول استاد آزادي في طهران لمشاهدة المباراة التي جمعت بين الاستقلال والعين الإماراتي؛ حيث تمنع إيران منذ عام 1979 دخول النساء إلى الملاعب».

ورغم ضغوط الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ يونيو الماضي على طهران لمنح الإيرانيات حق دخول الملاعب؛ تم اعتقال «سحر» وظلت في السجن عدة أيام حتى خرجت بكفالة، إلى أن حُكم عليها بالسجن لمدة ستة أشهر بتهمة «الظهور أمام الجمهور دون حجاب».

وأثارت الحادثة غضب الإيرانيين؛ حيث غرد أحدهم على «تويتر»: «أتمنى من الفيفا أن يجمد كرة القدم الإيرانية! أتمنى ألا يذهب أحد إلى الملاعب.. أتمنى أن يصل صوت الفتاة الزرقاء إلى آذان الفيفا».

فيما كتب مستخدم آخر: «لم تُرِدْ إلا مشاهدة كرة القدم ودعم فريقها المفضل (...) على الفيفا أن يعاقب كرة القدم الإيرانية. يجب أن يتوقف اللاعبون عن اللعب! على الأقل على الفيفا أن يفعل شيئًا».

من جانبه، تحدَّث الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أيضًا عن هذه المأساة، وخاطب عائلة سحر والسلطات الإيرانية بالقول: «نكرر دعواتنا إلى ضمان حرية وأمن جميع المشارِكات في هذه المعركة المشروعة، ووضع حد لحظر دخول الملاعب».

وأكد «راديو فرنسا» أن وفاة هذه الشابة بالنسبة إلى الكثيرين أصبح رمزًا للقتال في إيران، وهي واحدة من آخر الدول في العالم التي تحظر على النساء الوصول إلى الملاعب.

ونشر المخرج الإيراني جعفر بناهي مقتطفًا من فيلمه «Hors-Jeu» أو خارج اللعبة، الذي صدر عام 2006، ويتناول هؤلاء الفتيات اللائي يدخلن الملاعب متنكرات في زي الأولاد وقال: «عندما انتهيت من Hors-Jeu ، سألني صديق عما إذا لم أكن خائفًا من الغد. عندما تتمكن الفتيات من دخول الملاعب، سيكون فيلمي بلا أهمية، واليوم مر 13 عامًا منذ ذلك الحين، وبنات إيران هن الوحيدات في العالم اللائي لم يزلن خارج اللعبة».

وعلى موقع «إنستجرام»، نشر اللاعب السابق علي كريمي رسمًا توضيحيًّا عن «الفتاة الزرقاء» يصور كرة قدم في جسم فتاة بدلًا من القلب، ودعا إلى مقاطعة الملاعب الإيرانية.

وكتب جواد كاظيميان لاعب المنتخب الإيراني ونادي برسبوليس السابق: «عزيزتي، أشعر بالخزي من اللعب في الاستاد وأنت قد أُحرقت خلف أبواب مغلقة.. ربما ستفتح هذه الأبواب في يوم من الأيام، وسيتمكن الرجال والنساء من الغناء معًا لكرة القدم، لكن مقعدك سيكون فارغًا إلى الأبد.. سامحينا لعدم تمكننا من تحقيق رغباتك».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa