«بلومبرج»: أوروبا تنتبه لسلوك إيران «الخبيث» وتحذيرات من تجاهله

وسط دعوات إحياء الاتفاق النووي
«بلومبرج»: أوروبا تنتبه لسلوك إيران «الخبيث» وتحذيرات من تجاهله

قالت وكالة «بلومبرج» الأمريكية إن الأوساط السياسية داخل أوروبا بدأت الانتباه إلى سلوك إيران الخبيث في المنطقة، خصوصا مع عمليات الخطف والإعدامات التي نفذها عملاء النظام بحق معارضين ومنشقين كانوا منفيين في أوروبا في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات من أنه بات من الصعب مواصلة تجاهل طبيعة طهران الحقيقية.

ورغم إصرار القادة الأوروبيين على إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بالعام 2018، إلا أنهم بدأوا في تلقي تذكيرات جديدة تكشف الطبيعة الحقيقية للنظام الإيراني.

وقوبل ميل أوروبا للتخفيف من وطأة سجل إيران لحقوق الإنسان بالكشف عن تنظيم النظام في طهران لعمليات خطف على نطاق واسع طالت معارضين ومنشقين مقيمين في الخارج، وإعادتهم إلى طهران، بل وتنفيذ أحكام بالإعدام تعسفية بحقهم بعد محاكمات مسرحية، حسب تقرير الوكالة، منشور الأحد (ترجمته عاجل).

وحقيقة أن هذه الممارسات شملت اثنين من أبرز معارضي النظام كانوا مقيمين في أوروبا، وهم روح الله زام، كان مقيمًا في فرنسا، وحبيب آسيود، كان مقيمًا في النمسا، تجعل مساعي أوروبا للتقرب من النظام الإيراني أكثر صعوبة.

وفي قضية زام وآسيود، تم استدراج الضحية خارج القارة الأوروبية قبل خطفه على يد عملاء إيرانيين. 

فروح الله زام، الصحفي الذي جعلته تحقيقاته بشأن الفساد وفضائح جنسية تورط بها مسؤولون بارزون بالنظام الإيراني تهديدًا كبيرًا بالنسبة إلى إيران، تم خطفه خلال زيارة إلى مدينة كربلاء العراقية وتهريبه عبر الحدود إلى داخل إيران، وبعدها بأيام قليلة تم تنفيذ حكم إعدام بحقه بتهمة «الفساد على الأرض»، وهي تهمة تستخدمها طهران عادة حينما تكون غير قادرة على تزوير أدلة اتهام في جريمة حقيقة.  

وحبيب آسيود جرى استدراجه إلى تركيا ومن هناك تم خطفه وتهريبه عبر الحدود، بالاستعانة بمهرب مخدرات، وهو يقبع الآن داخل سجن إيراني، متهم بالتواطؤ في هجوم على دورية عسكرية بمدينة الأهواز بالعام 2018. 

ولا يقتصر الأمر على المهربين، بل اعتمد النظام على رجال عصابات لخطف جمشيد شارحد، الإيراني الألماني، من دبي في يوليو الماضي. تزعم طهران أن شارحد عميل لوكالة المخابرات الأمريكية، وهو العقل المدبر وراء تفجير مسجد في شيراز بالعام 2008. 

ومع تكرر عمليات الخطف تلك، اتخذت أوروبا، حسب «بلومبرج»، نهجًا أكثر حدة هذه المرة. وبعيدًا عن الإدانات المعتادة لإعدام روح الله زام، أعلن سفراء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا مقاطعة منتدى يهدف إلى تعزيز الروابط التجارية بين إيران وأوروبا. 

وغردت الحكومة الفرنسية معلنة الانسحاب، مع تفعيل وسم (nobusinessasusual). وفي الولايات المتحدة، أثار إعدام زام موجة انتقاد لاذعة من الحزبين؛ حيث وصف وزير الخارجية، مايك بومبيو، الإعدام بـ«البربرية»، فيما وصفه مرشح الرئيس جو بايدن، لمستشار الأمن القومي، جاك سوليفان، بـ«المروع».

وهناك، حسب الوكالة، وهناك دلائل أخرى على تحول الموقف الأوروبي من طهران إلى السلبي؛ حيث أشار وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، مؤخرًا إلى تحول نحو موقف إدارة ترامب بشأن الصفقة النووية، من خلال الإشارة إلى أن النظام سيحتاج إلى الاتفاق على قيود على برنامج تطوير الصواريخ. كما أصدرت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تحذيرا شديد اللهجة من خطط طهران لتكثيف برنامج تخصيب اليورانيوم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa