من قبلة المسلمين إلى قبلة العرب

من قبلة المسلمين إلى قبلة العرب

‏الهوية العربية هوية عظيمة جدًّا بين دول العالم بتاريخها وحضاراتها الممتدة لآلاف السنين، ودأب العالم في عصره الحديث على وضع بعض الدول كأيقونة تمثل هذه الحضارات بجميع مكوناتها، فعندما تطرح العالم الإسلامي في خريطة العالم فإن العالم العربي هو سيد هذا العالم الذي يفخر بحمل راية الإسلام بلسانه العربي وقيمه الضاربة في جذور التاريخ.

‏إن جناحي العالم العربي يتمثلان في قبلة الإسلام المملكة العربية السعودية، وكذلك يتمثلان في قبلة العالم العربي جمهورية مصر العربية، لا يستطيع أي مسلم أن يتجاوز قبلته، وكذلك العربي يقف شامخًا بمصر كقبلة عربية. ورغم التحديات الكبيرة جدًّا، استطاعت هاتان الدولتان العظميان أن تبحرا بعالميهما العربي والإسلامي إلى بر الأمان، كانت الأشواك تحيط بالمنطقة وصراعات متتالية ومخططات حاقدة، وأحزاب لا تعرف سوى الخيانة.

‏إن مصر خُلقت لتبقى، لها رأس مرفوع بين الأمم، لا تعرف معنى للذل، تذيق أعداءها الهوان، يخسرون دائمًا أمام قلاعها، ويتساقطون عند حصونها، تقتلع شرورهم في كل حين، لأن لمصر راية عز، فلديها سارية شاهقة، غيومها رحمة تنهال عليها، وشمسها رمز لإخلاص شعبها، هي الجمال لمحبيها، والحمم لكارهيها، تمضي قدمًا نحو النجاح، مناضلة لإخوتها العرب، تحملت الكثير والكثير، وتحاملت على جراحها، من أجل أمتها وشعبها.

‏كانت مصر هي الأم وما زالت، تبكي معنا، وتشارك عالمها العربي آلامه، لم تتعكز رغم غور الجراح، ولم تجثُ للرعاع، شاهقة في تاريخها، باسقة بأمجادها، تختال بين العالم وحق لها، بذاختها احتقار لمناوئيها، إجحافها للأضداد يُدرس، وإخضاعها لحاقديها ملجم، ترغم العالم على احترامها، فقدرها أنها مصر.

‏لم أرَ في حياتي بلدًا يزداد قوة كمصر، فالضربات تجعلها أشد عودًا، تسمو بعد كل عاصفة، تتعاظم بعد كل فيضان، صلابتها هي صمام أمان، وشعبها عاتٍ أمام كل ادعاء، يا لهم من جبال منيفة، تجدهم يدًا واحدة، لا يملون ولا يكلون، مصر ستبقى آمنة، فهذا شعبها، وهذه أرضهم.

‏أتيت بحروفي أنثرها من قبلة المسلمين، أتيت بها من آخر الرسالات، تسابقكم فيها شقيقتكم السعودية في حبكم، وتعلو بالاحتفالات معكم، نفرح بنصركم، ونحتفل بشهر أكتوبر معكم، كل شعب المملكة العربية السعودية معكم، ونحن معًا نصطف خلف قياداتنا ونتمسك بوحدة أوطاننا، إنه حب لا يتجزأ وحب بالفطرة، لن يتمكنوا منا ما دام هناك قبلتان، ولن يجرؤ مارق علينا، فهناك دولتان، ولن يمسسنا ضر، ما دمنا نحن متجاورين، ولن ينتهي المجد، ما دام هناك وطنان، ولن تنتهي أفراحنا ما دام هناك مصر، ولن تنتهي بهجتنا ما دام هناك السعودية.

‏في الحقيقة لا يوجد ختام أرقى من تهنئة وطني لوطنكم، ولا يوجد عبارة توصف حبنا لكم، ويشرفني أن أبعث رسالة حب وفرح من المملكة العربية السعودية إلى جمهورية مصر العربية، وكل عام وأنتم بخير.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa