الإرهابي محمد حجازي.. من هو «الرجل الثاني» في فيلق القدس؟

قادم من استخبارات الحرس.. ومتهم بقتل 85 شخصًا..
الإرهابي محمد حجازي.. من هو «الرجل الثاني» في فيلق القدس؟

نصّبت قوات الحرس الثوري الإيراني، محمد حسين زاده حجازي (64 عامًا) نائبًا لقائد فيلق القدس، وهو من المطلوبين في قضية إرهابية دولية، إثر تورطه في تفجير مركز «آميا»، في مدينة «بوينس آيرس»، الأرجنتينية، في 18 يوليو 1994، ما أسفر عن مقتل 85 شخصًا وإصابة المئات بجروح.

وحجازي من أهالي محافظة أصفهان، وسط إيران، وقد التحق بصفوف الحرس الثوري الإيراني عند انطلاق الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، وكان يتولى مهمة استقطاب مقاتلين متطوعين، وكان سابقًا قائدًا للباسيج، كما شغل منصب رئيس الأركان ومساعد تنسيق الحرس الثوري، ومساعدًا أمنيًّا واستخباراتيًّا لفيلق القدس الإيراني.

وأجرت إيران، اليوم الاثنين، مراسم تنصيب، إسماعيل قاآني، قائدًا لفيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس الثوري)، ونائبه الجديد، محمد حجازي، بحضور قادة الحرس والجيش والأركان ومسؤولي مكتب المرشد علي خامنئي، وبنات قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية في الثالث من يناير الجاري بنطاق مطار بغداد الدولي، بطائرة بدون طيار.

بحكم كونه القوة الضاربة لقوات الحرس الثوري خارج حدود إيران، يتحمل فيلق القدس الجزء الأكبر من المسؤولية عن الدماء التي سالت بحكم دوره الإجرامي في العمليات التي نفذتها عناصره في العديد من دول العالم، لاسيما الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وأمريكا.

وارتكبت أجنحة علنية وسرية لفيلق القدس دورًا خطيرًا في نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات، عبر الضلوع في التفجيرات الإرهابية، والاغتيالات، وانتهاكاتها للبعثات الدبلوماسية، كما وفر ملاذات آمنة داخل إيران لزعامات تنظيم القاعدة الإرهابي منذ العام 2001 (سعد، وحمزة بن لادن.. سيف العدل.. زوجات وبنات أسامة بن لادن).

وفي عام 2003، تورط فيلق القدس في تفجيرات الرياض، التي أسفرت عن استشهاد العديد من المواطنين السعوديين، ومقتل مقيمين (بينهم أمريكيان) وفي العام 2003، أحبط الأمن البحريني مخططًا إرهابيًّا مدعومًا من إيراني؛ لتنفيذ تفجيرات في المنامة، وقد تم إلقاء القبض على عناصر خلية إرهابية تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بالتزامن مع ضبط وإجهاض محاولات إيرانية لتنفيذ أعمال إرهابية في الكويت والإمارات.

جرائم متعددة

وشهد عام 2003 قيام فيلق القدس بإدخال آلاف من عناصره ومنحهم أوراقًا رسمية عراقية تثبت أنهم مواطنون، بالتعاون مع أحزاب وجماعات موالية لطهران في قتل الآلاف من العرب السنة والأمريكيين (4400 جندي أمريكي)، وفي العام 2006 اعترفت واشنطن أن إيران تدعم حركة طالبان الأفغانية (التي لا تزال تنفذ يوميًّا عمليات دموية ضد الشرطة المحلية)، وسط تعاون بين الطرفين في زراعة وترويج المخدرات للجوار، بمعرفة السلطة القطرية.

وفي عام 2011 تورّط فيلق القدس في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني، في مدينة كراتشي، كما أحبط الأمن الأمريكي محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن، التي تورط فيها كل من منصور أربابسيار (حكم عليه بالسجن 25 عامًا) وغلام شكوري (ضابط في الحرس الثوري الإيراني) مطلوب من القضاء الأمريكي.

وقامت عناصر تابعة لفيلق القدس عام 2012 بهجمات إلكترونية ضد شركات النفط والغاز في السعودية والخليج، وصفتها وزارة الدفاع الأمريكية بأنها الأكثر تدميرًا، بين الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها شركات كبرى، وفي العام نفسه تم الكشف عن مخطط لاغتيال مسؤولين ودبلوماسيين أمريكيين في أذربيجان، ولعبت قوات وعناصر وميليشيات تابعة للنظام الإيراني دورًا في غاية الخطورة خلال أحداث ما يسمى بـ«الربيع العربي»؛ للوقيعة بين الشعوب المستهدفة وأنظمة الحكم فيها، وهو أمر عامر بالتفاصيل.

تخريب وتآمر

وأصدرت محكمة الجنايات الكويتية العام 2016، حكمًا بإعدام اثنين من المدانين في قضية «خلية العبدلي»، أحدهما إيراني الجنسية، بتهم تتضمن ارتكاب أفعال؛ من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت والسعي والتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية، وفي العام نفسه، اعترفت إيران رسميًّا (على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بوجود) بوجود 200 ألف مقاتل إيراني خارج البلاد في سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن.

وكان فيلق القدس مشرفًا على ما تقوم به البعثات الدبلوماسية الإيرانية من تشكيل لشبكات تجسّس في مختلف الدول المستهدفة بخطط وعمليات إرهابية، وقد كشفت العديد من الدول شبكات تجسس إيرانية على أراضيها: مصر أعوام 2005، 2008، 20112010، و2015، والبحرين عامي 2010، و2011، اليمن عام 2012، الإمارات العام 2013، السعودية العام 2013، كينيا العام 2015، الأردن العام 2015، نيجيريا العام 2015.

محطات مشبوهة

كما أن فيلق القدس مسؤول عن الاعتداء على السفارة الباكستانية عام 2009، وعلى السفارة البريطانية عام 2011، والاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد 2016، وأمام هذه الممارسات غير الأخلاقية، بادرت العديد من الدول (تتصدرها السعودية) بقطع علاقتها مع طهران، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، فعلتها: «الولايات المتحدة الأمريكية.. بريطانيا.. كندا.. الجزائر.. تونس.. المغرب.. اليمن.. مصر.. البحرين.. السودان.. الصومال.. جيبوتي.. وجمهورية القمر المتحدة».

ولم تقتصر جرائم فيلق القدس على تنفيذ عشرات المخططات شرقًا وغربًا، لكونه مع قواته أصحاب سجل حافل (وفق التقارير الدولية) بالانتهاكات ضد الأقليات المعارضة لسياسات النظام الإيراني، وليس أدلّ على ذلك من الإعدامات المتتابعة لعشرات لا سيما بين علماء الطائفة السنية، والأقليات بمن فيهم الأحواز العرب والأكراد والبلوش، فيما يغذي النظام الحاكم الطائفية والمذهبية، وسط إدانة دولية للنظام الإيراني من المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ بسبب انتهاكه لحقوق الإنسان، ودعمه الإرهاب، وهو ما أكدته الجمعية العامة (في تقريرها رقم 70/411 الصادر بتاريخ 6/10/2015).

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa