بالصور.. أمطار القصيم ترسم بهجة الحياة على ثغر وادي الرمة

أطول وأغرب أودية شبه الجزيرة يرتوي..
بالصور.. أمطار القصيم ترسم بهجة الحياة على ثغر وادي الرمة

أعادت سيول منطقة القصيم، لوادي الرمَّة نضارته، لتعيد للحاضر ذكرى أحاديث مؤرخين كتبوا وتحدثوا عنه، بوصفه أكبر الأودية الشهيرة في الجزيرة العربية على مر التاريخ.

فهو الوادي الذي يمتد من الشمال الشرقي للمملكة حتى حدودها مع جمهورية العراق، ناهيك عن عديد القصص التي وردت في كتب وأحاديث القاصين والمؤرخين، استناداً لأهمية موقعه الذي يقطع وسط الجزيرة العربية عرضاً.

ووصل جريان وادي الرمة حتى منطقة القصيم خلال اليومين الماضيين، فكان أهالي المنطقة جاهزين لاستقبال ضيف كبير طال غيابه وانتظاره والشوق إليه، بسبب ندرة الأمطار في مواسم سابقة، فجاء الاستقبال حميمياً يعكس مدى الشوق لضيف ما فاض ماؤه منذ 10 سنون مضت، أي في عام 1429هـ.

ويعد وادي الرُّمة ظاهرة طبيعية، تصنّف ضمن أهم الظواهر الطبيعية في المملكة، عطفاً على اتساع عرضه وطول امتداده، وتربعه على مساحة شاسعة يعبر خلالها من غرب المملكة وحتى شرقها، ما جعله أطول أودية شبه الجزيرة العربية.

ويبلغ طوله تقريبًا 1000 كلم، حيث يبدأ من مشارف المدينة المنورة من السفوح الشرقية لجبال منطقتها، وسفوح الحرات المجاورة، ويتجه نحو الشرق حيث يمتد إلى الكويت مروراً بمنطقة القصيم، حيث يكون فيها معظم جريانه، ما جعله يحمل في ذلك الجزء المار بالمنطقة اسم وادي القصيم، الذي يصب فيه أكثر من 600 رافد، ويعد متنزهاً عاماً لأهالي القصيم.

وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق، أن وادي الرمة الأطول عمراً ومسافة على مستوى العالم، وأغرب وادٍ، لأنه يقطع صحراء جافة دون تغذية دائمة، لأن تغذيته الوحيدة تأتي عبر الأمطار الشحيحة والنادرة.

وأشار الزعاق إلى الأودية الأربعة الرئيسة الرافدة لوادي الرمة، المتمثلة في (وادي النساء، والجرير، والمحلاني، والداث)، مبيناً أنها الأودية المسؤولة عن دعمه من الخلف، ليواصل المسير حتى نفود الثويرات، بواقع 50 كليو متراً يقطعها يومياً.

وبحسب الزعاق، فإن الوادي من أهم الظواهر الجيومورفولوجية بهضبة نجد، وأكبر وأطول أودية الجزيرة العربية، في حين يقوم بتصريف سيول هضبة نجد المتبلورة الواقعة فوق الدرع العربي عبر شبكة كثيفة ومعقدة من الروافد والشعاب.

وأشار عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إلى حوض وادي الرمة الذي يقع معظمه في منطقة القصيم، فيما تتخذ أطرافه من جنوب منطقة حائل ومن شرق منطقة المدينة المنورة وشمال غرب منطقة الرياض موقعاً لها.

وبين أن حوض الوادي يمتد غرباً من حرات بركانية سود ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 1300م كحرة خيبر شرق منطقة المدينة المنورة، في حين يبدأ الوادي طولاً من حرة اثنين إلى الشرق من المدينة المنورة، ويمتد إلى الشمال الشرقي من المملكة ليعدل مساره شرقاً ويأخذ الاتجاه الجنوبي الشرقي، فالشمال الشرقي حتى يصل إلى حدود نفود الثويرات، ويواصل المضي في اتخاذ طريقه في الاتجاه نفسه، حتى يصل إلى صحراء الدهناء التي تختفي تحت رمالها المتحركة بعض أجزاء الوادي التي تعاود الظهور حال جريان المياه ليأخذ الوادي منها تسمية «الباطن» التي تعني الخفي وغير الواضح.

وصنف متخصصون سريان وادي الرمة هذا العام بالقوي، لتزامنه مع الحالة المطرية التي شهدتها كل من مناطق المدينة المنورة والقصيم وحائل، وهي ثلاث مناطق من أربعة روافد رئيسة لجريان الوادي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa