العريان: استيعاب دروس "بريكست" يجعل العالم بخير

لتفادي مأزق اقتصادي..
العريان: استيعاب دروس "بريكست" يجعل العالم بخير

قال الاقتصادي العالمي محمد العريان إن العالم سيكون بخير إذا استوعب درس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وبحسب مقال له بصحيفة "جارديان" البريطانية، ترجمته "عاجل"، "يواجه العالم تحديات عميقة. وتمر الأنظمة السياسية والاقتصادية بتغيرات هيكلية واسعة النطاق، كثيرٌ منها مدفوع بالتكنولوجيا والتجارة وتغير المناخ وارتفاع عدم المساواة وتصاعد الغضب السياسي. في معالجة هذه القضايا، سيكون صنّاع السياسة في جميع أنحاء العالم بخير إذا استجابوا لدروس تجربة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "عندما صوت البريطانيون بنسبة 51.9% إلى 48.1% على مغادرة الاتحاد الأوروبي، جاء القرار بمنزلة صدمة للخبراء والمثقفين وقادة حزب المحافظين وحزب العمال على السواء. لقد كانوا أقل تقديرًا لدور الهوية كقوة دافعة وراء استفتاء يونيو 2016".

وتابع العريان الرئيس السابق لمجلس التنمية العالمي في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قائلًا: "لكن الآن، لم يعد من الممكن رفض أفكار الناخبين الراسخة حول الهوية، سواء كانت حقيقية أو متصورة. على الرغم من أن السياسة المعطلة اليوم تغذيها خيبة الأمل الاقتصادية والإحباط، فإن الهوية هي رأس الرمح. لقد فاقمت وعمقت الانقساماتِ السياسية والاجتماعية التي هي غير مريحة؛ لأنها مستعصية على الحل".

وأضاف: "تنبأ الخبراء بأن اقتصاد المملكة المتحدة سوف يعاني من هبوط فوري وهام في الإنتاج بعد الاستفتاء. في هذا الحدث، أساؤوا فهم ديناميكيات ما يسميه الاقتصاديون (التوقف المفاجئ)، أي الخلل المفاجئ في قطاع رئيسي من الاقتصاد".

وأضاف: "كان خروج بريطانيا مختلفًا؛ لأنك لا تستطيع استبدال شيء بشيء. لم يكن هناك انقطاع فوري في التجارة البريطانية الأوروبية. وفي غياب الوضوح حول نوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف، فإن العلاقة الاقتصادية تستمر ببساطة كما هي، وتم تجنب الانقطاع الفوري".

ومضى يقول: "ومع ذلك، فإن الاقتصاد البريطاني يعاني بالفعل من تغير هيكلي بطيء الحركة. هناك دليل على انخفاض الاستثمار الأجنبي. وهذا يساهم في مستوى الاستثمار المخيب للآمال في الاقتصاد عامةً. علاوة على ذلك، فإن هذا الاتجاه يبرز التحديات المرتبطة بضعف نمو الإنتاجية".

وتابع: "هكذا فإن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي توفر نظرة عامة لما ينتظر اقتصادًا عالميًّا متصدعًا على نحو متزايد إذا استمر هكذا: أي تفاعلات اقتصادية أقل كفاءة وأقل قدرة على التكيف، وتدفق مالي أكثر تعقيدًا عبر الحدود وأقل خفة في الحركة".

ونوه بأن عملية صنع السياسة الاقتصادية ستصبح أداة لمعالجة اهتمامات الأمن القومي، لافتًا إلى أن الكيفية التي سيؤثر بها هذا النهج في الترتيبات الجيوسياسية والعسكرية القائمة لم يتبين بعد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa