«لو ريون لو جور»: تركيا تتجاوز الخط الأحمر بصفقة «S-400»

الناتو مندهش من تناقض أنقرة.. وأمريكا تهدد
«لو ريون لو جور»: تركيا تتجاوز الخط الأحمر بصفقة «S-400»

أثارت مساعي تركيا الحصول على بطاريات صواريخ جو- جو روسية الصنع من نوع S-400 هذا الصيف (بعد عملية طويلة من المفاوضات بدأت قبل عدة أشهر بين الكرملين وسراي) غضب الناتو وخاصة الأمريكيين، وهو الأمر الذي قد يعرضها للانتقام بسبب تجاوزها «الخط  الأحمر».

ووفقا لصحيفة «لو ريون لو جور» الناطقة بالفرنسية: إن «تسلح الجيش التركي- العضو في تحالف الناتو- بالأسلحة الروسية يعد تناقضًا صريحًا، خاصة أن تركيا أعلنت عن نيتها الحصول على الجيل التالي من هذه الصواريخ، S-500، بمجرد أن تصبح جاهزة للعمل بالكامل، بحلول عام 2020...».

وأوضحت أن هذا يأتي في إطار استمرار التقارب بين أنقرة وموسكو، والذي بدأ عام 2016، إذ يحافظ البلدان على اتصالات منتظمة للغاية، لا سيما بشأن القضية السورية، وقد غذى هذا التقارب وسرعته التوترات المتزايدة بين أنقرة والدول الغربية.

وأكدت أن أوروبا وأمريكا تعتبر أن النظام التركي، من خلال انحرافه الاستبدادي، لا يتبع خطًا سياسيًا متوافقًا مع أعضاء الناتو، فهذا التحالف الأطلسي، أدى إلى عدم توفير الأسلحة التي كانت تركيا تطالب بها لعدة سنوات كجزء من مشاركتها في المنظمة، وبالتالي اتجاه تركيا «للمعسكر» الروسي.

وقال بيرم بالسي، وهو مدرس في ساينس بو، للوريون لو جور «إن اختيار أنقرة يرجع لأسباب اقتصادية ولأن روسيا لا تطالب بالشروط السياسية لحقوق الإنسان التي يفرضها الغربيون».

ويرغب الأتراك- أيضًا- في تنويع أسلحتهم ومورديهم من أجل تحرير أنفسهم وعدم الاعتماد على الأوروبيين أو الناتو، وأوضح الباحث في معهد Middle East، بيرول باسكان «أن هذا كان ملحوظًا بشكل خاص بعد حظر الأسلحة الأمريكية ردًا على غزو قبرص عام 1974»، مضيفًا «رغبة أردوغان في شراء S-400 الروسي لا يبدو مختلفا».

وبينت الصحيفة أن الدول الغربية (لاسيما أمريكا) غير راضية عما تفعله تركيا، ويعتبرون أن أنقرة، التي ترى أنها لم تفعل شيئًا خاطئًا، قد تجاوزت «خطًا أحمر»؛ حيث  يواجه الحلف الأطلسي بالفعل مشكلة مزدوجة. الأولى منها على المستوى الفني.

وتشعر واشنطن بالقلق من أن امتلاك أنقرة لنظام  S-400  سيكون غير متوافق مع الناتو وقد يسمح لروسيا في نفس الوقت بالوصول إلى المعلومات السرية المتعلقة بالطائرة F-35 ، والتي من المفترض أن تكون قادرة على الهروب من الصواريخ الروسية.

ويقول الباحث في مؤسسة (FRS) جان ماسون: «تم تزويد S-400، كنظام للدفاع الجوي، بأجهزة التعرف على الأجهزة الودية والمعادية التي تحدد وتتعقب وتتبع الأجسام الطائرة. لذلك، إذا كان لدى تركيا S-400 الروسي وF-35 الأمريكية، فسيتعين على S-400 بتركيا أن يتلقى بيانات لتحديد F-35 وهو ما يعد مشكلة على الجانب الأمريكي»، مضيفا «واشنطن خائفة فعلًا من أن تسرب المعلومات والبيانات في نهاية المطاف وسيسمح حينها للرادار الروسي S-400 باكتشاف F-35 الأمريكية».

المشكلة الثانية هي على مستوى اختراق موسكو في المنطقة، صواريخ S-400 هي في الواقع واحدة من أحدث الأنظمة المضادة للطائرات في العالم، وأصبحت رائدة في صادرات الأسلحة الروسية، وأيضًا سلاحًا دبلوماسيًا مهمًا لروسيا نجح في زرعها بالعديد من المناطق الاستراتيجية مثل كالينينجراد (شمال بولندا) أو سوريا أو في قاعدة طرطوس أو في شبه جزيرة القرم، التي تم ضمها عام 2014. كما أن الصين والهند والجزائر والمملكة العربية السعودية هم المهتمين بالحصول على هذه المنظومة.

وفي مواجهة هذا التقدم الروسي، لوح الأمريكيون، القائد التاريخي للتحالف الأطلسي، بخريطة التهديدات الاقتصادية لتركيا إذا لم تتخل عن اتفاقها مع روسيا. لقد ذهبت واشنطن إلى حد الإعلان عن إمكانية استبعاد أنقرة من برنامج F-35.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، تشارلز سامرز، في وقت سابق: «إذا حصلت تركيا على S-400، فستكون هناك عواقب وخيمة فيما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية والعسكرية». وأضاف «لن يكونوا قادرين على امتلاك طائرات F-35 وصواريخ باتريوت».

لكن هل يمكنهم بسهولة عرقلة مشاركة تركيا؟ بالنسبة لجان ماسون «الولايات المتحدة قادرة تمامًا على تعليق مشاركة تركيا في برنامج F-35 إذا كانت لديها إرادة»، مشيرا إلى أن هناك شيئًا واحدًا واضحًا، على الرغم من التوترات بين الناتو وتركيا، ليس على جدول الأعمال خطة لإقصاء أنقرة من الناتو في الوقت الحالي.

ويؤكد ماسون «باستثناء التصعيد، وجود تركيا داخل الناتو أمر لا شك فيه، حتى لو كان من المحتمل أن يضعف سلوك تركيا من التماسك داخل الحلف من وجهة نظر أمريكا، ومع ذلك، قد تواجه تركيا عقوبات صناعية وتجارية وعسكرية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa