عرقلة دخول 20 سفينة لموانئ إيران.. وبنك «خلق» التركي يعجز عن مساعدة طهران

«الخزانة الأمريكية»: أي معاملات البنك المركزي طرف فيها لم تعد سارية
عرقلة دخول 20 سفينة لموانئ إيران.. وبنك «خلق» التركي يعجز عن مساعدة طهران

كشفت وكالة «رويترز»، عن دور العقوبات التى تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على النظام الإيراني في عرقلة دخول أكثر من 20 سفينة محملة بنحو مليون طن من الحبوب؛ حيث لاتزال الحمولة عالقة خارج الموانئ الإيرانية بسبب مشكلة مدفوعات بحسب مصادر مقربة من الملف، فيما تفيد بيانات منفصلة من منصة «مارين ترافيك»، لمعلومات الشحن البحري أن عددًا مماثلًا من السفن ينتظر منذ أكثر من شهر.

وأشارت مصادر تجارية إلى أن بنك «خلق»، التركي، الذي يُعد أحد البنوك الرئيسة التي تعتمد عليها إيران في تجارة السلع الإنسانية، يعجز عن تسوية المعاملات بالسرعة الكافية بسبب تعقيدات العملية وإنه في بعض الحالات لم يتم معاملات مع موردين. وأحجم بنك خلق عن التعليق، فيما تحمل الموردون تكاليف إضافية، ضمن ما يُعرف بغرامات التأخير، تصل إلى 15 ألف دولار في اليوم بينما ينتظرون التفريغ.

وأوضحت مصادر تجارية أن شركات دولية، لاسيما «بَنجي وكوفكو إنترناشونال»، الصينية تعاني تأخر المدفوعات الإيرانية، وزيادة التكاليف الإضافية- تصل إلى 15 ألف دولار، يوميًا- بسبب عدم تسوية معاملات مع النظام الإيراني نتيجة العقوبات، التي أعادت واشنطن فرضها بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سينسحب من اتفاق 2015 العالمي بشأن برنامج إيران النووي.

وتستهدف الإجراءات الأمريكية نطاقًا واسعًا، يبدأ بمبيعات النفط، ولا ينتهي عند الشحن البحري والأنشطة المالية تثني عدة بنوك أجنبية عن العمل مع إيران، حتى في الصفقات ذات الطابع الإنساني مثل شحنات الغذاء، فيما العدد القليل الباقي من البنوك الذي مازال يعمل في تسوية المعاملات الإيرانية يواجه عقبات عديدة في ظل تجمد قنوات التمويل.

وبيَّن متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية أن «واشنطن استهدفت البنك المركزي الإيراني بموجب صلاحيات محاربة الإرهاب، وأن الاستثناءات العامة من العقوبات مثل تلك الخاصة بالمواد الإنسانية التي كانت مطبقة يومًا على معاملات يكون البنك المركزي طرفا فيها لم تعد سارية»، مشيرًا إلى أن «الوزارة تواصل تشجيع القطاع الخاص والأطراف الأجنبية على تقديم المساعدة الإنسانية، شريطة أن تكون المعاملات لمؤسسات مالية إيرانية أو كيانات لم تضعها واشنطن على القائمة السوداء».

وقالت 6 مصادر -غربية وإيرانية- إن الوضع يسهم في تعطل الشحنات لأكثر من شهر خارج أكبر ميناءين لتجارة السلع في إيران «بندر خميني، وبندر عباس»، وقالت المصادر إن «تلك السفن تحمل شحنات تشمل فول الصويا والذُرة معظمها من أمريكا الجنوبية، ويمكن رؤية ذلك على بيانات تتبع السفن»، وقال مصدر أوروبي «لا توجد قيود على الأعمال الإنسانية، لكن لا تستطيع تقاضي مقابلها.. قد تنتظر السداد لشهور».

ونبه مصدر إلى «تخوف في أوساط المتعاملين من القيام بمزيد من المبيعات إلى إيران قبل الانتهاء من متأخرات السفن المنتظرة»، فيما اعترف مسؤول موانئ إيراني كبير بـ«تأثير العقوبات الأمريكية على النظام المالي الإيراني، وزيادة عدد البنوك والمتعاملين الذين ينأون بأنفسهم عن العمل مع إيران»، فيما تفاقمت صعوبات إجراء المعاملات منذ العقوبات الأمريكية المنفصلة التى فرضتها واشنطن على البنك المركزي الإيراني، في سبتمبر الماضي، عقب هجمات إرهابية بأسلحة إيرانية على منشأتي نفط سعوديتين.

وقال المسؤول الإيراني: «بعض البنوك الصغيرة التي كنا نعمل معها أخطرونا أنهم لن يعملوا معنا بعد الآن...»، يأتي هذا فيما قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، إجمالي مخزونات الحبوب الإيرانية في 2019 بنحو 5.1 مليون طن، تنخفض إلى 4.8 مليون طن في 2020، مقارنة مع 9.9 مليون طن في 2016، ومما يزيد من المشكلات الإيرانية المتعلقة بهذا الملف، أن مصادر تجارية تشير إلى أن «الموانئ الإيرانية تعاني أيضا لاستيعاب حركة السفن بسبب نقص في الأرصفة المتاحة».

وقال مصدران إن «الصعوبات المتزايدة دفعت شركة، ايه.دي.إم، الزراعية الأمريكية لوقف التعامل مع إيران منذ أغسطس الماضي»، فيما كانت بَنجي الطينية ومنافستها الأمريكية مجموعة كارجيل وموردين آخرين أوقفوا عقد صفقات جديدة لتزويد إيران بالأغذية بسبب مشكلات في السداد، منذ فترة، وأوضحت المصادر التجارية أن مجموعة بَنجي الزراعية الأمريكية وكوفكو إنترناشونال الصينية من بين الشركات المتأثرة، فضلا عن موردين أتراك وإيرانيين صغار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa