الصين تشتري 100 مليون جرعة من لقاح «فايزر».. ومتخصصون يكشفون الأسباب

بكين تمتلك 5 مضادات في المراحل النهائية للتطوير
الصين تشتري 100 مليون جرعة من لقاح «فايزر».. ومتخصصون يكشفون الأسباب

أعلنت مجموعة «فوسونفارما» الصينية أنها ستستورد العام المقبل 100 مليون جرعة من لقاح «فايزر/بيونتيك» المضاد لـ«كورونا المستجد»، رغم أن الصين أعلنت عن توصلها إلى أكثر من لقاح لمواجهة الجائحة؛ الأمر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول فاعلية اللقاحات الصينية.

ولدى الصين 5 لقاحات في المراحل النهائية من التطوير، لكن لم يتلقَّ أي منها موافقة رسمية من السلطات، ولم يتم نشر نتائج تجاربها في المراحل الأخيرة بعد.

وفي بيانٍ أرسلته إلى بورصة هونج كونج، الأربعاء الماضي، قالت «فوسونفارما» الصينية، إن «بيونتيك» ستؤمن لها «100 مليون جرعة على الأقل من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في عام 2021». 

وفي محاولة للحصول على إجابة على هذه الخطوة، طرحت «الحرة» السؤال على عدد من المتخصصين، وكان منهم، المدير السابق لمعهد «باستير» في كوريا الجنوبية، وخبير علم الفيروسات وعلم الأورام حكيم جاب الله، الذي قال إن شراء الصين 100 مليون جرعة من مصادر أجنبية غير مفاجئ.

وأضاف جاب الله أن «الصين تسعى إلى تنويع إمدادات لقاحات كورونا، وعلى الأرجح يمكن أن تكون هذه اللقاحات (الأجنبية)، تستخدم فقط على أفراد النخبة في الصين».

وأشار جاب الله إلى أنه لا يعلم ما إذا كان لقاح «فايزر/بيونتيك»، قد حصل على ترخيص من جانب الصين حتى يتم توزيعه على الفئات التي ستتلقاه.

من ناحيته، رأى الخبير بالشأن الصيني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات «FDD» كريج سينجلتون؛ أنه «ليس من المستغرب أن تتطلع الصين إلى التحوط من الرهان على لقاحاتها المحلية، من خلال الاستفادة من اللقاحات المطورة في الولايات المتحدة».

وأضاف سينجلتون: «لقد فشلت جهود الصين لتطوير لقاح كورونا خاص بها حتى الآن. وهناك أدلة قليلة فقط يمكن من خلالها التحقق من أن اللقاحات الصينية المرشحة آمنة أو فعالة بشكل خاص».

وتابع سينجلتون: «بالنظر إلى التقارير التي تفيد بأن كيانات صينية حاولت سابقًا سرقة معلومات حساسة حول تجارب اللقاحات الأمريكية، فمن المحتمل أيضًا أن يدرس العلماء الصينيون عن كثب عينات اللقاح الأمريكية المعتمدة هذه، ويحاولوا إجراء هندسة عكسية لها».

وحسب «الحرة» أشار سينجلتون، إلى أن «مثل هذه التحركات ستكون متسقة مع تاريخ الصين الطويل في سرقة الملكية الفكرية التي تديرها الدولة، والتي تتكون من سرقة الشركات الغربية وتكرارها واستبدالها في نهاية المطاف في السوق العالمية».

وقال سينجلتون: «إن السبب من وراء هذه الصفقة أيضًا، احتمالية تحقيق (فوسونفارما) الصينية، مكاسب مالية كبيرة، حيث ستجني الشركة ما يقرب من 60% من إجمالي الأرباح السنوية من بيع جرعات اللقاح المصنوعة من المكونات الخام المستوردة، و65% من وراء مبيعات الجرعات الجاهزة المستوردة».

في المقابل، رأى أستاذ علم انتشار الأوبئة والفيروسات في كلية الصيدلة بجامعة مصر إسلام عنان، أن غرض الصفقة تجاري بحت.

وقال عنان لـ«الحرة»: «لا توجد تفاصيل كثيرة حول الصفقة، لكن الأمر على الأغلب تجاري؛ فالشركة الصينية اشترت 100 مليون جرعة، في حين أن الصين تنوي توفير مليار و600 مليون جرعة من الإنتاج المحلي.. الفكرة هنا هو المساعدة في الإمداد باللقاح، وإتاحة لقاحات بتكنولوجيا مختلفة لمن يريد».

وأشار عنان إلى أن التعاقد لم يكن بين الحكومتين الصينية والأمريكية، بل بين  شركتي «فوسونفارما» و«فايزر»؛ ما يرجح أن الأمر غرضه تجاري.

الطبيب والعالم المتقاعد من الجيش الأمريكي أيزن ماروجي، أشار إلى عدة أسباب وراء شراء الشركة الصينية لقاح «فايزر»، قائلًا: «إن اللقاحات الناجحة بوجه عام، تتركز استراتيجيتها على منع وصول الفيروس إلى الخلايا البشرية من خلال منع ارتباط المسامير البروتينية بالخلايا البشرية؛ وذلك بتصنيع الأجسام المضادة المعطلة والمعرقلة».

وتابع ماروجي: «الاستراتيجية المثلى لتطوير اللقاح تعود إلى الاستفادة من المعرفة التي حصلنا عليها من مشروع (الجينوم البشري الأمريكي). وتلك المعرفة كانت أساسًا لصناعة لقاحات كورونا الأمريكية الأخيرة، التي تنتجها شركتا (مودرنا)، و(فايزر/بيونتيك)».

اقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa