حظر مصارعة الثيران يقسم مدينتين كولومبيتين

السلطات تسعى إلى تقييدها أو منعها نهائيًّا
حظر مصارعة الثيران يقسم مدينتين كولومبيتين

يبدأ العقد الجديد بإحياء قضية مثيرة للجدل أدت إلى تقسيم مدينتين كولومبيتين في السنوات الأخيرة، وهي حظر مصارعة الثيران؛ حيث كانت هناك عدة محاولات لتنظيمها أو حظرها نهائيًّا.

ويدور النقاش في الوقت الحالي حول المدينتين الأكثر أهميةً في كولومبيا: مدينة ميديلين والعاصمة بوجوتا، التي فاز برئاسة بلديتهم مؤخرًا معارضون لمصارعة الثيران.

لكن النقاش معقد، ومحاولات تقييد مصارعة الثيران في كولومبيا تصادفت مع القرارات القضائية للمحكمة الدستورية العليا في البلاد التي أحيت في عام 2018 حلبات مصارعة الثيران «فيستا برافا»  في الأماكن التي كانت لها «جذور ثقافية».

وألغى قرار المحكمة هذا القرار السابق الصادر عن المحكمة نفسها لعام 2017، الذي أمر الكونجرس بوضع تشريعات للحد من ممارسة مصارعة الثيران في غضون فترة أقصاها عامان.

ويستند داعمو مصارعة الثيران إلى الدستور الكولومبي الذي يدرجها ضمن عادات تعود إلى «الجذور الثقافية» و«التراث الثقافي». وبالرغم من احترام حقوق الحيوان في كولومبيا، فإن الأماكن التي يوجد فيها تقليد مصارعة الثيران، لا تعتبرها سوء معاملة.

وقامت كلوديا لوبيز -التي فازت بمنصب عمدة بوجوتا في الانتخابات الأخيرة- بتجميع عدد كبير من الجماعات التي تدافع عن حقوق الحيوان في العاصمة الكولومبية.

وكان أحد تصريحات كلوديا الأولى بمجرد توليها المنصب، هو التأكيد بشكل قاطع، أنه «لن يكون هناك أموال عامة لمصارعة الثيران في بوجوتا».

لكن مشكلة مصارعة الثيران في العاصمة أكثر تعقيدًا؛ نظرًا إلى أن حلبات المصارعة التي توجد في «بلازا لا سانتاماريا»، تعد جزءًا من التقاليد المعترف بها في المدينة، وهي واحدة من المدن القليلة في العالم التي لا تزال تمارس فيها مصارعة الثيران.

وتكمن المشكلة في طبيعة مكان مثل «لا سانتاماريا» بالتحديد؛ حيث تصنف من الحلبات التي تمثل التراث المعماري لمنطقة العاصمة، بالإضافة إلى أنها منفعة عامة.

وأعلنت كلوديا في 30 يناير أن حلبة مصارعة الثيران ستدخل ضمن استراتيجية ستنفذ هذا العام لتنظيم الممارسة في المدينة ولكن دون حظرها تمامًا.

ومن بين الاستراتيجيات التي يجب تنفيذها، حظر بيع المشروبات الكحولية داخل الساحة وتقييد دخول الأطفال دون سن 7 سنوات.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم هيئة الحيوان في مجلس المدينة، بقيادة حزب الخضر، مشروعًا يسعى إلى «الحظر التدريجي» لممارسة الأنشطة الوحشية ضد الحيوانات.

وأوضح أندريا باديلا مستشار تحالف الخضر والمؤلف الرئيسي للمشروع؛ أن أحد هذه التدابير سيكون إجبار منظمي مصارعة الثيران على تخصيص 40% من المساحة الإعلانية لفعالياتهم للإبلاغ عن معاناة الحيوانات المستخدمة فيها.

كما شملت الاستراتيجيات، تقليص أيام إقامة مصارعة الثيران من سبعة أيام مسموح بها حاليًّا إلى أربعة فقط، وإجبار منظمي المهرجان على تحمل جميع النفقات، بما في ذلك نفقات الشرطة، وزيادة الضرائب على رجال الأعمال المشاركين فيها.

وفي السنوات العشر الماضية ، كانت مصارعة الثيران في بوجوتا في بؤرة النزاعات بين جمعيات حقوق الحيوان، ومجموعات مؤيدة لمصارعة الثيران التي أدت إلى أعمال عنف، مثل أعمال الشغب التي وقعت خارج بلازا لا سانتاماريا في يناير 2017.

ممارسة تنتهي من العالم

مصارعة الثيران هي من الأنشطة التي يتفق فيها العالم على أنه ينبغي ألا تستمر بعد الآن، بفضل التشريعات المتنامية بشأن حقوق الحيوانات التي يتم التوسع فيها بجميع القارات، وتستند إلى الإعلان العالمي لحقوق الحيوان الموقع في باريس في عام 1978.

ولا يوجد حاليًّا سوى ثماني دول في العالم لا تزال مصارعة الثيران محمية فيها قانونيًّا ودستوريًّا؛ هي: إسبانيا، والبرتغال، وفرنسا، والمكسيك، وبيرو، وفنزويلا، وكولومبيا، والإكوادور.

وتوضح الأرقام الحالية اتجاهات الحد من تلك الممارسات؛ ففي عاصمة الإكوادور «كيتو»، على سبيل المثال، تم فرض حظر في العام الماضي على أداء العروض التي تسيء معاملة الحيوانات، مثل مصارعة الثيران، وأصبحت حلبة المصارعة مركزًا للمناسبات الثقافية فقط.

ثم في عام 2019، قبلت المحكمة الدستورية في بيرو، دعوى قضائية لحظر هذه العروض التي لا تزال مستمرة.

وفي كولومبيا، فشلت المبادرات الأخيرة التي سعت إلى حظر مصارعة الثيران في الكونجرس، إلا أن إمكانية نجاحها كبيرة في ظل الإصرار الذي يُظهره رئيسا بلديتي بوجوتا وميديلين بشأن هذه المسألة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa