خبراء يحذرون واشنطن: انسحابكم المتعجل من أفغانستان يخدم إيران

«آسيا تايمز»: تقارب جديد بين «طالبان» وطهران
خبراء يحذرون واشنطن: انسحابكم المتعجل من أفغانستان يخدم إيران

حذر تقرير من الانسحاب المتعجل للولايات المتحدة من أفغانستان؛ لأنه يصب في صالح النظام الإيراني، الذي بدأ يتقرب من حركة «طالبان» السنية بعد عقود من العداء، وهو تقارب من شأنه تغيير وجه المنطقة بأكملها.

وفيما ينسدل الستار على الحرب الأمريكية الباهظة الثمن في أفغانستان؛ قالت صحيفة «آسيا تايمز»، في تقرير (ترجمته عاجل)، إن إيران ستكون صاحبة اليد العليا هناك، مع استعداد القوات الأمريكية والأجنبية للانسحاب من البلد الذي مزقته الحرب لمدة 18 عامًا، كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين ما يقرب من تريليوني دولار.

وحذرت صحيفة «آسيا تايمز» بأن الانسحاب الأمريكي سيمهد الأرض أمام إيران لتعزيز موطئ قدم لها هناك، وإضافة البلاد إلى قائمة البلدان التي تملك بها نفوذًا هائلًا في المنطقة.

وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب توصلت، في فبراير الماضي، إلى اتفاق مشروط مع «طالبان» بعد تسع جولات من المحادثات المكثفة. ويغطي هذا الاتفاق أربع نقاط هامة؛ هي: وقف إطلاق نار مستدام، وتسهيل المحادثات الأفغانية الداخلية، وضمانات مكافحة الإرهاب التي منها تعهد «طالبان» بالانفصال عن تنظيم «القاعدة»، مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرًا.

خطابات مسرحية

وفيما عارض النظام الإيراني اتفاق فبراير، معتبرًا أنه «توطيد للحضور الأمريكي في أفغانستان»، يرى خبراء ومراقبون أن الخطابات الإيرانية ما هي إلا «معارضة مسرحية أكثر من كونها حقيقية»، بالنظر إلى علاقتها الآخذة في النمو مع «طالبان».

وقالوا إن أي التزام أمريكي بسحب القوات من أفغانستان يصب لصالح إيران، ويمهد الطريق أمامها لتوسيع نفوذها في جارتها؛ حيث تنامت مشاعر الغضب والاستياء ضد واشنطن بعد عقدين كاملين من الحرب.

وقال ساجان جوهيل مدير الأمن الدولي في «مؤسسة آسيا والمحيط الهادي» ومقرها لندن: «إيران رفضت اتفاق طالبان لأنه لا يُمكِّنهم علانيةً دعم أو إقرار أي اتفاق يشمل الولايات المتحدة. ومع ذلك، داخل أروقة الحكم في طهران، لا شك أن هناك رضا عامًّا بسبب عزم واشنطن الانسحاب في المستقبل القريب».

وأضاف: «انسحاب الولايات المتحدة على الأرجح سيسمح لإيران باستغلال الفرصة وتعزيز نفوذها الكبير بالفعل في المناطق الغربية من أفغانستان».

زواج مصلحة

وتحدث جوهيل إلى «آسيا تايمز» عن تحالف سري غير معلن بين «طالبان» وإيران، عملت فيه الأخيرة على إمداد مقاتلي الحركة بالمساعدات والأسلحة، وقال: «هناك مخاوف من تبني الحرس الثوري الإيراني نهجًا مرنًا مع طالبان. تُرجم هذا في شكل تحالف سري لتوفير مساعدات ومعدات صنع قنابل، تم استخدامها في تنفيذ هجمات ضد قوات التحالف».

ومن جهته، قال هوتشانج حسن ياري الباحث في العلوم السياسية بالكلية العسكرية الملكية في كندا، إن هناك مصالح مشتركة بين الجانبين، تجعلهما راضيين عن استعادة العلاقات رغم اختلافهما أيديولوجيًّا.
وأضاف: «إيران وطالبان لديهما احتياجات ومصالح مشتركة.. إنه زواج مصالح، وهو أمر حقيقي رغم الخلافات الجذرية بينهما.. كلاهما يستغل هذه العلاقة كأداة للضغط على من يسمونهم الأعداء».

وتابع: «وجود حكومة وفاق وطني تشمل حركة طالبان، أمر مُرحَّب به داخل طهران.. لا يجب أن نستبعد الإعلان عن هذه الحكومة قريبًا في كابول عقب مباحثات الدوحة، إلا إذا عارضت واشنطن الأمر».

وتشير الصحيفة إلى أن التعاون بين «طالبان» وطهران بدأ تقريبًا منذ عام 2007، حينما أعلن وزير الدفاع الأمريكي وقتها روبرت جيتس، أن الولايات المتحدة تتبعت حصول «متمردين في أفغانستان» على شحنات كبيرة من الأسلحة من إيران.

ومنذ وقتها، ظهرت تقارير من الحين إلى الآخر تشير إلى تعاون عسكري بين الجانبين أكده عمدة محافظة أوروزغان الأفغانية حينما كشف عن حصول «طالبان» على صواريخ مضادة للطائرات من الحرس الثوري الإيراني.

أهداف إيران

ويرى الباحث ياري أن هناك ثلاثة أهداف تسعى إيران إلى تحقيقها في أفغانستان؛ هي: مغادرة القوات الأمريكية التي يضر وجودها بقاء النظام في طهران. والهدف الثاني هو وجود حكومة صديقة في كابول ترفض التعاون مع الولايات المتحدة.

ويتمثل الهدف الثالث في الحفاظ على نفوذ بين المجتمع الشيعي في أفغانستان الواقع على حدود إيران الشرقية، التي تأمل طهران أن يعمل كمنطقة عازلة بينها وبين باقي أفغانستان.
وقال: «من أجل تحقيق هذه الأهداف، النظام الإيراني مستعد لفعل أي شيء، حتى العمل عن قرب مع طالبان والساسة الأفغان الفاسدين».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa