دراسة مثيرة: التصنيف السياسي يؤثر في تطبيق التعليمات الصحية

بخصوص توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها
دراسة مثيرة: التصنيف السياسي يؤثر في تطبيق التعليمات الصحية

في إطار الكم الضخم من الدراسات التي تجرى حاليًّا للوقوف على كل ما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد لمواجهته على كافة الأصعدة؛ خرجت دراسة أمريكية أولية حديثة للوقوف على مدى التزام الأشخاص بالتعليمات الصحية؛ حيث أراد الباحثون من خلال الدراسة معرفة مدى تأثير معتقدات الأشخاص التي يمكن أن تتنبأ بانخراطهم في بعض السلوكيات المعززة للصحة، ومنها الحرص على تنفيذ بعض توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الصادرة خلال الأسابيع الماضية، كتجنب الاتصال، وغسل اليدين، والعزل المنزلي، والسعال في مرفق اليد أو منديل بدلًا من كف اليد.

وخلال الدراسة، فحص الباحثون نتائج مسح حديث للباحث «فلوريان كوفا» الذي استعان بعينة من 235 شخصًا، سألهم عبر الإنترنت حول السلوكيات الأربعة المذكورة للوقاية من المرض، وعدد المرات التي استخدموها خلال الأسبوع الماضي على مقياس من 1 إلى 5، وكم مرة خططوا للانخراط فيها في الأسبوع التالي، وحاول الباحثون التنبؤ بأداء السلوكيات الموصى بها طبقًا لذلك.

وبوجه عام، برز متغير واحد في توقع ما إذا كان الشخص سيشارك في هذه السلوكيات، هو مدى إيمانه بحدسه الخاص؛ فإذا كان لديه ثقة أكبر بحدسه، فمن المرجَّح أن يتبع التوصيات الصحية. والمثير للدهشة أن هذه السمة تغلبت على الجميع، ثم قدر الباحثون النموذج الثاني الذي استخدم مع المعتقدات الشخصية حول العلم والحقيقة عامةً، المعتقدات السياسية؛ فعندما أضيفت الهوية السياسية أصبح المتنبئ الأكثر أهميةً هو ما إذا كان الفرد متحررًا؛ فكلما زاد تحديد الفرد على أنه متحرر، قل احتمال اتباعه التوصيات الرسمية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، والعكس صحيح.

وبحسب الباحثين، فإن هذا لا يعني أن الليبراليين سيئون، أو يقلل من احتمال استجابتهم للتوصيات الرسمية؛ حيث تعد هذه الدراسة ارتباطية؛ ما يعني أنها تلتقط العلاقات بين الأشياء فقط، ولا تختبر ما إذا كان أحدهما يسبب الآخر، وهذا لا يعني بالضرورة أن الليبراليين لا يشاركون في السلوكيات الصحية، لكن قد يكون لديهم فقط تحيز تجاه التقليل من شأن سلوكياتهم الصحية عندما تسألهم مقارنةً بالمجموعات الأخرى.

وبحسب الباحثين، فإن من الأهداف الطويلة المدى لهذا النوع من الأبحاث، زيادة عدد الذين يشاركون في السلوكيات الموصى بها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل عدد الإصابات بالفيروس المستجد؛ حيث يعتقد الباحثون أن فهم معتقدات الذين لا ينخرطون في هذه السلوكيات الصحية، هو من الطرق لمحاولة معرفة أنواع الرسائل التي ستكون مقنعة لهم، أو أنواع الاعتراضات التي يعترضون بها على هذه السلوكيات، في وقت أظهر فيه القلق بشأن فيروس كورونا المستجد خللًا في نظام النشر العلمي يتمثل في البطء؛ ما جعل الباحثين من جميع أنحاء العالم يطرحون أحدث أبحاثهم للجمهور مباشرةً إذا كان لها صلة بالوباء، ومع ذلك فإن العمل المنشور بهذه الطريقة ليس مضمونًا، كما هو الحال مع الأبحاث التي يراجعها المتخصصون.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa