استخداماته ومزاياه.. الطب «الحيوي الإلكتروني» خيال يتحوّل إلى حقيقة

في ظل معاناة الملايين من مجموعة أمراض كبيرة
استخداماته ومزاياه.. الطب «الحيوي الإلكتروني» خيال يتحوّل إلى حقيقة

ملايين المرضى الذين يعانون من مجموعة واسعة من الأمراض، التي لم يتم التوصُّل لعلاجها من قبل، قد تتحقق أحلامهم في الشفاء قريبًا، وذلك بفضل طفرة تبدو كالخيال العلمي أكثر من الواقع الطبي؛ حيث أدى التقارب الملحوظ والتقدم في الهندسة الحيوية وعلم الأعصاب، إلى طريقة سريعة التطور لعلاج الأمراض المزمنة، وهو ما يُعرف حاليًا باسم الطب الحيوي الإلكتروني، أو الطب الكهربي.

وتتيح هذه التطورات للعلماء، تحديد الأعصاب والأجهزة التي يمكن تنشيطها عند الحاجة، ومن ثمَّ التحكم في خلايا الأعضاء التي تستهدفها تلك الأعصاب، والتي تنظِّم العديد من الاستجابات المناعية والتمثيل الغذائي للجسم. وحسب الخبراء، توجد بالفعل الآن بعض العلاجات الإلكترونية الحيوية أو الكهربائية لعلاج حالات مثل الصداع، بعض حالات الاكتئاب، وكذلك الألم المزمن والجيوب الأنفية، في حين يمكن أن تتسع الموجة الجديدة من الاستراتيجيات القائمة على الكهرباء لمساعدة الأشخاص، الذين يعانون من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم؛ بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، والسكري، وبعض أشكال العمى، وحتى الخرف.

وفي الحالات الشديدة لمرض كرون (مرض التهابي لا يوجد علاج معروف له)، يتم زرع منظِّم كهربائي في الصدر، يقوم الأطباء بتشغيله على تردد مخصص؛ لتحفيز عصب معين عند مستوى الطاقة المناسب فقط؛ للحفاظ على نظام المناعة تحت السيطرة، ومن ثمَّ انتهاء الألم.

ونتيجة لهذه الطفرات العلاجية الواضحة، انجذبت عشرات الشركات في مجال الأدوية للاستثمار في هذا المجال الواعد، حتى وإن كانت النتائج لا تزال بدائية، وتعمل هذه الشركات الآن على تحفيز بعض الأعصاب الكبيرة في الجسم المسؤولة عن الصداع والألم المزمن، فيما يتوقَّع المحللون الماليون أن يصل حجم هذه السوق إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2025؛ حيث قدمت بعض الشركات بالفعل أجهزة في هذا التخصص حظيت بموافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، مثل أجهزة التعديل العصبي المصممة لتحفيز الأعصاب لعلاج الألم المزمن.

وحسب الخبراء، فإن إمكانات المجال الكهربائي هي جزءٌ من تحوُّل عميق في صناعة المستحضرات الصيدلانية، التي طالما ركَّزت بشكل أساسي على تطوير الحبوب، ولكن مع توقُّف تطوير العقاقير بشكلها التقليدي في السنوات الأخيرة، رأت بعض الشركات أن التحليلات الكهربائية، هي وسيلة لاستخراج مصدر جديد من الإمكانات العلاجية، من خلال العلاجات التي تعتمد بشكل أكبر على الأساليب المعتمدة على الجهاز والإجراءات، مثل العلاجات الجينية، وعلاجات الخلايا التائية المعتمدة حديثًا لبعض أنواع السرطانات.

وتكمن جاذبية هذه الأساليب الجديدة في قدرتها على تقديم علاج دقيق وشخصي لكل مريض، مقارنة بالأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، وتصل لكل خلية في الجسم تقريبًا قبل أن تصل في النهاية إلى هدفها المقصود؛ مما يخفِّف من فاعليتها، ويزيد من فرص إمكانية التسبب في ردود فعل سلبية في الأنسجة، التي لا يُفترض ألا تكون فيها، وهو ما يحاول مطورو العقاقير دراسته دائمًا؛ للاستفادة منه مع المعلومات الوراثية، التي يمكن أن تساعدهم بشكل أفضل في التوفيق بين العلاجات الصحيحة والمرضى المناسبين، وهو ما يترجم هنا في إمكانية التأثير على بعض الأعصاب والخلايا دون غيرها، بينما يبحث العلماء الآن في عزل بعض الأعصاب لتحفيزها أو تثبيطها، وهو ما يمثِّل امتدادًا واعدًا آخر لهذا العلاج الكهربي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa