أردوغان يمد يد العون لـ12 ألف داعشي بخطة غزو مرتقبة لشمال سوريا

البيت الأبيض يحمِّل النظام التركي المسؤولية..
أردوغان يمد يد العون لـ12 ألف داعشي بخطة غزو مرتقبة لشمال سوريا

شدَّد مراقبون على أن عملية الغزو المرتقبة، التي أعلنها الرئيس التركي رجب أردوغان للشمال السوري، ستؤدي- وفق مصادر كردية- إلى وجود فراغ أمني يمنح الفرصة لفرار 12 ألف سجين داعشي في تلك المنطقة. يأتي هذا فيما أعلنت الولايات المتحدة عدم مشاركتها في تلك العملية العسكرية المرتقبة، وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان له، إن القوات المسلحة الأمريكية لن تشارك أو تدعم عملية تعتزم تركيا القيام بها في شمال سوريا، مضيفًا أن القوات الأمريكية وبعد هزيمة تنظيم داعش، لن تكون موجودة بعد الآن في المنطقة المجاورة، وفقًا لـ«رويترز».

وحول مصير الدواعش المقبوض عليهم والمتواجدين في سجون بشمال سوريا، أعلن البيت الأبيض أنهم أصبحوا تحت «المسؤولية التركية»، وقال إن «أنقرة ستكون من الآن مسؤولة عن كل مقاتلي تنظيم داعش في المنطقة، والذين تم اعتقالهم على مدى العامين الماضيين».

وأعلن أردوغان، اليوم الإثنين، أن القوات الأمريكية بدأت الانسحاب من مناطق بشمال شرق سوريا، موضحًا أن المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين بشأن هذا الملف مستمرة، وأن العملية العسكرية في سوريا قد تبدأ في أي وقت؛ حيث يهدد أردوغان منذ فترة بشن هجوم عسكري على القوات الكردية في شمال شرق سوريا، ويهدف التوغل التركي في سوريا إلى إنشاء منطقة عازلة؛ بزعم ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا إليها.

ووسط هذه الأجواء، تعيش الميليشيات الموالية لتركيا ظروفًا صعبة في ريف إدلب السوري، وبرعت المخابرات التركية في استخدام الأسماء الرنانة لميليشياتها، لاسيما «الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم: فيلق دمشق، وجماعة أحرار الشام، وحركة نورالدين زنكي، وألوية صقور الشام، والجيش الحر، وجيش إدلب الحر، والفرقة الأولى الساحلية، والفرقة الثانية الساحلية».

كما تضم «جيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، والفرقة 23، ولواء شهداء الإسلام، وتَجمُّع دمشق»، وكانت المخابرات التركية في كل المحطات، واجهة للدعم الأمريكي الموجّه لميليشيات، يتكون هيكلها الرئيسي من جماعات تتبنى الفكر الإخواني، والسلفي التكفيري.

وتشمل القائمة «جيش إدلب الحر.. جيش النصر.. فيلق الشام.. أحرار الشام، لكنها كانت أقل قوة من هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقًا- التي يقدر عدد مقاتليها بأكثر من 40 ألف إرهابي».

واعتمدت تركيا في تمددها العسكري- قبل الهزائم الأخيرة- على ميليشيات تُسمى: الجيش الوطني السوري في إدلب وشمال محافظة حماة، وتتبعه فصائل عدة؛ لواء شهداء بدر.. الجبهة الشامية.. أحرار الشرقية.. أحرار الشمال/ فيلق الشام».

وساعدت هذه الميليشيات قوات أردوغان في محاولة احتلال شمال سوريا، عبر عمليتي درع الفرات 2016، وغصن الزيتون 2018، ويصل عدد مقاتليها إلى 30 ألفًا من المرتزقة، وتلتزم حرفيًّا بتعليمات الاستخبارات التركية، وتعتبر المتلقي الأهم للسلاح والدعم اللوجيستي التركي.

وهناك ما يُسمى بـ«هيئة تحرير الشام- جبهة النُصرة التي زعمت انفصالها عن تنظيم القاعدة-؛ حيث يتبعها نحو 20 ألف مسلح وزعيمها أبومحمد الجولاني، وقيادتها بعلاقة نفعية مع تركيا، تقوم على تبادل المنافع المشتركة...».

وتعتمد تركيا على الدور، الذي تلعبه ميليشيات: أنصار القاعدة التي تضم «تنظيم حرَّاس الدين.. الحزب الإسلامي التركستاني.. أجناد القوقاز.. ألوية الفتح.. جبهة أنصار الدين.. جماعة أنصار الدين.. كتائب الإمام البخاري...».

وفَّرت مئات العناصر المسلحة من الهجوم، الذي تنفذه القوات السورية ضد الميليشيات المدعومة من تركيا باتجاه الحدود التركية، وترك الفارون مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب، التي كانت ملاذًا لهم، وأكدوا أنهم فروا من مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقرى لطمين ولحايا.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من النوايا التركية، ودعت اليوم الإثنين، إلى منع نزوح كبير للمدنيين من شمال شرق سوريا؛ إذا تمت العملية التركية، مشيرة إلى أنها تتأهب للأسوأ في ظل العملية التركية المرتقبة شمال شرق سوريا.

 بدورهم، حذَّر الأكراد من تداعيات الهجوم التركي على شمال سوريا، وذكرت قوات سوريا الديمقراطية، عبر حسابها بموقع التواصل تويتر، أن النتائج الأولية لانسحاب قوات الولايات المتحدة من المنطقة، هو دخول قوات الجيش السوري مدينة منبيج، مشيرة إلى أن المتطرفين بمن فيهم داعش، لديهم أكثر من 50 ألف عنصر إرهابي متطرف من داعش وتنظيمات إرهابية أخرى، وهم قادرون على توسيع نطاق وصولهم إلى كل سوريا، في حال وجود فراغ أمني بشمال البلاد؛ نتيجة دخول الأتراك.

وأشارت إلى أن قادة داعش المختبئين في مناطق الفرات وشمال شرق البلاد، سيعودون بقوة لتهديد الأمنين المحلي والدولي.

وأضافت قوات سوريا الديمقراطية، أنها قدَّمت 11 ألف شهيد على مدى 5 سنوات من الحرب، وأنها مصممة على الدفاع عن أماكنها بأي ثمن؛ داعية الأكراد والعرب والآشوريين والسريانيين، إلى تعزيز وحدتهم والوقوف إلى جانبها.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa