الهلال بالقوة الضاربة يتحدى كتيبة الدم والنار

كلاسيكو عربي بنكهة عالمية
الهلال بالقوة الضاربة يتحدى كتيبة الدم والنار

مع اقتراب العد التنازلي لتسجيل أول ظهور أزرق في الساحة العالمية، بعد سنوات من الانتظار والترقب، يقف عشاق الهلال على أطراف الأصابع وتتعلق الأنظار بممر اللاعبين على ملعب حمد بن جاسم بنادي السد، عندما تسلط الأضواء على رفاق محمد الشلهوب، لتوثق دخول أبطال آسيا إلى كأس العالم للأندية للمرة الأولى، وترصع مجد الزعيم بجوهرة جديدة.

ويحط الهلال الرحال في الملعب المهيب بالعاصمة القطرية الدوحة، من أجل موعد مثير أمام القادم من إفريقيا فريق الترجي، غدًا السبت، لحساب الدور الثاني لبطولة كأس العالم للأندية، بحثًا عن الفوز الأول.

وحتى قبل الدقيقة الأخيرة من هذه المباراة، سيكون من الصعب التكهن بهوية الفائز فيها، الذي سيتأهل للمربع الذهبي للبطولة؛ حيث يلتقي فلامنجو البرازيلي للمنافسة على مقعد في المباراة النهائية.

ويخوض كل من الفريقين مباراة غد محملاً بطموحات كبيرة وآمال عريضة في ظل مسيرة كل من الفريقين في الفترة الماضية.

آخر المتأهلين

وكان الهلال آخر المتأهلين لمونديال الأندية الحالي؛ إذ حجز تأشيرة التأهل قبل أقل من 3 أسابيع فقط، بفوزه على أوراوا ريد دياموندز الياباني 2-0 في عقر داره إيابًا، بنهائي دوري أبطال آسيا، بعد فوز «الزعيم» في مباراة الذهاب على ملعبه 1-0.

وفي المقابل، تأخر حسم تأهل الترجي رسميًّا ل مونديال الأندية حتى السابع من أغسطس الماضي، رغم خوضه مباراة الإياب في نهائي دوري أبطال إفريقيا في 31 مايو على ملعبه باستاد رادس.

وكان هذا التأخير بسبب احتجاج من منافسه الوداد البيضاوي المغربي بعد أحداث مباراة الإياب التي أنهاها الحكم قبل نهاية الوقت الأصلي، بعدما رفض لاعبو الوداد استكمال المباراة في ظل عدم تشغيل تقنية حكم الفيديو المساعد «فار».

دوافع متباينة

وتتشابه معنويات الفريقين قبل مباراة غد؛ إذ توج الهلال باللقب الآسيوي قبل 3 أسابيع فقط، ولا يزال الفريق منتشيًا بهذا الإنجاز، فيما بدأ الترجي رحلة الدفاع عن لقبه في الدوري التونسي بقوة؛ إذ حقق الفريق الفوز في 5 مباريات، وتعادل في واحدة من المباريات الستة الأولى لهذا الموسم، كما حقق الفريق انتصارين متتاليين في بداية مشواره بدور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، ليتقدم بثبات في رحلة الدفاع عن لقبه الإفريقي.

وعندما يلتقي الفريقان غدًا، ستجمع المواجهة بين بطلي أكبر قارتين في العالم من حيث المساحة، كما تتساوى فرص الفريقين إلى حد كبير، لا سيما أن كلًّا منهما يمتلك الأسلحة التي يستطيع بها حسم المباراة لصالحه.

ويضم الهلال بين صفوفه حاليًّا مجموعة من أبرز النجوم؛ منم عدد من لاعبي المنتخب السعودي؛ إذ لعب نجوم الزعيم الدور الأكبر في الانطلاقة الرائعة للمنتخب السعودي ببطولة كأس الخليج «خليجي 24»، التي اختتمت أخيرًا بخسارة الفريق أمام نظيره البحريني 0-1 في المباراة النهائية.

ومن المؤكد أن المشاركة القوية مع «الأخضر» في «خليجي 24»، ستجعل لاعبي الهلال بالمنتخب السعودي أكثر استعدادًا لمونديال الأندية في ظل المواجهات الصعبة والقوية التي خاضها أبناء الفرنسي هيرفي رينارد.

ولهذا سيكون لاعبو الهلال في المنتخب الأول من الأوراق المهمة والحاسمة التي يعتمد عليها المدرب الروماني رازفان لوشيسكو المدير الفني للهلال في مشواره بمونديال الأندية.

أزمة وحيدة

ويظل الإرهاق هو المشكلة الوحيدة التي قد يواجهها لاعبو الهلال، خاصةً من أعضاء المنتخب السعودي؛ إذ عانى اللاعبون من ضغط المباريات في الفترة الماضية، بين المشاركة مع الأزرق في الدوري والأدوار النهائية لدوري الأبطال الآسيوي، والمشاركة مع المنتخب في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 بالصين، ثم كأس الخليج.

ورغم هذا، يستطيع لوشيسكو التغلب على هذه المشكلة بالاستفادة بشكل أكبر من وجود العديد من النجوم في صفوف الفريق بخلاف لاعبيه الدوليين الذين شاركوا في خليجي 24 الماضية.

ويضم الهلال أكثر من نجم بارز، يأتي في مقدمتهم سالم الدوسري، وعبدالله عطيف، ومحمد البريك الذي لم يشارك في خليجي 24 للإصابة، وياسر الشهراني، إضافة إلى سلمان الفرج الذي استُبعد من قائمة الهلال في مونديال الأندية بسبب الإصابة، وحل مكانه نواف العابد.

وبخلاف نجوم الهلال من أعضاء المنتخب السعودي، تضم صفوف «الزعيم» العديد من المحترفين الأجانب، ونجومًا آخرين، ويأتي في مقدمتهم الفرنسي بافيتيمبي جوميز، والكوري الجنوبي يان هيون سو، والبيروفي كاريللو، والسوري عمر خربين، والكولومبي جوستافو كويلار، والبرازيلي كارلوس إدواردو، والإيطالي سيباستيان جيوفينكو؛ ما يجعل الزعيم فريقًا عربيًّا بنكهة عالمية.

سلاح لوشيسكو

وينتظر أن تلعب خبرة هؤلاء النجوم دورًا بارزًا في مباراة غد الصعبة، كما تعول جماهير الفريق كثيرًا على الخبرة الرائعة للمدرب لوشيسكو، الذي تولى تدريب الفريق في نهاية يونيو الماضي، بعدما ترك بصمة رائعة مع معظم الفرق التي تولى تدريبها سابقًا.

ويراود الأمل الهلال في أن يصبح ثالث فريق عربي بعد الرجاء البيضاوي المغربي، والعين الإماراتي، يبلغ المباراة النهائية لمونديال الأندية، خاصةً أنه لن يصطدم في المربع الذهبي بفريق ليفربول الإنجليزي المرشح الأول للفوز باللقب، لكن الفريق يحتاج إلى اجتياز عقبة غد أولًا، قبل التفكير في مباراة المربع الذهبي أمام فلامنجو بطل كأس ليبرتادوريس.

ويدرك الهلال جيدًا مدى صعوبة المهمة التي تنتظره في مواجهة الترجي بالدور الأول، خاصةً مع الضغوط التي تولدها المواجهات العربية في مثل هذه المباريات والبطولات، إضافة إلى أن الترجي يتمتع بخبرة أكبر بمونديال الأندية الذي يخوضه للنسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa