طقوس مشاهدة مباريات كرة القدم لدى الشعوب العربية

طقوس مشاهدة مباريات كرة القدم لدى الشعوب العربية

تعد لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية والجماهيرية الأولى في الوطن العربي وذلك بفارق شاسع عن أي لعبة رياضية أخرى أو أي نشاط ترفيهي آخر، إذ تعد كرة القدم هي المتنفس الكبير لملايين من الشباب العربي من الخليج إلى المحيط سواء بالمشاهدة والتشجيع أو بممارسة اللعبة على صعيد الهواة والمحترفين على حد السواء، ونظراً لما تحظى به كرة القدم في الوطن العربي فإن كل بلد من بلدان المنطقة العربية لها طقوس خاصة في التشجيع بكرة القدم لكنها تتشابه كثيراً من حيث المضمون والحماس.

طقوس الجماهير العربية

وهناك حالة جماهيرية كبيرة حول تشجيع كرة القدم في الوطن العربي خاصة مع تواجد أندية كبيرة في المنطقة العربية وهناك مواجهات جماهيرية وحماسية للغاية تجمع بين كبار الأندية العربية تحت مسمى "الديربي" وهي المباراة الجماهيرية التي تجمع بين ناديين في منطقة واحدة تجمع بينهما منافسة شرسة على صعيد المباراة داخل الملعب، وكذلك بالنسبة للجماهير خارج الملعب، وبمجرد ظهور أحد لقاءات الديربي على لائحة أهم مباريات اليوم، عليك ان تدرك أن الجميع سيلتف حول الشاشات وفي المقاهي لمتابعة الأحداث المثيرة، بحماس كبير وانتماء لا ينتهي، ولتلك المباريات طقوس خاصة للغاية نظراً لحساسية تلك المباريات من الجانب الجماهيرية، والتي عادة ما تكون جماهير البلد أو المدينة منقسمين بشكل حاد بين تشجيع ناديين بعينهما، لكن يبقى حب الرياضة والكرة والانتماء هو القاسم المشترك بين مختلف أنواع الجماهير في كل بلد عربي أو غربي.

طقوس التشجيع داخل السعودية

تمتلك الجماهير السعودية طابع خاص في التشجيع فيها لديها مميزات داخل وخارج الملعب، فنجد جماهير الهلال تعد ما يعرف بالدخلات والتايفو التي تعبر عن هوية النادي وألوانه المميزة، كما تظهر الجماهير داخل الملعب مرتدين القميص الأزرق المميز للفريق الأبرز في العاصمة الرياض بالإضافة إلى منافسه التقليدي نادي النصر، والتي لا تقل جماهيريه حماسية عن منافسهم الهلال.

ولكن في ظل الظروف الأخيرة وابتعاد الجماهير عن الحضور داخل الملعب، حتى في ظل تواجد الجماهير داخل الملعب هناك فئة كبيرة وقطاع آخر من الجماهير يهتمون بتشجيع النادي من خارج الملعب، بداية من التجمع كأسرة واحدة أو أصدقاء داخل الملعب مرتدين القميص الخاص بناديه، وتجهيز الأعلام الخاصة بهم والتي تحمل شعارات النادي من أجل التشجيع سوياً ومواصلة الدعم للفريق.

ويحلو لجماهير الكرة في السعودية أن تلتقي في الاستراحات وغرف الضيوف في المنازل، التي عادة ما تكون مجهزة بشاشات ذكية كبيرة الحجم تسمح بمشاهدة ممتعة مع مختلف أنواع المسليات والمشروبات التي تعطيك أجواء الملعب ولكن من منزلك.

كما أنضم مؤخرا الجنس اللطيف الى قائمة المشجعين لمختلف الفرق السعودية، وأصبحنا نشاهد حضور لافت للأسر واحتفالات عقب المباريات من خلال السيارات وارتداء الاعلام وألوان الفريق، وهو ما اضفى المزيد من البهجة على تلك الرياضة الشعبية الأولى في المملكة.

تشجيع المنتخب الوطني

وهناك فئات من الجماهير تقوم بالتجمع داخل الساحات الشعبية والميادين الرئيسية من أجل المشاهدة والتشجيع من أكبر قطاع من الجماهير عبر شاشات كبيرة توفرها الجهات المسؤولة في الوطن، خاصة وإن كانت تلك المباراة للمنتخب الوطني في بطولة قارية مثل كأس الأمم أو كأس العالم، وهو ما يحدث حين يتأهل منتخب عربي إلى كأس العالم، فقد حدث ذلك حين لعب المنتخب الجزائري في بطولة كأس العالم 2014 وسط الأداء المميز من المنتخب في البطولة، وهو ما كان يحدث أيضاً مع منتخب مصر الوطني الذي يشارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية، وكذلك المشاركة في بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام 2018.

طقوس التشجيع في مصر

ففي مصر على سبيل المثال هناك الديربي العربي الأشهر على الإطلاق والذي يمتد تاريخه لأكثر من 100 عام وقتما تم تاسيس كلا الناديين، وهو ديريي الأهلي والزمالك، القطين الأكبر للكرة العربية وداخل القارة الإفريقية بشكل عام، فتلك المباراة تحظى بتشجيع جماهيري غير مسبوق ليس داخل القاهرة أو في مصر فقط، بل يمتد ذلك التشجيع حتى بلدان عربية كثيرة، فقد تم إقامة مباريات الأهلي والزمالك في بلدان عربية من أجل جماهيرتها وخاصة تلك التي أقيمت في الإمارات في إطار السوبر المصري في عدة مناسبات.

وكان حضور المباراة من داخل الاستاد أهم الطقوس الجماهيرية بالنسبة للمشجيعن في مصر، وكانت مباراة الأهلي والزمالك دائماً ما تشهد حضور ما يقرب من 100 ألف مشجع خاصة المباريات التي كانت تقام في استاد القاهرة،وكانت الجماهير تذهب في تجمعات بالقرب من الملعب من أجل الذهاب إلى مشاهدة المباراة سوياً.

وداخل المباراة تقوم كل رابطة جماهيرية بالتجمع في منطقة واحدة على جانبي الملعب، فعلى سبيل المثال نجد جماهير النادي الأهلي يتواجدون في الجانب الأيسر من الملعب في المدرجات التي تحمل اسم "الدرجة الثالثة يسار" يجمعهم حب الفانلة الحمراء، ومتابعة أخر اخبار النادي الأهلي وتشجيعه والزحف خلفه في كل مكان، فيما تتواجد جماهير نادي الزمالك في الجانب الأيمن من الملعب في المدرجات التي تحمل اسم " الدرجة الثالثة يمين" خاصة وأن تلك الجماهير تتواجد سوياً ويجمعهم شغف تشجيع ناديهم، ومتابعة أخبار الزمالك سواء من داخل الملعب أو من الخارج.

وعلى الرغم من أن قرار منع الجماهير أصبح مسيطر على الكرة المصرية، إلا أن المقاهي أصبحت بمثابة استادات لمشجعي كرة القدم، يجتمعون بها من أجل مشاهدة مباراة فريقهم المفضل مرتدين القمصان الخاصة بالأندية ومعهم الأعلام التي ترفف وقت الاحتفال، ويظهر ذلك بشدة مع الأندية الشعبية مثل، الأهلي، والزمالك، والإسماعيلي، والإتحاد، والمحلة، والمصري.

طقوس التشجيع في تونس

وبالنسبة للدربيات العربية فهناك عدة مباريات أخرى، مثل ديربي الوداد والرجاء في الدار البيضاء بالمغرب، والهلال والمريخ في العاصمة السودانية الخرطوم، والهلال والنصر في ديربي الرياض بالمملكة العربية السعودية، وكذلك ديربي جدة بين الأهلي والاتحاد، والديربي الأردني بين الوحدات والفيصلي، وديربي تونس بين الإفريقي والترجي والتي تعد من أهم مباريات اليوم حين تقام، إذ تبحث الجماهير عن موعد تلك المباراة بكل حماس وانتظار.

ويحضر جماهير الترجي والإفريقي تلك المباراة من داخل الملعب أياً كانت وذلك من أجل مؤازرة فريقهم، مرتدين القمصان المخصصة لفرقهم كنوع من الانتماء، إذ تستعد كل مجموعة جماهيرية باللافتات الخاصة بها والتي تحمل رسائل تشجيعية حماسية من أجل حث اللاعبين على تحقيق الفوز بأي طريقة في تلك المباراة.

وتشتهر الجماهير العربية التونسية على وجه الخصوص، بتنظيم الروابط احتفالات ودخلات خاصة مميزة تسمى "التافلون"، مع أغاني مخصصة للأندية تهز المدرجات وتشعل الحماس في أرجاء الملعب.

وتقوم الجماهير التونسية بمواصلة دعم فريقها خلال المباراة من خلال الغناء وترديد الهتافات الخاصة بهم، من أجل فرض السيطرة على الملعب، والاستمرار في الضجيج والضوضاء المحببة لمشجعي كرة القدم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa