خبراء لـ«عاجل»: هدف السعودية الآن تعظيم حصتها السوقية في أسواق النفط العالمية.. وروسيا الخاسر الأكبر

البحث عن المصالح الذاتية سبب انخفاض النفط
خبراء لـ«عاجل»: هدف السعودية الآن تعظيم حصتها السوقية في أسواق النفط العالمية.. وروسيا الخاسر الأكبر

شهدت أسعار النفط العالمية، خلال الأيام الأخيرة، انخفاضًا ملحوظًا؛إذقررت المملكة العربية السعودية تعزيز سعتها الإنتاجية من الخام تزامنًا مع خفض الأسعار، ومع معارضة روسيا توصيات تحالف (أوبك) بشأن خفض الإنتاج لمجابهة ضعف الطلب العالمي من جراء تفشي فيروس (كورونا).

كل ذلك عوامل رسمت المشهد العالمي لسوق النفط، الذي تلقت فيه أسواق النفط العالمية ضربة موجعة بداية الأسبوع الجاري، عقب انهيار الأسعار 31%، مسجلةً أكبر خسائرها منذ اندلاع حرب الخليج عام 1991، وهو ما ناقشته «عاجل» مع عدد من الخبراء.

انتهاء عصر التفاوض

قال فهد بن جمعه عضو مجلس الشورى، إن المملكة تسير في طريقها لاستغلال قدرتها التنافسية في أسواق النفط الحالية بحصة قدرها 12 مليون برميل يوميًّا، تزيد إلى 13 مليون برميل يوميًّا في الشهر القادم، وإلى أعلى منذلك مستقبليًّا، لافتًا إلى انتهاء عصر التفاوض مثلما انتهى عصر المنتج المرجح؛ حيث قال: «لا رحلة مجانية بعد اليوم».

وأضاف: «هدف السعودية الآن تعظيم حصتها السوقية في أسواق النفط العالمية، والاستفادة من ميزة الإنتاج الأقل عالميًّا، ومن وفرة الاحتياطي التي تكفي 70 عامًا قادمة عند الإنتاج الحالي، وأي تفاوض يجب أن يخدم مصلحة السعودية، ويحقق لها أكبر حصة ممكنة، والخاسر الأكبر هو روسيا. أما النفط الصخري فهو من نوع آخر أو من النوع الخفيف جدًّا، بخلاف معظم نفط المملكة الثقيل، وهذا ما يميز بينهما».

تحسن الأسعار مع سيطرة المملكة على حصة استراتيجية

وتابع: «الأسعار ستستمر في نطاق 32 دولارًا، وفي النصف الثاني ستبدأ الأسعار تتحسن مع سيطرة المملكة على حصتها الاستراتيجية ودعم استقرار الأسعار وتوازن الأسواق، بما يدعم الاقتصاد العالمي، ويحقق رغبات المستهلكين».

أما الكاتب والمحلل الاقتصادي سليمان العساف، فأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط سيكون مؤثرًاجدًّا؛ لأنه أحد مصادر الدخل لدى الحكومة السعودية، وسيؤثر في المملكة تأثيرًا كبيرًا، وزيادة الإنتاج ستوفر للخزينة السعودية 7 إلى 10 مليارات ريالشهريًّا؛أي ما بين 100 و200 مليار ريالسنويًّا، لافتًا إلى أن «سوق النفط حاليًّا حرة وتنافسية، والآن نحن في مرحلة عض الأصابع».

روسيا ستعود مجبرة إلى طاولة المفاوضات

وأكد أن السعودية وحدها هي القادرة على زيادة إنتاج النفط بهذا الحجم، مُشيرًا إلى أن السعودية ستُجبر روسيا على العودة إلى طاولة المفاوضات؛ لأنها لن تتحمل هذه التخفيضات العظيمة في النفط، وفي النصف الثاني لـ2020 ستعاود أسعار النفط الارتفاع.

تأثير كورونا في سوق النفط

ومن جانبه، يرى المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالله باعشن، أن «النفط سلعة تتأثر بها القرارات السيادية والمصالح والعلاقات بين الدول، ولو نظرنا إلى صناعة النفط خلال العامين الماضيين،لوجدنا اتفاقًا بين مجموعة أوبك ودولة روسيا لمنع انخفاض سعر النفط، لكن حاليًّا أصبح الكل يبحث عن مصالحه؛ ما أوصلنا إلى تخفيض كبير ساعد عليه انتشار وباء كورونا؛ ما عطَّل الكثير من الخدمات التي تستخدم النفط.

وأشار إلى أن المملكة حاليًّا ليس لديها سوى تعويم سوق النفط، بمعنى أن يخضع للعرض والطلب، وتتميز بأن لديها المخزون الأعلى في العالم، وثقة المستهلك،وإلى أن زيادة إنتاج المملكة هدفه الحفاظ على سعر السوق.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa