هكذا تتعامل مع غزاة «حيزك الشخصي»

جامعة نوتنجهام أجرت دراسة عنه..
هكذا تتعامل مع غزاة «حيزك الشخصي»

البحث في الحيِّز الشخصي له تاريخ طويل في علم النفس، بعد أن أثبت أنَّ هناك منطقة من القرب الجسدي الذي يسمح للناس أن يشعروا بالراحة في وجود الآخرين، ومع ذلك هناك أوقات لا يكون لديك فيها خيار سوى أن تكون قريبًا جسديًا من شخص غريب، فمثلًا إذا وقفت في قطار أو حافلة مزدحمة، والشخص المجاور لك على بُعْد بوصات فقط، وللحفاظ على هذا القرب قبل أن يصبح مشكلة، يمكنك أن تفعل كل ما تستطيع لإنشاء نوعٍ من العوائق غير المرئية، وأسهل طريقة لتحقيق ذلك هي تجنُّب النظر المباشر بالعين، لذا من المرجح أن تنظر لهاتفك أو قدميك.

وهناك عشرات الأمثلة للحدود التي يرسمها كل منا لحيِّزه الشخصي ومحاولة الحفاظ عليه بشتي الطرق، وفي هذا الإطار أجرت مجموعة بحثية بجامعة نوتنجهام بإنجلترا دراسة حول المساحة الشخصية لركاب شركة طيران؛ حيث توفّر الخطوط الجوية معملًا مثاليًا لدراسة ما يشعر به الناس حيال مساحتهم الشخصية، نظرًا لحقيقة أنَّ المقاعد قريبة من بعضها البعض، وليس هناك أي مهرب طوال مدة الرحلة، وأن هناك القليل الذي يمكن القيام به لحماية نفسك من الأشخاص الذين لا يحترمون الحدود، أشاروا إلى هؤلاء الأشخاص باسم غزاة الحيز..

وكخلفية للدراسة لخص الباحثون العوامل العشرة الرئيسية التي تؤثر على الحيز الشخصي، يشمل ذلك الجنس، الثقافة، العمر، التفضيل الشخصي، العلاقات الشخصية، كثافة الغرفة، نوع الشخصية، الموضوعات التي يجرى مناقشتها، البيئة والسياق.

وعلى متن طائرة يمكنك ملاحظة الاهتمام بالاستقلالية والسيطرة والخصوصية التي يتمتع بها الركاب داخل حدود مقاعدهم، وربما يمكنك أن تتصل بهذه الفكرة إذا كنت قد قضيت معظم الرحلة مع محاولة التأكّد من أن لديك إمكانية الوصول إلى مسند ذراعك الخاص أو مقاومة التشويش بواسطة راكب في مقعد مستلق أمامك، وبصرف النظر عن الراحة الجسدية، ترتبط هذه العوامل أيضًا بالجانب النفسي للراحة، أو درجة التوتر التي تواجهها.

وخلال الدراسة قام الباحثون باستطلاع عَيّنة دولية تضم 199 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا حول تفضيلاتهم الشخصية بالنسبة لمسافة الاقتراب من شخص غريب والمسافة المفضلة لديهم من صديق، بالإضافة إلى سرد بعض تصرفات أشخاص شعروا أنه تم غزو حيزهم الشخصي، وما الذي يفعلونه لجعل أنفسهم أكثر راحة عند حدوث ذلك، وكيف يفسرون مصطلح الحيز الشخصي.

فكشفت الدراسة جانبًا مثيرًا للاهتمام، فمع جانب مشاكل الاتصال الجسدي، كانت هناك مشاكل أخرى في المجال الحسي، مثل الجلوس بجانب شخص غريب لم يتوقف عن التحدث أو طرح الأسئلة، أو شخص يتحدث في هاتفه المحمول بصوت عالٍ، فيما تراوحت الاستجابة بين الانزعاج ثم الغضب بسبب التلامس، أو الغثيان والاشمئزاز بسبب الروائح الكريهة، أو الشعور بالتطفل والتململ، والأكثر إثارة أن عددًا من الأشخاص ذكروا أنهم يواجهون الجاني، وهو نهج من المحتمل أن يحدث على متن طائرة أكثر من غيره، بالإضافة إلى ذلك، ذكر المجيبون أنهم حاولوا استعادة المساحة (المسروقة)، مثل الاستيلاء على مسند الذراع عندما ذهب الراكب الآخر إلى الحمام، وظهرت الاستراتيجيات غير اللفظية أيضًا مثل التنهد أو التلميح أو الابتعاد.

وتقترح الدراسة في النهاية مواجهة أي شعور غير مريح فيما يخص حيزك الشخصي، أما إن لم تستطع ولم تكن المواجهة خيارًا، فابحث عن طرق لتشتيت انتباهك أو على الأقل إرسال إشارات تفيد بأن هذا الغزو غير مقبول.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa