فليشهد العالم

فليشهد العالم

سوف يسجل التاريخ الكثير من الأحداث والمواقف السلبية منها والإيجابية والمؤلمة، والباعثة على الأمل منذ شهد العالم تفشي  فيروس كورونا، وسوف ينقشع الكثير من الغمام الذي حال عبر عقود دون إدراك الدور المحوري والمتفرد لمملكة الخير والعطاء على المستويين الإقليمي والدولي من واقع مجريات الأحداث.

كانت قيادة المملكة الحكيمة في مقدمة الدول التي استشعرت الخطورة الداهمة لتلك الجائحة، فبادرت قبل الكثير من دول الشرق والغرب باتخاذ الإجراءات والقرارات على جميع الأصعد، الوقائية منها والصحية والاجتماعية؛ ما يجسد حجم وعي وإدراك قيادة المملكة- يحفظها الله-  لمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن، كل ذلك وفق تخطيط محكم ولله الحمد من آثار تلك الجائحة، وأصبحت الإجراءات والقرارات تتخذ وفق الحاجة، وتبعًا لدراسة الموقف من الجائحة بشفافية ومشاركة من دوائر عدة مختصة .

فعلى الصعيد الصحي العلاجي والوقائي جندت المملكة طاقاتها البشرية والمادية واللوجستية لدرء خطر ذلك الوباء وأضفت على خدماتها تلك اللمسة الإنسانية العالمية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين  بتوفير العلاج للمواطن والمقيم والمخالف في لفتة أذهلت العالم أجمع، ولاسيما مدعي حقوق الإنسان.

وعلى الصعيد الاقتصادي لم تألُ حكومة المملكة جهدًا في دعم قطاعات عريضة من الأنشطة الاقتصادية دعمًا مباشرًا من خلال برامج عدة ومنها برنامج ساند الذي نأمل أن يشمل قطاع المدارس والجامعات الأهلية أسوة بقطاعات عدة، خصوصًا وأنّ هذا القطاع يشكل رافدًا قويًا للتعليم الحكومي، ولاسيما عقب قرار معالي الوزير باعتماد ترقية الطلاب للصفوف التي تلي صفوفهم وإنهاء العام الدراسي، وما يترتب على ذلك من أعباء على مالكي تلك المدارس والجامعات، كما دعمت الحكومة قطاعات الصناعة والإنتاج  والمؤسسات الخاصة بإلغاء أو تخفيض أو تأجيل المستحقات المالية والضريبية المستحقة للدولة في مسعى لاستمرار عجلة الاقتصاد الوطني

وعلى الصعيد الاجتماعي تنفذ حكومة المملكة العديد من برامج الدعم المالي عبر صناديق ومؤسسات حكومية تضمن للمواطن توفر سبل العيش الكريم، وتدعم الطبقات محدودة الدخل، أو الفئات الفقيرة أو المستحقة للضمان الاجتماعي.

في خضم هذا الوضع العالمي وأثناء خوض غمار مكافحة الكورونا  لم يجرؤ أي مدعٍ في العالم على توجيه نقد- مهما قلّ- لإدارة المملكة الأزمة، بل أشاد العدو قبل الصديق بحنكة حكومة المملكة في إدارتها، حتى أصبحت نهجًا يدرس ومثلًا يحتذى في العالم، بدليل أن العديد من سفراء الدول الغربية في المملكة نصحوا رعاياهم بعدم مغادرتها معللين ذلك بوفرة الرعاية الصحية والمواد الغذائية في المملكة، فضلًا عن الإشادة بحسن إدارة الأزمة والسيطرة على الموقف حتى إن كثيرًا ممن يراقبون المشهد العالمي قالوا دون مواربة إنّ ما يميز مملكة العطاء هو ذلك الحس الإنساني الرفيع الذي تجلى في كل موقف اتخذته حكومتها وقادتها، في حين تخلت الكثير من الدول التي تتشدّق بحقوق الإنسان عن واجباتها تجاه مواطنيها... هذه شهادة نعتز بها وسوف يسجلها التاريخ حتى ولو كانت من الأعداء.

اقرأ أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa