دراسة مثيرة حول «الضوء الأزرق» لشاشات الأجهزة الإلكترونية

في ظل التحذيرات من أضرار التعرض له..
دراسة مثيرة حول «الضوء الأزرق» لشاشات الأجهزة الإلكترونية

أصبحت تحذيرات التعرض للضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية، جزءًا من التنبيهات الحياتية اليومية، وقد حفز هذا التفكير صناعة صغيرة تعتمد على الابتكارات التي تهدف إلى إيقاف الآثار الضارة، مثل إعدادات «الوضع الليلي» ذي الألوان الدافئة، وكذلك الأدوات والنظارات التي تدعي أنها تمنع الضوء الأزرق.

غير أن مجموعة من الباحثين في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، وضعوا ورقة بحثية تتحدى هذه الفكرة، فبعد تعريض الفئران للأضواء التي كانت مختلفة في درجات اللون رغم تساويها في السطوع، وتقييم نشاطها اللاحق، خلص الباحثون إلى أن الضوء الأصفر يبدو في الواقع أكثر إزعاجًا للنوم من الضوء الأزرق، وافترض الباحثون أن الضوء الدافئ يمكن أن يخدع الجسم للتفكير في أنه نهار، بينما يحاكي الضوء الأزرق الأكثر برودة الشفق.

نتائج الدراسة كانت مفاجئة، بالنظر إلى التفكير الواسع النطاق حول الضوء الأزرق، وقد جادل بعض الباحثين بأنه على الرغم من أن الإلكترونيات يمكن أن تبقيك مستيقظًا بسبب أضوائها الساطعة وقدرتها على امتصاص الوقت، إلا أن الضوء الأزرق ليس بالضرورة المشكلة، وقال الباحثون إن التحولات البدنية والعقلية والسلوكية المعتمدة على الوقت لديك، والإيقاع اليومي الأكثر وضوحًا هو الذي يدفعك للتعب في الليل وتنبيهك خلال اليوم، وتعتمد هذه العملية على الميلاتونين، وهو هرمون يفرز عندما يكون محيطك مظلمًا، والتعرض للضوء في الليل يمكن أن يخلط بين هذه العملية وقمع إنتاج الميلاتونين.

وقد اقترحت الدراسات أن الضوء الأزرق هو مثبط قوي للميلاتونين، وبشكل خاص الميلانوبسين، الذي يساعد خلايا العين على تقييم سطوع الضوء، وهو حساس بشكل خاص للأطوال الموجية الأقصر والأبرد مثل الضوء الأزرق، والتي تقول بعض الأبحاث إنه قد يؤثر على الجسم بشكل أكبر من الأشكال الأخرى، وقد أظهرت إحدى الدراسات التي تم الاستشهاد بها عام 2014 أن استخدام جهاز الآيباد الذي ينبعث منه الضوء الأزرق قبل النوم يمنع الميلاتونين، بينما قراءة كتاب تقليدي لا يفعل ذلك.

وبعيدًا عن الجدل المثار حول الدراسة الأخيرة والانتقادات الموجهة لها كونها تمت على الفئران التي قد تختلف استجابة العين لديها عن عين الإنسان، إلا أن الباحثين بالرغم من ذلك يقولون إن نتائج الأبحاث لا تعني أن الضوء الأزرق شرير، ومن وجهة نظرهم فإن التوصيات المتعلقة بالحد من الضوء الأزرق لها أساس علمي قائم على فكرة أن الضوء الأزرق يقطع النوم، لأن الأبحاث تظهر باستمرار أن الضوء من أي نوع يقمع الميلاتونين، والضوء الأزرق قد يفعل ذلك، لكن معظم الأبحاث التي أجريت في هذا المجال لم تكن تمثل الطريقة التي يتعرض بها الشخص العادي للضوء الأزرق، أي أن معظم الحالات التجريبية لا تتوافق مع يوم الشخص العادي، وحتى بعد ذلك فإنها تؤدي غالبًا إلى تغييرات طفيفة في النوم.

يضيف الباحثون أن طيف الضوء ليس هو الشيء الوحيد المهم، فمن المهم كذلك السطوع ومدة التعرض، ولا يمكنك القلق بشأن الطيف وحده، كما لا يمكنك تشغيل مرشح الضوء الأزرق لديك، ثم تشغيل هاتفك أو جهازك اللوحي في أقصى درجات السطوع، وتتوقع عدم حدوث أي مشكلة.

وحسب الخبراء فإن هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تدعو للحد من الضوء، مثل عدم الأرق، ألا تقضي كل وقتك في التحديق على الشاشات، والعواقب المحتملة على الصحة العقلية إلى ارتباطها بنمط الحياة، وكذلك ما يتعلق بصحة العين، كما أنه ليس هناك سبب لإهدار وقتك وأموالك في البحث عن نظارات أو أدوات تصفية للضوء الأزرق، ففي حين أن بعض الأشخاص يبلغون عن تحسن في إجهاد العين أو الصداع بعد استخدام هذه المنتجات، إلا أنه لا يوجد بحث يشير إلى أن الضوء الأزرق يدمر عينيك، وحسب الخبراء إذا كنت تشعر بمزيد من الراحة باستخدام هذه الأدوات فهذا جيد، لكنه لا يفعل أي شيء لصحة عينيك.

وحسب الباحثين فالأدلة ليست قوية بما يكفي لإصدار توصية شاملة بشأن النوم والضوء الأزرق، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن استخدام التكنولوجيا قبل النوم فكرة جيدة، فأي ضوء ساطع قبل النوم يمكن أن يفسد الإيقاعات اليومية لجسمك، كما يؤكد البحث حقيقة أن الغرفة المظلمة هي أفضل بيئة للنوم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa